كوليرا سورية.. منظمة الصحة العالمية تركّز الاهتمام على مناطق النظام

01 نوفمبر 2022
في أحد مراكز عزل مصابي الكوليرا بالشمال السوري (عارف وتد/ فرانس برس)
+ الخط -

ترتفع أعداد الإصابات اليومية بالكوليرا في سورية فيما ترتفع كذلك أعداد المشتبه في إصابتهم لتفوق 18 ألفاً، وذلك في مختلف مناطق البلاد، في حين تُتّهم منظمة الصحية العالمية بأنّها تركّز اهتمامها على المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري متجاهلة تلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، لا سيّما مناطق انتشار مخيّمات النازحين في شمال غرب البلاد، على طول الشريط الحدودي مع تركيا.

وإلى جانب نقص الإمكانيات وتوقّف تمويل عدد من المراكز الصحية والمستشفيات في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة بمحافظة إدلب، تبرز مخاوف من انفجار أعداد الإصابات بالكوليرا، بحسب ما قال مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران لـ"العربي الجديد". أضاف: "للأسف، فإنّ أعداد الإصابات في تزايد كبير ومستمر، وقد فاق عدد الأشخاص المشتبه في إصابتهم أوّل من أمس 400 شخص. ونحن على تواصل مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية بهدف توفير دعم للقطاع الصحي وإنشاء مراكز لعلاج مصابي الكوليرا".

وبحسب تقديرات مدير برنامج اللقاح في "وحدة تنسيق الدعم" محمد سالم لـ"العربي الجديد"، فإنّ "أعداد الإصابات بالكوليرا في شمال سورية سوف ترتفع، لا سيّما مع بداية موسم هطول الأمطار". أضاف أنّ منظمة الصحة العالمية مقصّرة، وأنّه "حتى الآن ثمّة خططاً فقط".

يُذكر أنّ "وحدة تنسيق الدعم" منظمة سورية غير حكومية لا تبغي الربح تأسّست في عام 2013 وهدفها تنسيق الدعم المقدّم إلى الشعب السوري من خلال تنسيق الجهود بين المانحين والجهات التنفيذية والشركاء المحليين.

وفي البيانات الصادرة عن مديرية صحة إدلب، اليوم الثلاثاء، بلغت أعداد الإصابات بالكوليرا في شمال غرب سورية 301 إصابة، أمّا  الحالات المشتبه فيها فبلغت 444 حالة، فيما سُجّلت أربع وفيات.

أمّا في شمال شرق سورية، فقد تجاوز عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا 18 ألفاً، بحسب ما رصدته "شبكة الإنذار المبكر والترصّد الوبائي" في تقرير لها أصدرته أوّل من أمس الأحد في 30 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.

وفي مناطق سيطرة النظام السوري، أُصيب 1097 شخصاً بالكوليرا فيما توفي 46 شخصاً، وقد توزّعت الوفيات على محافظات حلب ودير الزور والحسكة ودمشق.

تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية لم تعلن عن تقديم أيّ لقاحات مضادة للكوليرا للنظام السوري، إنّما أفادت بإيصال شحنة من المواد المخصّصة لعلاج الكوليرا بالإضافة إلى اختبارات لتشخيص الإصابات، وذلك في استجابة خاصة لتفشّي الكوليرا. وبحسب ما أوضحت المنظمة، فإنّ تلك الإمدادات تكفي لعلاج ألفَي إصابة حادة ونحو 19 ألف حالة خفيفة. يُذكر أنّ هذه المساعدات جهّزتها المنظمة بتمويل من الحكومة النرويجية، بحسب ما بيّنت في تقرير أصدرته في الرابع من أكتوبر المنصرم.

كذلك أفادت منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته في 26 أكتوبر المنصرم، بتبرّع الحكومة الإيطالية بمبلغ نصف مليون دولار أميركي لدعم الاستجابة لتفشّي الكوليرا، وذلك بهدف تعزيز قدرة خمسة مختبرات ميكروبيولوجية في محافظات دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، من دون الإشارة إلى دعم أيّ مركز في خارج مناطق سيطرة النظام السوري.

المساهمون