توقّف الفرن الوحيد في مُخيّم الركبان عن العمل، أمس الخميس، بسبب فقدان مادة الطحين، التي يتم إدخالها عن طريق مُهرّبين، كون النظام السوري والقوات الروسية يمنعان دخول المواد الغذائية، وفي مقدمتها الخبز والطحين.
عماد غالي، الصحافي في شبكة الركبان، المقيم في المخيم، أكد لـ"العربي الجديد" أن الفرن توقف عن العمل بسبب عدم وجود طحين، جراء تضييق النظام السوري حصاره على النازحين من جهة، وتحكم المهربين في العديد من المواد من جهة ثانية، ما أدى إلى نقص في المواد التموينية الأساسية داخل المخيم، من سكر وطحين وزيت.
وقال غالي: "بالنسبة لي، لا أملك الطحين ولا الخبز منذ يومين، أمس أكلنا الأرز، اليوم سأحاول الحصول على الطحين حتى تتمكن زوجتي من إعداد خبز، لكن بعدها لا أتوقع أن يبقى خبز في المخيم...الوضع سيئ وكارثي، والأسعار ارتفعت بشكل مخيف جداً داخل الركبان".
ولا يتجاوز عدد السكان في مخيم الركبان في الوقت الحالي 10 آلاف نسمة، بسبب خروج النازحين منه هرباً من سياسة التجويع والحرمان من الغذاء والطبابة.
ويلفت أيمن الحمصي، عضو تنسيقية تدمر، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المشكلة ليست في الخبز فقط، بل في تقاعس الأمم المتحدة وتواطؤ المكتب التابع لها في دمشق مع النظام السوري، وعمله بالتنسيق معه، وحرمان نازحي المخيم من سبل العيش، وفي مقدمتها الطحين، الذي يفترض أن يقدم كمساعدات إنسانية دورية للنازحين في المخيم. أما الشق الثاني للمشكلة فهو النظام السوري والقوات الروسية، التي تضيق الخناق على النازحين في المخيم أكثر باتباع أسلوب "الجوع والركوع" الذي أجبر نحو 75 بالمائة من سكان المخيم على مغادرته منذ تضييق الحصار عام 2019 هرباً من الجوع وفقدان المواد الغذائية، والبرد في فصل الشتاء".
ويتابع الحمصي: "الأوضاع في المخيم تسوء مع مرور الوقت، وصمت الأمم المتحدة والجهات التابعة لها عما يجري في المخيم مشكلة حقيقية، اليوم النازحون بلا طحين أو خبز، ويمكن أن يقطع النظام باقي المواد الغذائية ليجبرهم على الاستسلام والعودة لمناطق سيطرته".
فواز أبو العبد، النازح من مدينة تدمر والمقيم في المخيم، أشار في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنه "بقطع الطحين عن المخيم يضع النظام سكين الجوع على رقاب النازحين بشكل مباشر، وهذا يخيفهم بشكل كبير من منع مواد أخرى غير الطحين"، وقال: "نحن نواجه الجوع حالياً، وهذه حرب النظام الحقيقية علينا".
يذكر أن آخر قافلة مساعدات إنسانية دخلت مخيم الركبان عام 2019، بالشراكة مع الهلال الأحمر السوري، إذ مورست بعدها ضغوط لإجبار النازحين على مغادرة المخيم والخروج لمناطق سيطرة النظام.
ويقع المخيم بريف حمص الشرقي عند المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق.