حذّر خبراء لدى الوكالة الدولية للطاقة، في تقرير حديث، من أنّه سوف يُقضى على الجهود المبذولة لمكافحة التغيّر المناخي الرامية إلى المحافظة على بقاء كوكب الأرض صالحاً للعيش، إذا لم تساهم الهند في ذلك بشكل كبير، فهي ثالث أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. وأكّدت الوكالة في تقريرها أنّ "كل المسارات المؤدية إلى الانتقال الناجح للطاقة النظيفة، على المستوى العالمي، تمرّ عبر الهند".
ومن المتوقع أن تصبح الدولة الآسيوية الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.3 مليار نسمة، أكبر بلد في العالم لجهة عدد السكان، بحلول منتصف العقد وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان الهند في المناطق الحضرية إلى 270 مليون شخص في عام 2040، وهو ما يُعَدّ عدداً كبير الحجم لجهة بصمة الكربون، إذا إنّ كلّ هؤلاء سوف يحتاجون إلى مساكن ومركبات وسلع استهلاكية وطاقة وتكييف للهواء حتى يتمكنوا من الصمود خلال موسم الصيف الهندي الحار. يأتي هذا في حين تعاني الهند من تداعيات تغيّر المناخ، مع ذوبان الأنهر الجليدية في هيمالايا وأزمة المياه وارتفاع درجات الحرارة وزيادة وتيرة الأعاصير. إضافة إلى ذلك، فإنّ تلوّث الهواء الناتج عن المركبات والمصانع وتوليد الطاقة والزراعة عُدّ مسؤولاً عن أكثر من مليون وفاة مبكرة في البلاد في عام 2019.
وبخلاف بلدان عديدة أخرى، فإنّ الهند في طريقها إلى تجاوز الأهداف الطوعية التي حددتها لنفسها بموجب اتفاق باريس للمناخ المبرم في عام 2015، من بينها زيادة حصّة الوقود غير الأحفوري في إنتاج الكهرباء إلى 60 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بالهدف الأوّلي الذي كان 40 في المائة.كذلك، حدّدت الهند لنفسها هدفاً طموحاً يتمثل في إنتاج 450 غيغاوات من الطاقة المتجددة بحلول ذلك الوقت، علماً أنّ الطاقة الشمسية تمثّل حالياً أقل من أربعة في المائة من إنتاج الهند للكهرباء في حين يمثّل الفحم نحو 70 في المائة.
وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يمثّل كل من الطاقة الشمسية والفحم نحو 30 في المائة من الإنتاج، وفقاً للوكالة. لكنّه من المرجح أن تزداد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2040، وهو ما يوازي الانخفاض المتوقع في الانبعاثات في أوروبا خلال الفترة نفسها. وفي الإمكان تقليل الانبعاثات من خلال تحديث البنية التحتية للكهرباء في الهند. لكنّ المصدر الرئيسي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون يبقى الصناعة والنقل، مع توقّع نشر 25 مليون شاحنة إضافية على الطرقات بحلول ذلك العام. وتجدر الإشارة إلى أنّ إنتاج الفحم في الهند يبلغ 700 مليون طن سنوياً، ما يضعها في المرتبة الثانية بعد الصين.
(فرانس برس)