كشف ملابسات جريمة قتل امرأة حامل في الرقة السورية

30 سبتمبر 2022
الأمن والحماية مفقودان داخل الرقة السورية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

ما زالت تداعيات جريمة القتل التي هزّت مدينة الرقة، شمال سورية، الأسبوع الماضي، متواصلة، بعد اعتقال المتورطين فيها واعترافهم بما اقترفوه من فعل إجرامي في حق قاصر حامل في شهرها الثالث (16 عاماً)، تعرضت للطعن بأداة حادة ومن ثم للحرق بمادة الغاز.

وأمس الخميس، ألقت قوى الأمن الداخلي بالرقة القبض على زوج الضحية ووالدته وشقيقه، واعترفت والدته بطعن القاصر، بعد مشادة كلامية حصلت بينهما، فيما اشترك الزوج وشقيقه في إحراق الجثة بمادة الغاز لإخفاء معالم الجريمة.

وفي التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد"، أسعف زوج الضحية آلاء الجمعة زوجته إلى المشفى الوطني في مدينة اللاذقية، بدعوى أنها احترقت بعد استعمالها للطباخ التقليدي "الكاز" وشبت النار في ثيابها واحترقت ولفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها للمشفى.

لكن بعد عرض جثة الضحية على الطبيب الشرعي، أوضح أن الوفاة سببها طعن بسكين حادة في منطقة الظهر، أدت لاختراق الأنسجة والنزيف الحاد حتى الموت، وأن الحرق قد حدث بعد وفاة الضحية بهدف التستر وإخفاء معالم الجريمة.

الشاب خالد الحسين، هو أحد جيران الضحية في شارع أبو الهيس بالرقة، قال لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ أن تزوجت الضحية وهي تتعرض للاضطهاد من والدة زوجها وأهله، ودائماً ما نسمع أصواتهم ونتدخل لفض المشكلة، وفي الفترة الأخيرة، هربت القتيلة لمنزل أهلها وبقيت هناك ما يقارب الأسبوعين، ويوم الثلاثاء الماضي، عادت لمنزل زوجها، وكان ذلك آخر يوم لها".

جثة مجهولة الهوية

من جهة ثانية، عثر سكان حي الجامع القديم، مساء الأربعاء، على رفات جثة مجهولة الهوية في حرم الجامع المنصوري بالرقة، وهو مكان أثري معروف بالمدينة، وتم تبليغ فريق الطب الشرعي في فريق الاستجابة الأولية، الذي قام باستخراج الرفات ولم يعرف شيء من متعلقاتها، وسجلت بقيد مجهول، وأعيد دفن الرفات في مقبرة تل البيعة، وهي مقبرة يدفن فيها فريق الاستجابة الأولية في المدينة الجثث المجهولة الهوية.

وتحدثت السيدة أم خالد (45 عاماً)، وهي من سكان حي الجامع القديم، لـ"العربي الجديد"، قائلة إنه "خلال فترة الحرب بين التحالف و(قسد) ضد تنظيم (داعش)، وخلال الحصار المفروض من قبل عناصر التنظيم عام 2017، اضطر سكان الحي والحارات المجاورة لدفن ضحايا القصف، بالإضافة للموتى، في حرم الجامع "القديم"، وبلغت تقريبا أكثر من 25 جثة موثقة ومعروفة من قبل أصحابها".

وأضافت "بعد تحرير الرقة وعودة الأهالي إلى المدينة، أبلغتنا لجنة الثقافة والآثار بالمجلس المدني بالرقة، بضرورة نقل الجثث إلى مقبرة "حطين" و"تل البيعة"، الرسميتين، كون الجثث معروفة لأصحابها، وبالفعل فقد نقل الأهالي جثامين موتاهم من حرم الجامع إلى المقبرتين".

يذكر أنه تم اكتشاف 28 مقبرة جماعية بالرقة والريف من قبل فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني، واستخراج أكثر من 4800 جثة، أغلبها مجهول الهوية، آخرها مقبرة الفروسية في مطلع العام 2021، يحث يتحضر الفريق للتعامل مع مقبرة في منطقة حي البدو وأخرى بالقرب من مدرسة عمر بن عبد العزيز في مركز مدينة الرقة.

المساهمون