تجمع مئات الأشخاص في ساحة الشهداء بوسط بيروت، تلبية لدعوة الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان لرفض "إلزامية التلقيح" ضد فيروس كورونا، ردا على قرار وزارة الداخلية والبلديات بإلزام جميع العاملين في القطاعات الخدمية بالحصول على جرعتي لقاح، أو أن يخضعوا للفحص على نفقتهم مرتين أسبوعيا.
ورفع المشاركون في الاحتجاج شعارات مرتبطة بالحرية الفردية، مؤكدين أن القرار انتهاك للشرائع الدولية، وأن فرض الإجراءات الطبية يخالف الدستور اللبناني، في حين رفع آخرون لافتات تعبر عن شكوكهم في الأثر الصحي للقاح، وروج آخرون نظريات المؤامرة المتداولة.
وقال أحد المشاركين إنه يرفض إجباره على التلقيح، وإنه ترك عمله في دولة عربية تفاديا لأخذ اللقاح، في حين اعتبرت إحدى المشاركات أن "اللقاح مسألة شيطانية، ومؤامرة صهيونية عالمية".
وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي إن "إلزامية التلقيح تشكل انتهاكا صارخا للدستور، وديكتاتورية صحية"، ودعا الحكومة إلى إلغاء قرارها وفتح باب الحوار مع مختلف الشرائح اللبنانية.
وضم الاحتجاج أشخاصا يطالبون بحقهم في عدم تلقي اللقاح اعتمادا على قناعات شخصية، بعضها يخالف العلم، وبعضها يعتمد على اللغط العلمي الدائر بين المتخصصين، والاتهامات الرائجة لمختبرات الأدوية بالتربح من اللقاح.
لكن خطورة المشهد ظهرت حين بدأ رئيس اتحادات نقابات جبل لبنان رولان عدوان كلامه بالخلط بين الدفاع عن حقوق العمال ونشر مفاهيم خاطئة عن اللقاح وأهميته، مشيرا إلى أن "الملقح بيعدي مثل غير الملقح، واللقاح غير معروف عنه شيء، وأول جرعة، مثل ثاني جرعة، مثل الجرعة 12".
واستكمل المشهد فداحته بكلمة للمحامي ألكسي أبي جرجس، قال فيها إن "الفيروس غير خطير، ويفرض على الأطباء ربط الوفيات بكورونا، ومن تلقوا اللقاح لا يعرفون مخاطره".