كتاتيب ليبيا... موروث عن الأجداد يتجدد في شهر رمضان
إسلام الأطرش
تنتشر كتاتيب تعليم وتحفيظ القرآن في المساجد والزوايا عبر مختلف المناطق بليبيا، طوال أيام شهر رمضان المبارك، وذلك تمسّكاً بطريقة التدريس بالألواح الخشبية التي تعود إلى أكثر من 7 قرون.
كاميرا "العربي الجديد"، واكبت مشاهد مختلفة من داخل أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم في مدينة مصراتة الليبية، من خلال استخدام الطلاب ألواحاً خشبية يكتبون عليها ما يعتزمون حفظه باستخدام أقلام تغمس في الحبر.
وقال الشيخ أحمد الهروس وهو متطوع في مركز تحفيظ القرآن، لـ "العربي الجديد"، إنّ "هذه الطريقة موروثة عن الأجداد وأعطت ثمارها الواضحة في تحفيظ القرآن الكريم".
وتابع الهروس: "لا شك أنّ الحفظ عبر الألواح من أفضل الطرق لتحفيظ القرآن، بل أثبت نجاحاً أكثر مع الطلاب مقارنة بطرق أخرى، فبعد الكتابة يردّد كل طالب بصوت مرتفع ما كتبه على اللوح"، ولفت إلى أنّ المركز يقدم الألواح، التي تصنع من لحاء القصب وأشجار الزيتون، للطلاب.
وشرح طريقة الكتابة على الألواح الخشبية بالقلم والدواية، وهي تصنع من صوف الأغنام وتتحول إلى صمغ، وتعتبر موروثاً إسلامياً لدى المحفّظين ويعتزون بها ويورّثونها للأجيال.
ويشرح الهروس أنّ الطالب يدخل حلقة الكتابة وقد جهز وجهاً من لوحه للكتابة عليه من اليوم السابق بعد ما عرضه على شيخه، وقام بمحو الجهة التي حفظها.
وتتكون حلقة الكتابة؛ أي "حلقة الإملاء" من عدد من الطلبة المنتسبين لتلك الزاوية، وتشمل بعض الكتاتيب عشرين طالباً، وقد تكون أقل أو أكثر من مختلف المستويات من أول القرآن إلى آخره، فيما الشيخ يملي على الجميع، كل في ثُمنه دون أي تأخر أو تردد ولا ارتباك، ثم يقوم الشيخ المحفّظ بعد ذلك بتصحيح الألواح لكل طالب على حدة ويعلمه قراءة التلقين لحفظ الآيات القرآنية.