لا مكان لنازحين جدد شمال غربي سورية

08 نوفمبر 2020
بلغ عدد النازحين خلال الشهر الماضي 1794 نسمة (أحمد الأطرش/فرانس برس)
+ الخط -

كثّفت قوات النظام السوري وروسيا خروقاتها في المناطق المحرّرة في شمال غربي سورية، متسبّبة بقتلى في صفوف المدنيين، بالتزامن مع حركة نزوح كثيفة في مناطق الريف الجنوبي من محافظة إدلب. وتخوّفت جهات إنسانية من شتاء وصفته بالدامي، مشابه لشتاء العام الماضي، الذي شهد موجة نزوح هي الكبرى من نوعها في المنطقة، سيطرت فيها تلك القوات على مساحات واسعة من المحافظة، من ضمنها أراض زراعية تعتبر مصدر دخل وحيد لساكنيها.
وأحصى فريق "منسقو استجابة سورية" خلال الفترة الممتدّة بين 1 أكتوبر/ تشرين الأول و8 نوفمبر/ تشرين الثاني، 314 استهدافاً أرضياً، وجاء ذلك في بيان صدر عن الفريق، اليوم الأحد، أحصى فيه أيضاً 5 ضربات نفّذتها الطائرات الحربية، و4 ضربات نفّذتها طائرات مسيّرة. 
وحسب البيان، فقد بلغ عدد الضحايا 25 شخصاً، من بينهم 12 رجلاً و امرأتان و7 أطفال و 4 من الكوادر الإنسانية، بينما تعرّضت ست منشآت تعليمية، وسوقان شعبيان ومركز للدفاع المدني، ومنشأة خدمية واحدة للاستهداف. 
وبالنسبة لحركة النزوح في المنطقة، قال الفريق في بيانه: "شهدت المنطقة حركة نزوح بسيطة ضمن مصفوفة تتبع النازحين لدى فريق "منسقو استجابة سورية"، وتحديداً في مدينة أريحا بمنطقة جبل الزاوية، حيث بلغ عدد الأفراد النازحين خلال الفترة المذكورة 1794 نسمة، في وقت كانت توقّفت فيه حركة النزوح بشكل كامل في المنطقة"، أمّا في ريف حلب، فتشهد المنطقة حالياً حالة هدوء حذر وتوقّف في حركة النزوح أو العودة للمنطقة.

في المقابل، طالب الفريق في بيانه كافة الفاعليات والهيئات الدولية بالعمل على إيقاف الانتهاكات والأعمال العدائية التي يقوم بها النظام و حليفته روسيا، واتخاذ إجراءات وقائية لوقف تلك الاعتداءات. وأضاف أنّ استمرار العمليات العدائية في مناطق شمال غرب سورية، سيولّد موجات نزوح جديدة والمزيد من النازحين والمشرّدين داخلياً بشكل مكثّف، بالتزامن مع الصعوبات الإنسانية التي تواجه مناطق شمال غرب سورية والمخاوف المستمرّة من توقف العمليات الإنسانية عبر الحدود.
وتكمن المخاوف من عدم قدرة المدن والبلدات المحرّرة، شمال غربي سورية، والمخيمات فيها، على استقبال نازحين جدد، كما يقول الناشط الإعلامي من ريف إدلب الجنوبي، جابر عويد لـ"العربي الجديد". ويوضح عويد أنّ المخيمات لا تستطيع استيعاب نازحين جدد أبداً، فضلاً عن أنّ المدن والبلدات لم يعد فيها منازل للإيجار، في ظلّ وجود نحو مليوني نازح ومهجّر، نصفهم يقيمون في مخيّمات تفتقر للخدمات وتعاني من واقع صعب، خاصة مع حلول فصل الشتاء وتفشّي فيروس كورونا، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية في حال حدوثه.
ومن المدن الأكثر تعرضاً للقصف في محافظة إدلب، مدينة أريحا، التي بلغ عدد سكانها عام 2004 نحو 40 ألف نسمة، وشهدت المدينة عدّة موجات نزوح، كان أشدّها كثافة موجة النزوح التي حدثت في أواخر شهر يناير/كانون الثاني، مطلع عام 2020.

وأضافت جهات محليّة لـ"العربي الجديد" أنّ تواصل عمليات استهداف المدن والبلدات قد يدفع بالنازحين العائدين لمناطقهم بعد التوصل لاتفاق الهدنة في الخامس من مارس/آذار قي شمال غرب سورية، إلى النزوح من جديد، لاسيما أنّهم حتى الوقت الحالي لم ينالوا الهدوء وهم يعيشون حالة خوف وترقّب مستمر من نزوح جديد. كما أنّ عشرات المخيمات محرومة من دعم الجهات والهيئات الإنسانية، ولا يمكن التقليل من مخاطر القصف والانتهاكات المتواصلة في مناطق إدلب.
وتتّجه الظروف المعيشية في المنطقة المحرّرة، شمال غربي سورية، نحو الأسوأ في الوقت الحالي، مع ضعف الاستجابة الإنسانية والمخاوف التي جلبتها الأمطار  للنازحين، بالإضافة إلى وصول فيروس كورونا إلى مخيمات النزوح والتهديدات التي يحملها لهم.

المساهمون