يُكافح العديد من الشبّان والشابّات من أجل الحفاظ على صحتهم العقليّة، وتعزيز دوافعهم للعمل خلال جائحة فيروس كورونا الجديد الذي يؤدي إلى وفاة ملايين الأشخاص وتغيير نمط حياة العالم بأسره. فقد فرض انتشار الفيروس، العمل عن بُعد في المنزل، خصوصاً خلال الإقفال العامّ والحجر الصحيّ. ويبدو أنّ العمل عن بُعد سيستمرّ لاحقاً، حتّى بعد انتهاء الجائحة، إذ بدأت مؤسسات عدة التفكير في اعتماده، تخفيفاً للمصاريف الماديّة. لكنّ هذا النمط من العمل عن بُعد يؤثر بشكلٍ كبير على كثيرين، تحديداً فئة الشباب، بحسب تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر".
ففي استطلاعٍ حديث أجراه مركز "بيو" للأبحاث، يتبيّن أنّ 42 في المائة من البالغين الّذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً، كان من الصعب إلى حدّ ما أو من الصعب جدّاً بالنسبة لهم، الشعور بالحافز للعمل منذ ظهور كورونا. أمّا المستطلعون الذين يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكثر، فنسبة 20 في المائة منهم فقط قالت الأمر نفسه، أي بفارق 22 نقطة مئوية بين الفئتين العمريتين.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسة أنّ الفجوة هي أكبر نسبة لبعض العمّال الأصغر سنّاً. فوفقًا للاستطلاع، اشتكى 53 في المائة من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً من نقص الحافز.
أسباب عديدة وراء نقص الحافز هذا، عند فئة الشباب تحديداً. فإمضاء معظم الوقت داخل المنزل، وتأدية المهام كافة، في مكانٍ واحد، يؤدّيان إلى ارتفاع نسبة التوتّر، خصوصاً لدى غير المعتادين على ذلك، أي فئة الشباب بشكلٍ عام. كذلك، يواجه البعض صعوبة في العثور على أماكن عملٍ مناسبة أثناء الوباء، خصوصاً إن كان يسكن مع آخرين أو مع أطفال.
كذلك، يواجه الشبان والشابات، خصوصاً المتخرجين الجدد، مشكلة رئيسيّة، إذ يعملون عن بُعد عند دخولهم إلى سوق العمل لأول مرّة بعد الكليّة، إذ إنّهم لا يشعرون أنّهم قادرون على مواكبة زملائهم في العمل. الآخرون كانوا قد اكتسبوا خبرة، وتمكّنوا من فهم نمط العمل بشكل أوضح عند حضورهم في المؤسسة قبيل الفيروس.
هذا الأمر يؤدي أحياناً إلى نشوء متلازمة "المحتال" عند هؤلاء الشبان والشابات. هذه المتلازمة هي ظاهرة نفسيّة تُطلق على الشخص الذي يعتقد بعدم استحقاق نجاحاته على الرغم من مجهوده وقدراته. وقد يتوهّم الشخص بأنّ نجاحه هو مجرّد ضربة حظ أو خدعة.
إذاً، بحسب ما يقول شبّان وشابّات، للموقع، فإنّ هناك صعوبة للتحمّس لأيّ شيء حاليّاً، كونهم في المنزل وما من دعمٍ اجتماعيّ منظم، ما يشكّل إحباطاً وإرهاقاً لهم.