كواليس اعتماد منظمة الصحة العالمية قراراً حول غزة بعد تعديل إسرائيلي

01 يونيو 2024
نفايات طبية خارج قسم الطوارئ بالمستشفى الإندونيسي في غزة / 24 نوفمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تبنت دول منظمة الصحة العالمية قرارًا يدعو لتلبية الاحتياجات الصحية في غزة، مع تضمين إدانة لاستخدام حماس المستشفيات عسكريًا ودعوة لإطلاق سراح الأسرى، بعد تصويت بغالبية 50 صوتًا مقابل 44.
- القرار يهدف لتنظيم مؤتمر للمانحين للاستجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة في غزة وإعداد تقرير عن الأزمة الصحية والتدمير الإسرائيلي للمرافق الصحية.
- المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية وصف الوضع في غزة بـ"الكارثي"، مشيرًا إلى تفاقم الجوع والأمراض، وتجاوز طاقة المستشفيات العاملة جزئيًا 300%، مع إجراء العمليات في الممرات.

تبنّت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية مشروع قرار يدعو إلى تلبية الاحتياجات الصحّية في قطاع غزة، لكن بعد أن فرضت إسرائيل تضمينه إدانة لاستخدام حركة حماس مستشفيات القطاع لغايات عسكرية ودعوة لإطلاق سراح الأسرى الذين احتجزتهم الحركة خلال هجومها على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت. وصوّتت الدول الأعضاء في المنظمة، أمس الجمعة، بغالبية ساحقة، لصالح النصّ الذي يهدف إلى تنظيم مؤتمر للمانحين للاستجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة في غزة خصوصاً والأراضي الفلسطينية عموماً، وإعداد تقرير عن الأزمة الصحية في القطاع وعن "التدمير المجّاني الذي تقوم به إسرائيل لمرافق صحّية في غزة". لكنّ اعتماد مشروع القرار، الذي قدّمته دول عربية الأربعاء الفائت، تعطّل بعد أن طالبت إسرائيل بتضمينه إدانة لاستخدام حركة حماس مستشفيات القطاع لغايات عسكرية ودعوة لإطلاق سراح الذين احتجزتهم الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وعارضت جميع الدول العربية والإسلامية التعديل الإسرائيلي، وأيدتها في ذلك روسيا والصين خصوصاً، في حين صوّتت الولايات المتّحدة والدول الأوروبية لصالحه. واعتُمد النصّ المعدّل في النهاية بغالبية 50 صوتاً مقابل 44 دولة صوّتت ضدّه، مع امتناع أو غياب 83 دولة من أصل 194 دولة عضواً في المنظمة. وفي بادئ الأمر، حاولت الدول العربية التي قدّمت مشروع القرار أن تسحب النصّ، لكنّ هذا الأمر مخالف للوائح منظمة الصحة العالمية، وبالتالي فقد وجدت نفسها مضطرة للتصويت على النصّ المعدّل. والحلّ الوحيد لهذا المأزق تمثّل في أن تصوّت الدول العربية ضدّ النصّ، في محاولة منها لمنع صدوره معدّلاً، لكنّها في النهاية فضّلت إدخال ثلاثة تعديلات إضافية عليه تنتقد السياسة الإسرائيلية و"الهجمات العشوائية" على النظام الصحي في غزة. ومن المقرر أن تجتمع دول منظمة الصحة العالمية الـ194، الجمعة، في جنيف، في إطار المؤتمر السنوي للمنظمة. 

وفي يناير/كانون الثاني الفائت، صرّح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير بأنّ الوضع "كارثي" في غزة، وأنّ الفلسطينيين في القطاع يواجهون الجوع، وبالتالي هم معرّضون بسهولة للإصابة بأمراض، علماً أنّ الأطفال هم الفئة الأكثر تهديداً. وأوضح ليندماير أنّ المرضى والجرحى في مستشفيات غزة يستجدون المياه والطعام، وأنّ نازحين كثيرين في مراكز الإيواء لا يعرفون كيف يمضون يومهم بسبب عدم توفّر الغذاء وسط الحرب الإسرائيلية المدمّرة التي تتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وبين ليندماير أنّ المنظومة الصحية في قطاع غزة كانت جيدة قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، لكنّ الوضع تغيّر كلياً في الوقت الراهن. وبيّن أنّ مستشفيات القطاع التي ما زالت تعمل، إنّما جزئياً، امتلأت بنسبة تزيد عن 300 في المائة من طاقتها، وقد وُضع الجرحى على الأرض، يتألمون وينزفون، فيما العمليات تُقام في الممرّات.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون