استمع إلى الملخص
- يدعم خبراء السلامة المرورية استخدام الكاميرات لتحسين السلامة، لكنهم يشددون على أهمية وجود شرطي المرور لتعزيز فعالية الردع، مما يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين السلامة.
- رغم تحسن السلامة بانخفاض الضحايا بنسبة 2% في 2023، إلا أن وفيات المشاة ارتفعت بنسبة 5%، مما يستدعي تدابير إضافية لضمان سلامتهم.
أطلقت السلطات البريطانية أخيراً كاميرات جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي، في إطار خطة لتعزيز سلامة الطرقات، من خلال رصد سائقي السيارات الذين يخالفون قوانين المرور، خاصة أولئك الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة أثناء القيادة، أو لا يضعون أحزمة الأمان، وهما سببان أساسيان في حوادث السير.
وستوفر الكاميرات التي صُممت بالتعاون مع شركة "Acusensus" للتكنولوجيا، وستُوزع على مناطق عدة في المملكة المتحدة، رصداً آلياً للسائقين "المشتتين" الذين ينشغلون بهواتفهم عادة من أجل تعزيز تطبيق قوانين السلامة.
ويشارك شرطيون محليون في مهمات المراقبة باستخدام هذه الكاميرات، التي بدأت في الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي، وستستمر بحسب الخطة الموضوعة حتى مارس/ آذار 2025.
وتعتمد الكاميرات برنامجاً للذكاء الاصطناعي يحمل اسم "Heads Up"، ويلتقط صورتين للسائق من أجل تحديد إذا كان يستخدم الهاتف أو لا يرتدي حزام الأمان، ثم تجري مراجعة اللقطات بشرياً للتأكد من المخالفات. وفي حال ثبوت الانتهاك تفرض غرامات قد تصل إلى 200 جنيه إسترليني (261 دولاراً) وست نقاط جزائية، في حين تُحذف الصور فوراً في حال تبيّن عدم ارتكاب مخالفة.
ويتحدث جاك كوزينز، رئيس سياسة الطرق في جمعية السيارات البريطانية (AA)، لـ"العربي الجديد"، عن أنه يدعم استخدام الكاميرات لتحسين السلامة على الطرقات. ويقول: "يوافق السائقون على استخدام كاميرات للمساعدة في مراقبة الطرقات، فهي في الواقع أداة قيمة لتحسين السلامة. ونحن نرحب بكاميرات الذكاء الاصطناعي الجديدة لأنها تلتقط أكثر من مجرد السرعة. وفيما يعد استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة وعدم ارتداء حزام الأمان أمرين خطيرين، من المأمول أن تؤدي القدرة على كشف المخالفين إلى ردع الناس، لكن ذلك لا يعني أنه يمكن مراقبة الطرقات بالكاميرات وحدها، إذ يشعر أكثر من 40% من السائقين بأنهم يستطيعون الإفلات من المخالفات المرورية، نظراً إلى نقص عدد رجال الشرطة على الطرقات. أيضاً يمكن أن تصوّر الكاميرات السلوك الخطير، لكنها لا تستطيع التدخل لإيقاف السيارة قبل حصول حادث مأساوي".
ويؤكد كوزينز أهمية وجود شرطي المرور، ويقول: "بياننا الخاص بالسيارات واضح. نحتاج إلى مزيد من ضباط المرور على الطرق لتعزيز فعالية ردع المخالفين، والمساعدة في فرض التزام السائقين بقواعد الطرقات. التقنية الجديدة قد تكون خطوة كبيرة نحو تحسين مستوى السلامة، لكن الجمع بينها وبين زيادة وجود عناصر الشرطة على الطرقات قد يمثل حلاً أكثر شمولية لردع السلوك الخطير، ما يقلل حوادث الطرقات بشكل أكبر".
أيضاً يشدد رود دينيس، المتحدث باسم السلامة على الطرقات في منظمة "RAC"، على أن الكاميرات وحدها لا يمكن أن تحل بدلاً من الوجود البشري للشرطة، لأنها لا تستطيع إيقاف السيارات مباشرة، والشرطة لا يمكن أيضاً أن تكون في كل مكان، لكن استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل هذه الكاميرات سيساعد في تحسين تطبيق القانون بشكل أكبر".
ووفقاً لوزارة النقل البريطانية لا يزال نحو 400 ألف سائق سنوياً يستخدمون جهازاً محمولاً خلف عجلة القيادة، ما يزيد أربع مرات احتمال التعرّض لحوادث. مع ذلك، تعكس البيانات التي نشرتها الوزارة في 26 سبتمبر تحسناً ملحوظاً في السلامة على طرقات المملكة المتحدة، حيث انخفض إجمالي عدد الضحايا بنسبة 2% ليصل إلى 132.977. ولم يشهد عدد الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة أي تغيير، حيث بلغ 29.711 مقارنة بعام 2022. وعند النظر إلى معدلات الاصطدام على الطرقات تشير التقديرات النهائية إلى وجود خمس وفيات لكل مليار ميل عام 2023، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 7% مقارنة بالعام السابق.
وبالنسبة إلى الأنواع المختلفة لمستخدمي الطريق، فقد انخفضت الوفيات بين ركاب السيارات وركاب الدراجات النارية وركاب الدراجات الهوائية. وبالنسبة لركاب الدراجات النارية، سُجلت أكبر نسبة انخفاض بنسبة 10%، في حين ارتفعت وفيات المشاة بنسبة 5%، ما يستدعي اتخاذ تدابير إضافية لضمان سلامتهم.
ويدعو ممثلو هيئات نقابية في بريطانيا العالم إلى تسخير كل الإمكانات التكنولوجية والذكاء الصناعي لحماية الأرواح، وإيلاء قضية السلامة العامة القدر ذاته من الأهمية لسرعة المركبات الجديدة وشكلها ومواصفاتها التقنية.
وتشير دراسات في أوروبا إلى أن ربع الحوادث المسجلة سنوياً تحصل في شوارع خارجية، وعلى طرقات دولية، عندما يخرق السائقون قواعد السلامة والسرعة، وتتسبب غالبية هذه الحوادث بوفيات.