كيف ولماذا تسجل الأمم المتحدة مستويات الحرارة القياسية؟

17 اغسطس 2021
ارتفاع درجات حرارة الأرض ضمن التغيرات المناخية (Getty)
+ الخط -

تتولّى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية توثيق مستويات الحرارة القياسية، وتصديقها، وفق مسار طويل ودقيق، لكن كيف يقوم خبراء هذه المنظمة الأممية بعملهم؟ وما الفائدة من تسجيل هذه البيانات؟
يستغرق توثيق درجات الحرارة القياسية عادة عدّة أشهر، وتتصل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بادئ الأمر بخدمة الأرصاد الجوية في البلد المعني، والهيئة المحدّدة التي سجّلت هذه المعطيات بغية الحصول على البيانات الخام، والتفاصيل بشأن الموقع المحدّد حيث سُجّلت، فضلاً عن نوعية المواد المستخدمة، والأحوال الجوية السائدة في المنطقة.
وبعد عملية تقييم أولية يجريها كلّ من لجنة علم المناخ في المنظمة، والمقرّر الخاص بالظواهر الجوية والمناخية القصوى، راندل سيرفيني، للعدد المسجّل والمعلومات المحيطة به، تتولّى لجنة من الخبراء في علوم الغلاف الجوي النظر بدورها في هذه البيانات. وبالاستناد إلى توصية اللجنة، يصدر المقرّر قراراً نهائياً. وحتّى الآن، "لم تُبطل أيّ خلاصة من خلاصات اللجنة"، حسب ما قال سيرفيني.
في عام 2005، عندما كان راندل سيرفيني يتابع على التلفزيون تغطية الإعصار "كاترينا" الذي ضرب نيو أورلينز، صُدم بتعليق ما انفكّ المراسلون يكرّرونه قائلين "إنه أسوأ إعصار في التاريخ"، وأكد الخبير في علوم الغلاف الجوي والأستاذ في جامعة ولاية أريزونا أن الأمر ليس كذلك. "صحيح أن كاترينا أودى بحياة أكثر من 1800 شخص، غير أن 300 ألف شخص على الأقلّ قضوا سنة 1970، في إعصار ضرب منطقة هي في بنغلادش راهناً".
ونشر الخبير مقالاً علمياً سنة 2006، طالب فيه بإنشاء قاعدة بيانات عالمية للظواهر المناخية التي تحطّم أرقاماً قياسية، فلجأت المنظمة الأممية لخدماته سنة 2007، لاستحداث قاعدة بيانات لعدد من الظروف المناخية القصوى، كدرجات الحرارة، والمتساقطات، والرياح الشديدة، وارتفاع الأمواج، ومدّة وميض البرق، وعدد الوفيات الناجمة عنها.

ويحذر رئيس الخدمات المناخية التطبيقية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بوب ستيفانسكي، ن أنه "ينبغي لأوروبا أن تستعدّ لحرارة تفوق 50 درجة مئوية"، وكما جاء في آخر تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن المناخ يتغيّر أسرع من المتوقع بسبب الأنشطة البشرية.

ولعلّ أهمّ دافع وراء توثيق المستويات القياسية يقضي بتحديد هول التغيرات المناخية العالمية ووتيرتها، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ومن المهمّ أيضاً "التعمّق في فهم الظواهر الجوية والمناخية القصوى لقطاعي الصحة والهندسة المدنية"، وفق ما قال سيرفيني.
يمكن أيضاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تعيد النظر في تسجيلات تعود لما قبل عام 2007، وهي الحال مثلاً مع ليبيا، حيث أجرى الخبراء تحقيقاً لمدّة سنتين في ظروف شديدة الصعوبة إبّان الثورة الليبية سنة 2011، حول أعلى درجة حرارة في العالم سجّلت سنة 1922 في العزيزية، بمستوى 58 درجة مئوية.
ومذاك، باتت أعلى حرارة شهدها كوكب الأرض هي تلك المسجّلة في محطّة فورنس كريك في وادي الموت الأميركي، بواقع 56.7 درجة مئوية في 20 يوليو/ تموز 1913. أما أدنى حرارة، فسجّلت في محطة فوستوك في أنتركتيكا بمعدّل 89.2 درجة مئوية تحت الصفر في 21 يوليو/ تموز 1983.

(فرانس برس)

المساهمون