كوبنهاغن تعلّق السفر مع الإمارات بسبب مصداقية فحوص كورونا

22 يناير 2021
أوصت الخارجية الدنماركية بعدم السفر إلى كافة دول العالم (إيدا أرنتسن/فرانس برس)
+ الخط -

بعد أيام قليلة من الصخب والغضب الذي أثاره سفر دنماركيين يوصفون بـ"المؤثّرين" على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر صورهم من دبي، أعلنت السلطات الدنماركية عن وقف استقبال الطائرات والمسافرين من الإمارات العربية المتحدة. وقالت وزارة النقل الدنماركية إنّ القرار يسري اعتباراً من اليوم الجمعة، وللأيام الخمسة المقبلة، بعد تسجيل "دخول حالات عدوى بفيروس كورونا من دبي، وبالتالي لا يمكن تجاهل الأمر". وأضافت وزارة النقل في بيان صحافي، مساء أمس الخميس، أنّه سيتم تعليق جميع الرحلات من دبي "لأنه لا يمكن الوثوق بالاختبارات التي تجرى قبيل المغادرة منها، وهذا التوقّف يعني أننا بحاجة للتحقيق بدقة في الأمر والتأكد من أنّ الاختبار السالب المطلوب هو حقيقي، ويتمّ تنفيذه بالشكل الصحيح". 

وشهدت الدنمارك انتقادات لاذعة خلال الأيام الماضية لشخصيات عامة، كلاعبي كرة قدم وبطل ملاكمة وأسرته، كما مجموعة من المؤثّرين، خاصة بعد اكتشاف أنّ مسافرين دنماركيين سافروا بطائراتهم الخاصة، ونقلوا عدوى كورونا إلى نيوزيلندا، كما سجّلت الدنمارك إصابة واحدة بالفيروس المتحوّر المسمى بـ"فيروس جنوب أفريقيا"، لشخص عائد من دبي  رفض عزل نفسه.

وقال المعهد الوطني للأمصال والأمراض المعدية في كوبنهاغن إنّ الاختبارات التي تعطي نتيجة سالبة قبل مغادرة الإمارات "لا يمكن الوثوق بمصداقيتها"، ولم توضح وزارة النقل الطريقة التي سيجرى التحقق من خلالها من مصداقية الفحص الذي يُجرى للمغادرين من مطار دبي، وهو الفحص الذي بدأت كوبنهاغن تطبيقه منذ 9 يناير/كانون الثاني الحالي على كلّ قادم من دولة الإمارات العربية المتحدة. 

ومحاولات دبي جذب شخصيات مشهورة و"مؤثّرين" ( وهي سياسة متّبعة في أكثر من دولة لجذب السوّاح أو تحسين صورتها) على مواقع التواصل، ونشرهم صورَهم في تجمّعات في مطاعم، بشكل لا يُسمح فيه حالياً في الدنمارك (مع إغلاق المقاهي والمطاعم وعدم السماح بالتقاء أكثر من 5 أشخاص)، استفزّت الشارع الدنماركي، فتحوّلت "دبي" إلى "تريند" على مواقع التواصل الاجتماعي حتى اليوم الجمعة، للتعبير عن السخط والغضب من تجاهل المسافرين توصيات الحكومة الدنماركية.

وسلّطت الصحافة والقنوات الدنماركية الضوء (سواء في صفحات المنوعات والسفر أو السياسة) على تصرّفات الإمارات والمسافرين، وانتقدتهم بشدّة. ووصل الأمر إلى حدّ توجيه رئيسة الوزراء ميتا فريدركسن انتقادات علنية وشديدة اللهجة لمن يُطلق عليهم اسم الـ"مؤثرين"، وللملاكم الدنماركي الشهير ميكل كيسلر وأسرته، وللاعبي الفريق الوطني لكرة القدم نيكلاس بنتدنر وميكال مازي (اللذين نشرا صور لقاءاتهما في دبي مع 10 من الأصدقاء)، بسبب تصرفاتهم التي استفزت الشارع الدنماركي، الذي يعيش ظروفاً صعبة منذ أكثر من شهر نتيجة إجراءات التباعد والعزل والإغلاق لكبح تفشي الوباء. واعتبرت فريدركسن أنه "من المهم جداً أن ينصت الجميع إلى التحذيرات حول مخاطر نقل عدوى الفيروس المتحوّر، وعدم الاستخفاف بالإجراءات ونقل العدوى بعد العودة إلى الديار". وبدأت الحملة التي تستهدف المسافرين إلى الإمارات، بعد أن سُجل السبت الماضي انتقال العدوى بالفيروس المتحوّر من دبي، من خلال شخص حصل على نتيجة فحص تُثبت عدم حمله للفيروس قبل مغادرته دبي، في حين أثبت فحص مطار كوبنهاغن إصابته بكوفيد-19. ورفض الرجل مع أسرته الالتزام بالعزل الذاتي، وخرج يتسوّق بحجّة "الثلاجة فارغة"، ما أثار حالة امتعاض بدأت على وسائل التواصل ووصلت لتصبح من القضايا الرئيسية في وسائل الإعلام والصحافة الدنماركية. 

وكانت الخارجية الدنماركية، في 8 يناير/كانون الثاني الحالي، أوصت بعدم السفر إلى كافة دول العالم، ورغم ذلك "تجتذب سياسة دبي التي لا تفرض عزلة على القادمين المسافرين من الأثرياء والمشهورين" هؤلاء، بحسب الصحافة المحلية. واضطرت الخارجية، بعد تزايد الانتقادات، إلى الطلب من رجال الأعمال حتى "وقف رحلاتهم".

المساهمون