لم يتمكن المسيحيون في قطاع غزة من السفر إلى مدينة القدس أو بيت لحم للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد بفعل تفشي فيروس كورونا، لتقتصر الاحتفالات بأعياد الميلاد على صناعة الحلويات، وتعليق الزينة، وتزيين الأشجار داخل البيوت.
تعمل الفلسطينية غادة أبو داوود على تزيين شجرة عيد الميلاد داخل منزلها جنوبي مدينة غزة، بعدما حُرمت من مغادرة القطاع للاحتفال في كنيسة المهد كما جرت العادة، وأكدت لـ"العربي الجديد"، أنها قررت الاحتفال مع الأقارب في غزة، إذ تجتمع الأُسرة على مائدة الغداء، ويتبادلون التهاني والزيارات.
ورغم حالة القلق التي تسود شوارع قطاع غزة بفعل تفشي فيروس كورونا، قالت غادة: "نشعر من داخلنا بالفرح في هذه المناسبة حتى وان حُرمنا من الزيارات، واقتصرت التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي".
لم تتمكن المسنة الفلسطينية غادة ترزي كذلك من مغادرة القطاع للالتقاء بعائلتها واحتضان أحفادها، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن تبادل التهاني بحلول العيد مع أقاربها سيقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت: "الخروج من قطاع غزة خلال السنوات الماضية لم يكن سهلًا بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والعيد الحالي يأتي في ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة بفعل تفشي كورونا، والذي كسا الأيام بلون كئيب"، حسب تعبيرها.
وأضافت ترزي: "في مثل هذه الأيام من كل عام، كانت تسنح لنا الفرصة لزيارة القدس وبيت لحم، ومن ثم نلتقي بالأقارب والأحباب في أجواء محبة وسلام وفرح، إلا أننا لن نتمكن من ممارسة تلك الطقوس هذا العام نظرًا للظروف الصعبة التي فرضها الفيروس، والتي زادت من الأعباء".
ويوافقها الفلسطيني نصر الجلدة، وهو من سُكان منطقة غزة القديمة، ويوضح لـ"العربي الجديد"، أنه لم يجهز أيا من الطقوس الاحتفالية بسبب حالة الحزن السائدة بفعل تفشي كورونا، وألغى كل الزيارات الاجتماعية، واقتصرت التهاني على الاتصالات الهاتفية.
وقال مدير العلاقات العامة في الكنيسة الأرثوذكسية في غزة، كامل عيّاد، لـ"العربي الجديد"، إن "تفشي كورونا حرم المسيحيين من مغادرة القطاع إلى القدس وبيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد وزيارة الأقارب، وأداء الطقوس الدينية في كنيسة المهد. مراسم الاحتفال ستتم داخل المنازل مع الأطفال وأفراد الأسرة الواحدة، خاصة في ظل إغلاق الكنائس، وإلغاء كافة الطقوس الاحتفالية، والمخاوف الجديدة من تطورات المرض".
وأوضح عياد أنه "لسنا متشجعين لتقديم التصاريح بسبب كورونا، وهناك تخوف كبير من مغادرة القطاع للشطر الثاني من الوطن، سواء لمدينة القدس، أو لمدينة بيت لحم. العادة جرت طوال السنوات الماضية على تسليم طلبات التصاريح إلى الارتباط الفلسطيني، مع إرفاقها بالتفاصيل الشخصية، ليقوم بدوره بتسليمها للارتباط الإسرائيلي بهدف الحصول على التصاريح اللازمة للخروج، إلا أنه لم يتم تقديم أي تصاريح هذا العام لمغادرة القطاع".