كوليرا سورية: نحو 50 ألف مشتبه في إصابتهم

07 ديسمبر 2022
الكوليرا يهدّد هؤلاء الصغار في أحد مخيمات الشمال السوري (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

يواصل مرض الكوليرا انتشاره في مختلف المحافظات السورية، وخصوصاً في مناطق سيطرة المعارضة شماليّ البلاد، فيما لا تزال حكومة النظام السوري تخفي الأرقام الحقيقية لعدد المصابين.

نادر الخلف، ناشط في المجال الصحي في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، قال لـ"العربي الجديد" إنّ "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة أحصت عدد المشتبه في إصابتهم بالكوليرا في مناطق شمال شرقيّ سورية وشمال غربيّها، وقد بلغ 48 ألفاً و823 شخصاً".

وبحسب بيانات الشبكة، أتى عدد الأشخاص المشتبه في إصابتهم مقسّماً على النحو الآتي: 26 ألفاً و847 شخصاً في شمال شرق سورية، و20 ألفاً و627 في شمال غرب البلاد، و1349 في مدينتَي تل أبيض ورأس العين.

وأوضح نادر أنّ "عدد الأشخاص المؤكدة إصابتهم بالكوليرا في المناطق ذاتها بلغ 628، من بينهم 463 في شمال غرب سورية، و165 في شمال شرقها، و39 في المناطق التي يُطلَق عليها نبع السلام المسيطر عليها من قبل الجيش الوطني المدعوم من تركيا شمال شرقيّ سورية".

أضاف نادر أنّ عدد الوفيات الناتجة من الكوليرا في المناطق المذكورة وصل إلى 45 وفاة، 30 منها في شمال شرق سورية، و13 في شمال غربها، ووفيتان اثنتان في مناطق سيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا.

من جهتها، كانت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري قد أفادت، يوم السبت الماضي، بأنّ "عدد المصابين بمرض الكوليرا (في مناطق سيطرتها) وصل إلى 1587 شخصاً، 973 منهم في محافظة حلب، فيما بلغ عدد الوفيات الناتجة من المرض في المنطقة 49 حالة، 40 منها أيضاً في محافظة حلب".

وفي هذا السياق، قال مصدر طبي من مناطق سيطرة النظام لـ"العربي الجديد" إنّ "الجهات الصحية في هذه المناطق تستمر في إخفاء الأرقام الحقيقية لعدد المصابين بالكوليرا من المدنيّين".

وأكّد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنّ "الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة أقلّ بكثير من الواقع، فثمّة آلاف المرضى الذين لا يقصدون المستشفيات والنقاط الطبية بسبب سوء الخدمات، ولا سيّما في ظلّ انقطاع الكهرباء المستمر عنها نتيجة نقص الديزل (المازوت) شبه التام، الأمر الذي يعطّل كلّ الأدوات المستخدمة في الطبابة".

وسبق أن وجّه فريق "منسقو استجابة سورية" نداءً إلى كلّ الفعاليات والمنظمات الإنسانية في شمال غرب سورية، للعمل على إصلاح الأضرار في الصرف الصحي، وتحديداً في مدينة حارم، لمنع اختلاط المياه المبتذلة بمياه الشرب. كذلك، دعا الفريق المنظمات إلى العمل على توفير المياه الصالحة للشرب، بعد توقّف خدمات المياه عن عشرات القرى والبلدات في المنطقة، بالإضافة إلى عشرات المخيمات التي توقّف الدعم عنها منذ أشهر عدّة.

وطالب "منسقو استجابة سورية" الوكالات الدولية والمنظمات الإنسانية ببذل مزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم الصحي اللازم للمؤسسات الصحية في المنطقة، والعمل على احتواء الأمراض والحدّ من انتشارها، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم للسكان المدنيين في المنطقة، في ظلّ ارتفاع أسعار المواد بشكل كبير يفوق قدرة المدنيين على تأمينها يومياً، وأبرزها المياه ومواد التعقيم ومواد أخرى.

المساهمون