قمة عالمية برعاية الأمم المتحدة لبحث جائحة كورونا وطرق توفير اللقاح

03 ديسمبر 2020
تأتي القمة بعد مرور سنة على بدء انتشار الفيروس وتحوله خلال أشهر إلى جائحة عالمية (Getty)
+ الخط -

انطلقت، الخميس، قمة عالمية يشارك بها عدد من قادة الدول عن بعد، بسبب إجراءات السفر المتعلقة بفيروس كورونا، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لنقاش جائحة كورونا وتوفير اللقاح، والطرق الممكنة للمضي قدماً ومجابهة تبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية كذلك.

وتعقد القمة على مدار يومين، الخميس والجمعة، ومن المتوقع أن يتحدث فيها أكثر من مائة وأربعين شخصاً، من بينهم قادة دول ومسؤولون رفيعو المستوى، بالإضافة لممثلين عن الأمم المتحدة وممثلين عن القطاع الخاص، حول عدد من القضايا المتعلقة بالفيروس، كما ستعقد الجمعة على هامش أعمال القمة ندوة حول اللقاح لبحث إتاحته على نطاق واسع.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمعية العامة، بريندن فارما، لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول ما إذا كان متوقعاً أن يصدر أي بيان أو جدول أعمال مستقبلي عن القمة: "فوضت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جلسة خاصة للجمعية العامة للتفكير في الاستجابة للأزمة المستمرة حتى الآن، وصياغة مسار موحد للمضي قدماً نحو تعافٍ أفضل، بما في ذلك الحصول على لقاح، سنعمم كمكتب رئيس الجمعية العامة ملخصاً يعكس النقاش والخطوات المستقبلية في هذا السياق"، وأضاف: "إن الهدف من هذه الجلسة الخاصة هو توحّد الدول حول خطوات فعلية إضافية لمواجهة الجائحة وتبعاتها بشكل متعدد الأطراف وجمعي".

وانتقد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال القمة، بعض دول العالم (دون تسميتها)؛ لتجاهلها إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن جائحة كورونا، ورفض الحقائق المتعلقة بانتشار الفيروس.

وقال: "بعد مرور ما يقرب من عام على انتشار وباء كورونا نواجه مأساة إنسانية وحالة طوارئ صحية عامة وإنسانية وتنموية". وأضاف: "منذ البداية قدمت منظمة الصحة العالمية معلومات واقعية وإرشادات علمية كان ينبغي أن تكون الأساس لاستجابة عالمية منسقة، لكن لسوء الحظ لم يتم اتباع هذه التوصيات، وفي بعض الدول كان هناك رفض للحقائق وتجاهل للتوصيات".

وشدد أمين عام الأمم المتحدة على "ضرورة أن تكون للّقاح (المرتقب) الخاص بكورونا منفعة عامة وعالمية، وأن يكون متاحاً للجميع في كل مكان". واستدرك قائلاً: "لا يمكن للقاح أن يبطل الضرر الذي سببه الفيروس، والذي قد يمتد لسنوات أو حتى عقود قادمة".

وذكر غوتيريس أنّ "منظمة الأمم المتحدة حشدت الدعم للبلدان لمعالجة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وجوانب حقوق الإنسان المدمرة لهذه الأزمة". وأوضح أنه "لا تزال هناك فجوة مالية قدرها 28 مليار دولار، بما في ذلك 4.3 مليارات دولار مطلوبة بشكل عاجل للشهرين المقبلين".

وفي القمة دعا رئيس تونس قيس سعيد، إلى إعادة ترتيب أولويات التعاون الدولي، وتوفير الدعم المناسب بما يتماشى واستحقاقات هذه المرحلة الاستثنائية، وإلى ضمان الأمن الغذائي ونُظُمه المستدامة وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي والتغطية الصحية الشاملة، والمساواة بين الجميع في إطار منظومة حقوق الإنسان.

وأطلق سعيد نداء تونس من أجل تحقيق تضامن عالمي حقيقي في مجال المديونية، وتخفيف الضغوط المالية والاقتصادية على تونس، مشدداً على ضرورة ضمان حصول كافة البلدان على اللقاح ضد كوفيد 19 بشكل منصف.

