كيف نبعد الأطفال عن الشاشات بعد كورونا؟

07 ابريل 2021
يقضي وقتاً طويلاً على الشاشة (إيفان كوهين/ Getty)
+ الخط -

 

حين تصبح لقاحات كورونا متاحة بشكل أكبر، وإذا عادت الحياة إلى طبيعتها، ولو نسبياً، قد يضطر الأهل والمعلمون إلى التعامل مع تعلّق الأطفال، بشكل أكبر، بالشاشات خلال فترة تفشي الوباء العالمي وما يفرضه من حجر منزلي . هنا، تطمئن الأستاذة الأميركية المساعدة في إعادة التأهيل والخدمات الإنسانية، ميغان أوينز، في مقال نشرته في موقع "بزنس إنسايدر"، إلى أنه يمكن فطم الطفل عن الشاشة، وذلك من خلال بعض الأنشطة الصحية. وتشير إلى أن التركيز على هدف إيجابي أفضل من تجنّب ما هو سلبي، كالابتعاد عن السكريات أو تقليل وقت الشاشات، وذلك لأن التجنب عادة ما يرتبط بسوء الحالة المزاجية وعدم وجود هدف محدد. والاعتماد هنا هو على ضبط النفس، الذي يمكن أن يضعف مع مرور الوقت. نتيجة لذلك، يعاني الأهل، الذين يسعون إلى الحد من وقت الشاشة لدى الأطفال، في تحقيق هدفهم، ويجدون أنفسهم في حالة جدال مستمرة مع أطفالهم.

من جهة أخرى، فإنّ الأهداف المبنية على الرغبة ترتبط بمزاج جيد ومثابرة على تحقيق الهدف، وتكون النتيجة أكثر فعالية. وتستند في رأيها هذا إلى دراسة أجريت على بعض العائلات، وطلب فيها من الأشخاص الأكثر بدانة اتباع نظام غذائي يشجع على خفض الأطعمة عالية الدهون والسكريات، أو نظام غذائي يشجع على تناول المزيد من الفاكهة والخضار. وبعد عام، خسر أولئك الذين اتبعوا النظام الغذائي الثاني وزناً أكثر بالمقارنة مع أولئك الذين اتبعوا النظام الغذائي الأول، بعدما نجحوا في التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات بشكل طبيعي، وقد باتوا أكثر تعلقاً بالفاكهة والخضار.

وهنا، يمكن للأهل التخلص من الشاشات من خلال تشجيع الأنشطة الهادفة التي ثبت منذ فترة طويلة أنها تعزز نمو الأطفال. على سبيل المثال، التركيز على الأنشطة الاجتماعية، أي الوقت الذي يقضيه الطفل مع الأهل أو الأصدقاء. بالإضافة إلى أهمية بناء العلاقات، تسمح هذه الأنشطة للأطفال بالتعاون والتنافس في ما بينهم، بالإضافة إلى التعاطف. ونظراً لأن التفاعلات الاجتماعية هذه تأخذ من وقت الشاشات، فإن الحرص عليها يعني الابتعاد عن الشاشات شيئاً فشيئاً. كذلك فإن اللعب الحر واللعب التمثيلي يساعدان الأطفال على التخطيط وحل المشاكل والتحكم في الانفعالات، بالإضافة إلى اكتساب مهارات أخرى، منها لغوية واجتماعية وغير ذلك. وتتحدث أوينز في سياق متصل، عن أهمية الأنشطة في الهواء الطلق، لتحسين النوم والانتباه ومهارة حل المشاكل والحد من التوتر وزيادة الإبداع. ويجب توجيه الأطفال للقيام ببعض الأعمال المنزلية، مشيرة إلى انخفاض مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

المساهمون