استمع إلى الملخص
- يعانون من صدمات نفسية، مشاكل في الإقامة، وصعوبات في الحصول على مساعدات، مع إقامة مؤقتة لمدة 45 يومًا والاعتماد على شبكات مساعدة من المتطوعين.
- مصر تستقبل أكثر من 44 ألف جريح وتحاول دمج اللاجئين في المجتمع بدلاً من إقامة مخيمات، مع تقديم دعم محدود من السفارة الفلسطينية وأونروا.
يحاول لاجئون فلسطينيون خرجوا من قطاع غزة، المستهدف بحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى مصر، التأقلم مع تداعيات صدمة الحرب ومغادرة الوطن، ومواجهة تحديات الإقامة في بلد جديد أو طلب مساعدة.
وخرج هؤلاء من غزة بموجب إجراءات معقّدة تطلبت موافقة إسرائيل ومصر وتلبية شروط أخرى، وذلك عبر معبر رفح الحدودي مع مصر الذي كان بوابة أساسية أيضاً لنقل عدد كبير من الجرحى إلى الخارج، وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، لكنه مُغلق منذ 7 مايو/ أيار الماضي، تاريخ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر.
لاجئون فلسطينيون في مصر ومأساة الحرب
ويقول الشاب الفلسطيني مهند السنداوي (23 عاماً)، الذي يقيم قرب مطار العاصمة المصرية القاهرة: "أصبح مجرّد سماع صوت طائرات أمراً مؤلماً بالنسبة لي، ويذكّرني بالحرب في قطاع غزة. أشعر برعب فور سماعي هذا الصوت، وحتى ضجيج السيارات يذكّرني بالصواريخ". لكن السنداوي ممتنّ لما وجده في مصر وكان ينقصه في غزة، فـ"الماء الساخن والنظيف يخرج من الصنبور في حين كان الاستحمام مشكلة في غزة".
وتقول الشابة الفلسطينية رغد شبير (22 عاماً): "فقدنا كل شيء، واتصلنا بمنظمات لكن دون جدوى، فبعضها لم تستجب لنا، في حين طالبتنا أخرى بالانتظار". وتوضح أن "الوضع القانوني يمثل أحد التحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في مصر، فنحن نستفيد فقط من الإقامة لمدة 45 يوماً بعد وصولنا، ثم يصبح وضعنا غير قانوني".
ويلجأ بعض الفلسطينيين إلى شبكات مساعدة شكّلها متطوعون، خصوصاً أنهم "يفتقرون إلى كل شيء"، كما يقول الشاب الأميركي نسيم طويل، أحد المتطوعين في هذه الشبكات. ويضيف: "تتولى مجموعات وأفراد إعارة شقق للسكن أو جمع أموال وأدوية ومواد غذائية وملابس، والوافدون الفلسطينيون يحتاجون إلى مال لتغطية نفقاتهم اليومية، وأيضاً إلى مراقبة طبية. وهم كانوا يعيشون في خيم، ولم يكن في حوزتهم إلا سلع معلبة منتهية الصلاحية أو طعام لوثته الحشرات. ودخل بعضهم إلى مصر عبر عمليات إجلاء منظمة لأسباب طبية أو عبر قوائم رسمية، كما لجأ بعضهم إلى شركة هلا الخاصة في مصر التي أدخلت بعضهم مقابل آلاف الدولارات". ومن بين من لجأ إلى شركة "هلا" الشابة شبير، التي خرجت مع 13 من أقاربها بعد دفع مبلغ 75 ألف دولار.
ومن بين المائة ألف فلسطيني الذين عبروا إلى مصر، وصل أكثر من 44 ألف جريح، من بينهم 10 آلاف و730 طفلاً خلال الفترة بين نوفمبر/ تشرين الثاني وفبراير/ شباط الماضيين، بحسب بيانات الحكومة المصرية.
وفي القاهرة، يتجمّع يومياً عشرات من الفلسطينيين الذين عبروا إلى مصر حاملين الحدّ الأدنى من الأغراض الشخصية على ظهورهم، أمام سفارتهم لطلب مساعدة. وتحاول السفارة تقديم دعم للمواطنين الأكثر ضعفاً. وكان والدا السنداوي من بين القليلين الذين حصلوا على مساعدة بسبب تقدمهم في العمر.
وفي العادة تتولى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) رعاية اللاجئين الفلسطينيين، لكنها ممثلة بمكتب اتصال صغير في القاهرة، ما يجعل عملياتها محدودة. وتفخر مصر بعدم إقامة مخيمات إيواء للاجئين، إذ تفضّل سلطاتها أن ينخرطوا في المجتمع، ويتمتعوا بمعاملة المواطن، بما له من حقوق وما عليه من مسؤوليات.
وترى شبير أن "البقاء في مصر ليس خياراً، لذا من الضروري السفر إلى الخارج". أما السنداوي فيقول: "ننتظر وقف إطلاق النار في غزة حالياً، ثم يمكن أن نفكر في المرحلة التالية من حياتنا".
(فرانس برس)