أعلن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، أنّ قمّة المناخ التي نظّمها الرئيس الأميركي جو بايدن تشكّل "نقطة تحوّل" في مسار مكافحة الاحتباس الحراري، على الرغم من أنه "ما زال هناك طريق طويل لنقطعه". وقال في بيان إنّ "الالتزامات والإجراءات التي أعلن عنها قادة العالم في القمة الافتراضية تعطي دفعة طال انتظارها لجهودنا الجماعية لمواجهة أزمة المناخ قبل القمة التي ستعقد في نوفمبر/تشرين الثاني في غلاسكو (اسكتلندا)".
وافتتح بايدن قمة المناخ تزامناً مع يوم الأرض، قائلاً إنه على الولايات المتحدة والاقتصادات الكبرى الأخرى أن "تنجز هذا الأمر" بهدف حث قادة العالم على المزيد من خفض الانبعاثات. وأعلن تعهد الولايات المتحدة خفض كمية انبعاثات الفحم والأبخرة البترولية المدمرة للمناخ التي تضخها إلى النصف. أضاف، أمام القمة الافتراضية التي ضمت 40 من قادة العالم، أن "القمة في الوقت الراهن هي أكثر من مجرد مسعى إلى الحفاظ على كوكبنا. بل إن الأمر يتعلق بتوفير مستقبل أفضل لنا جميعاً"، واصفاً ذلك "بلحظة خطر لكنها تحمل في طياتها فرصة أيضاً".
وأوضح بايدن أن "المؤشرات لا لبس فيها. فالعلم لا يمكن إنكاره. وكلفة التقاعس عن التحرك آخذة في الارتفاع".
ويمثل التزام بايدن بخفض انبعاثات الوقود الأحفوري بنسبة تصل إلى 52 في المائة بحلول عام 2030 عودة الولايات المتحدة إلى جهود المناخ العالمية بعد أربع سنوات من الانسحاب خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
من جهته، شدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ على رغبة بلاه في أن تلعب دوراً أساسياً في مكافحة الاحتباس الحراري، مجدداً التأكيد على هدف الصين تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. وقال إن الصين "مصممة على العمل مع الأسرة الدولية، وخصوصاً الولايات المتحدة" لمكافحة التغيّر المناخي.
وقبيل افتتاح القمة، أعلنت اليابان، وهي مستخدم كثيف للفحم، هدفها الجديد بخفض الانبعاثات بنسبة 46 في المائة.
وتأتي المساعي الجديدة هذه في الوقت الذي يشير فيه العلماء إلى أن تغير المناخ الناجم عن محطات الفحم ومحركات السيارات واستخدامات الوقود الأحفوري الأخرى يؤدي بالفعل إلى تفاقم الجفاف والفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات والكوارث الأخرى، وأن الوقت ينفد من البشر لدرء معظم الظواهر الكارثية الناجمة عن الاحتباس الحراري.
إلى ذلك، أعلن البابا فرنسيس، في رسالته بمناسبة يوم الأرض، إن الكوكب "أصبح على حافة الهاوية"، وعلى الإنسانية تجنب "مسار التدمير الذاتي". وأصدر العديد من المناشدات لحماية البيئة منذ توليه البابوية عام 2013. وتحدث في رسالتين مصورتين، إحداهما ليوم الأرض والأخرى لقمة عالمية للمناخ يستضيفها الرئيس الأمريكي بايدن.
وتطرق لجائحة كورونا وآثارها إلى جانب التغير المناخي وتبعاته، وقال إنه ليس من الممكن مواصلة عدم احترام الطبيعة لأنها "لن تغفر ذلك بعد الآن". أضاف: "عندما يبدأ تدمير الطبيعة فمن الصعب وقفه. لكن ما زال لدينا وقت وستكون مقاومتنا أكبر إذا عملنا معاً بدلاً من العمل منفردين".
(أسوشييتد برس، رويترز، فرانس برس)