غابت طقوس عيد الفطر عن معظم النازحين السوريين في شمال غرب سورية، مع تفاقم الصعوبات الاقتصادية والغلاء الذي تشهده المنطقة، فيما يستعد آلاف النازحين لاستقبال عيد جديد في خيامهم بعيداً عن قراهم ومنازلهم.
وفي حين استغنى عدد كبير من النازحين عن ثياب العيد هذا العام وافتقدوا أقاربهم وزيارة قبور موتاهم في قراهم، بقي كعك العيد عند البعض ملاذاً أخيراً سعوا إلى استثنائه من قائمة المفقودات.
تقوم حياة الشبيب، نازحة من ريف حماة وتقيم في مخيم الداهوك شمال قرية كفر يحمول بريف إدلب، بتجهيز كعك العيد في خيمتها بمعدات بسيطة، وتقول في حديث لـ"العربي الجديد" إن الوضع غير مناسب لصنع الحلويات في الخيم، لكننا نرغب فقط في إفراح أولادنا.
وتضيف "نحن السوريون، كعك العيد مادة أساسية بالنسبة لنا وليست ترفاً، كنا نجتمع مع جاراتنا وأحبائنا ونصنع الغرايب والمعمول والكعك.. بدون الحلويات لن نشعر بالعيد"، وتختم "اقتصرت على صنف واحد واستبعدت بعض المكونات لكي أستطيع صنعها بما استطعت".
من جانبها، تستذكر خيرية الخضر، من نفس المخيم، في حديثها لـ"العربي الجديد"، عاداتها القديمة مع العيد قبل الحرب "جمعة العائلة والجيران، وأصناف الحلويات المتعددة وما يدخل للقلب من سعادة".
وتضيف "العيد هنا لا نشعر به بعيداً عن بيوتنا في خيامنا، أفتقد لإخوتي ولابنتي ولضيوف قريتي، الحرب شتتت شملنا، كل منهم في بلد مختلف"، وتختم "نهار العيد لا تنشف دمعتي اشتياقاً لعائلتي، أشتاق لقعدتهم ومسامرتهم، أشتاق لبيتي وللأشجار التي بمحيطه".