كما أعلن الرئيس العراقي برهم صالح، في كلمة له بالقمة أن حكومة بلاده ستتكفل بشراء لقاح فيروس كورونا، وستوزعه مجاناً على المواطنين. وقال صالح: إن "استمرار الوباء في أي مدينة أو قرية في العالم، يعني أن كل المجتمع البشري مهدد بهذا الوباء العابر للحدود".

وشدد على "أهمية مراعاة التباين الشديد في إمكانات الدول الاقتصادية والمالية، واتخاذ التدابير اللازمة لتأمين سرعة وصول اللقاحات لكثير من البلدان التي تمتلك قدرات محدودة".

وأضاف صالح أن العراق "من البلدان التي ستتكفل حكوماتها بشراء العقار وتوزيعه مجاناً على مواطنيها، رغم الظرف المالي والاقتصادي شديد التعقيد الذي يعانيه البلد". وأشار إلى أن العراق "رغم الإمكانات المحدودة نجح إلى حد ما في تقليص آثار وباء كورونا؛ بفضل تضحيات الكوادر الطبية وتنامي الوعي الصحي للمواطنين، إلى جانب الدعم الدولي وبعض الدول الصديقة".

كما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى التعاون والتضامن العالمي من أجل تجاوز فترة وباء فيروس كورونا. وجاء ذلك في رسالة مصورة للقمة، شدد فيها على أن كورونا هو أكبر اختبار يواجهه المجتمع الدولي في القرن الحادي والعشرين.

وأضاف: "الوباء يذكرنا بضرورة إصلاح نظام الأمم المتحدة في ضوء التهديدات والاحتياجات الحالية، وأعتقد بضرورة تعزيز الجمعية العامة من أجل جعل نظام الأمم المتحدة أكثر فعالية وديمقراطية وعدلا وشفافية".

وتأتي هذه القمة بعد مرور قرابة السنة على بدء انتشار الفيروس، وتحوله خلال أشهر معدودة إلى جائحة عالمية، ووجهت انتقادات عديدة لعقدها بهذا الوقت المتأخر.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمعية العامة في هذا السياق: "يتفق رئيس الجمعية العامة، الدبلوماسي التركي فولكان بوزكير، مع الرأي القائل إن عقد هذه القمة جاء متأخراً، وكان هو دعا لعقدها الصيف الماضي، ولكن القرار تتخذه الدول وليس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة". وأضاف: "على الرغم من ذلك، فإن الدول الأعضاء اتحدت في ما بينها، وقررت عقد هذه القمة الخاصة حول فيروس كورونا، والهدف هو إعادة التأكيد على التعددية والتعاون الدولي".

وستناقش القمة على مدار يومين عدداً من الأمور، من بينها التبعات السلبية الاقتصادية والاجتماعية للجائحة، وتأثيرها سلباً على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ومن المواضيع التي من المتوقع أن تأخذ حيزاً مهماً في النقاش، كيفية إتاحة اللقاح لكل الناس في كل الدول مجاناً أو بتكاليف منخفضة وخاصة في الدول الفقيرة والنامية، وواحد من الاقتراحات المطروحة هو رفع الملكية الفكرية عن تصنيع اللقاح، بطريقة تسمح للدول النامية والفقيرة بتصنيعه محلياً وإتاحته للجميع.

وحول موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من هذا الطرح، قال الناطق الرسمي باسمه ستيفان دوجاريك: "إننا نركز حالياً على مبادرة كوفاكس، وصحيح أن الصندوق الخاص يشكو من نقص في التمويل، تم دعمه أخيراً بأموال إضافية من مجموعة العشرين بعد قمتها، ولكن الأموال التي تم تقديمها غير كافية، نعتقد أن كوفاكس مبادرة مهمة جداً يمكن للدول عن طريقها الحصول على اللقاح بتكلفة رخيصة أو بدون تكلفة بحسب التفاصيل الإدارية للعملية، ونعتقد أنه علينا أن نركز حالياً على هذا الأمر".

المساهمون