خلعت الجزائرية كريمة بعلي لباسها التقليدي، ووضعت على رأسها قبعة ليست للزينة، بل لحمايتها من معركةٍ تخوضها مع النحل في الجبال، إذ إنها ورثت مهنة تربية النحل عن أبيها، لتوفير مصدر رزق لها.
ففي منطقة "بومرداس" الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من العاصمة الجزائر، تقف كريمة ثابتة مع ابتسامة دائمة، تلتقي بمن تسمّيهم أبناءها "النحل"، حيث إنها تعشق النحل، وتداعبه بيديها الناعمتين متحدية لسعاته.
وتقول كريمة، لـ"العربي الجديد"، إنها "أحبّت الطبيعة وقاومت تقلباتها، واختارت لنفسها مهنة تربية النحل في الجبال، بعدما ورثتها عن والدها، الذي عمل قرابة خمس عشرة سنة في تربية النحل".
وتشير كريمة إلى أنّ مشروعها بدأ بخليتين فقط، إلى أن تحصّلت على قرض من البنك الفلاحي الجزائري فاشترت أكثر من 100 خلية.
كريمة إمراة ريفية طموحة.. شغفها بهذه المهنة جعلها تطوّرها وتتحدى كلّ العوائق التي تواجهها، كحرائق الغابات، خاصة في موسم الصيف، وتوضح أنها ورّثت هذه المهنة لأولادها رغم صغر سنهم، مؤكدة أنّ مهنة الأجداد لا يمكن التفريط فيها.
ومن دون أن تتوقف عن العمل، تشير كريمة إلى أنّ مشروع تربية النحل فرصة جديدة للسيدات، لافتة إلى أنّ المنطقة الريفية الجبلية التي تسكنها حوّلت الكثير من السيدات من مستهلكات إلى منتجات، وأصبح لكلّ واحدة منهن دخلها الخاص.
وتضيف كريمة: "تعرّضت للسعات عديدة من النحل في أول مراحل تعليمي، ولكن مع ارتدائي اللباس بشكل سليم وجيد، لا يمكن للنحل أن يصل إلي".