بدأت العشرات من مراكز المستشفيات في المملكة المتحدة، بإعطاء لقاح فايزر- بيونتك، اعتبارًا من اليوم. وأعطيت الأولوية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا وعمال دور الرعاية، بما أن البرنامج يهدف إلى حماية الفئات الأكثر ضعفًا وإعادة الحياة إلى طبيعتها. فكيف كانت ردود فعل البريطانيين حول اللقاح؟
,يقول ديفيد أندرسون (58 عاماً)، وهو مدير تسويق في شركة هواتف في لندن، لـ "العربي الجديد" إنّه قبل أن يدخل والده (85 عاماً) إلى دور الرعاية بسبب إصابته بالزهايمر، منحه تفويضا، أي توكيلا دائما، هو مستند قانوني يسمح له باتخاذ القرارات نيابة عنه". ويضيف أنّه على الرّغم من إحساسه بالقلق اليوم حول السماح بإعطاء اللقاح لوالده لأنّه جديد، يرى أنّ المخاطر التي تهدّد حياته في حال إصابته بكوفيد 19، قد تكون أكبر بكثير من خطر اللقاح. لذلك يشعر بأنّ الخيار الأفضل له هو أن يأخذ اللقاح. لكنّه لا ينكر أنّه متوتر للغاية لاتخاذ هذا القرار.
ويتابع: "وبما أنّني أصغر من والدي، وأشعر أن هناك عددا من المخاطر في الحصول على اللقاح، لكن ما أن يصبح متاحا لي لن أتردّد في أخذه".
من جهتها، تقول أماندا (45 عاماً)، الموظفة في صيدلية، "أعتقد أنّه من المهم أن يفهم الناس أنّ وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، ليست منظمة سياسية، وفي الواقع، إنّ ترخيصها للقاح لا بد أن يصب في مصلحة الجميع. لذلك ينبغي على الجميع أخذه. وتكمل :"أنتظر دوري بفارغ الصبر للحصول عليه كي أتمكن من العودة إلى الحياة الطبيعية".
أمّا فيليب غراي (60 عاماً)، وهو محاسب في لندن، فيقول إنّه يعتقد أن ترخيص المملكة المتحدة لاستخدام اللقاح كان سريعاً جدا، ويتمنى أن ينجح اللقاح في إيقاف انتشار فيروس كورونا. "لكني بصراحة سعيد لأنني لن أحصل على اللقاح اليوم، حتى عندما يتم تعميمه على الناس، أفضل أن أنتظر لفترة قبل أخذه، كي أتمكن من معرفة إن كان له آثار جانبية خطيرة على الصحة".
كما تواصل "العربي الجديد" مع إحدى دور الرعاية في لندن، التي قالت إنّ 80 في المائة من الموظفين سعداء بالحصول على اللقاح ولغاية الآن لم يعارض أي من سكان دور الرعاية، الذين طُلب منهم أخذ اللقاح القيام بذلك.
أمّا ليديا فوستر من مكتب إعلام "Age UK"، المؤسسة الخيرية الرائدة في البلاد التي تقدم المشورة والدعم لكبار السن، فقالت لـ "العربي الجديد" إنّهم بصدد إصدار تعليق عن اللقاحات اليوم. وأشارت إلى أنّ المؤسسة أعلنت على موقعها أنّ اللقاح آمن، وإنّ كل لقاح يخضع للتجارب لضمان عدم وجود آثار جانبية خطيرة. ومع ذلك، كما هو الحال مع اللقاحات الأخرى مثل لقاح الإنفلونزا، قد يكون هناك بعض الآثار الجانبية الخفيفة التي يمكن أن تشمل درجة حرارة طفيفة تستمر يومًا أو يومين وألمًا في الذراع. وإنّه سيتم شرح أي آثار جانبية من قبل أخصائيي الرعاية الصحية.
وقد أظهرت الدراسات أن لقاح فايزر-بيونتك، فعّال بنسبة 95 في المائة للوقاية من كوفيد 19 ويعمل على جميع الفئات العمرية. وقدّمت الحكومة طلبات لـ 40 مليون في المجموع، أي ما يكفي لـ 20 مليون شخص، نظرًا لأن اللقاح يتطلب جرعتين، على أن تعطى الجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع على الأقل. وسيحصل كل شخص أخذ اللقاح على بطاقة تطعيم، مع تفاصيل موعده التالي. حيث يصبح الشخص محصّنا ضد فيروس كورونا، بعد مرور سبعة إلى 10 أيام على الجرعة الثانية.
وقد يعاني أكثر من واحد من كل 10 متلقين للقاح، من آثار جانبية بما في ذلك الألم في موقع الحقن والصداع وآلام العضلات والقشعريرة وآلام المفاصل والحمى. فضلاً عن عدد قليل من الآثار الجانبية الأخرى الأقل شيوعًا.
وبينما جذب برنامج التحصين الذي بدأ يوم الثلاثاء في المملكة المتحدة أنظار العالم، لا يزال اللقاح محظورًا على الغالبية العظمى من الناس. وكان من المتوقع إعطاء الأولوية أيضاً، للمتواجدين في دور الرعاية، لكن الحكومة قالت الأسبوع الماضي إن هذا الامر لن يحدث على الفور.
وسيكون لدى المملكة المتحدة ما يكفي لتلقيح ما يقرب من ثلث سكان البلاد. كذلك، طلبت الحكومة سبعة ملايين جرعة من لقاح موديرنا، الذي من المرجّح أن يحظى بالموافقة للاستخدام الطارئ في البلاد، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة يمكن أن يكون لقاح موديرنا إذا تمت الموافقة عليه، خيارًا عمليًا أفضل لدور الرعاية، حيث يمكن الاحتفاظ به عند درجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية (ناقص 4 درجات فهرنهايت)، بينما يجب تخزين لقاح فايزر- بيونتك، عند 70 درجة مئوية تحت الصفر (94 درجة فهرنهايت)، مما يجعل توزيعه صعبًا.
في السياق، قالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بيان يوم الثلاثاء، إن مراكز اللقاح ستقام في أماكن تشمل الأماكن الرياضية ومراكز المؤتمرات، لعلاج أعداد كبيرة من المرضى بمجرد توفر إمدادات أخرى من اللقاح.
وتعتبر المملكة المتحدة، أول دولة في العالم تبدأ باستخدام لقاح فايزر، بعد أن وافق المنظمون على استخدامه الأسبوع الماضي. ومن المقرّر أن يكون هناك 50 مركزًا للتلقيح في المستشفيات في جميع أنحاء إنكلترا وعشرات أخرى في ويلز واسكتلندا. ففي إنكلترا، سيتم إعطاء الجرعة الأولى من التطعيمات في المستشفيات فقط. ولم تحدد ويلز واسكتلندا بعد، أنواع المواقع التي تخططان لإعطاء اللقاح فيها.
ووصف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، يوم الثلاثاء، بداية برنامج التطعيم بأنه "لحظة كبيرة في المسعى العلمي"، وقال إن اللقاح "يمكن أن يبدأ في شفاء هذا المرض في جميع أنحاء العالم، وحماية الناس في كل مكان".
ومن المتوقع أن تتبع إدارة الغذاء والدواء الأميركية قانون وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، وأن تسمح بالاستخدام الطارئ للقاح فايزر، في أقرب وقت من هذا الأسبوع، ومن المقرّر أن تجتمع اللجنة الاستشارية للقاح يوم الخميس. أمّا وكالة الأدوية الأوروبية، فستقرر بشأن اللقاح في 29 ديسمبر/كانون الأول، وفقًا للمفوضية الأوروبية.