يطالب أهالي المهاجرين التونسيين بأوكرانيا، بالتدخل الحكومي السريع لإجلاء أبنائهم عقب الإعلان الروسي عن بدء العمليات العسكرية. بينما دعت جمعيات للمقيمين هناك، التونسيين، بتنظيم أنفسهم عبر مختلف الوسائط المتاحة من أجل جمع البيانات اللازمة عن كل أفراد الجالية في المدن الأوكرانية.
واليوم الخميس، عقدت وزارة الخارجية التونسية خلية أزمة للنظر في الإمكانيات المتاحة لإجلاء الرعايا التونسيين من أوكرانيا ولا سيما الطلبة منهم.
ووفق بيانات لجمعية التونسيين المقيمين في أوكرانيا، يقدّر عدد الجالية التونسية هناك بأكثر من 1500 تونسي، من بينهم نحو 1000 طالب.
وأكّد رئيس جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا، طارق العلوي، وجود حالة من الخوف والذعر في صفوف الجالية هناك، سيما وأنّ أغلبهم يقيمون في المدن الحدودية مع روسيا.
وأفاد العلوي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدم وجود تمثيلية تونسية في أوكرانيا يزيد من تعقيدات الوضع بشأن تنظيم رحلات الإجلاء أو الحصول على البيانات الرسمية لعدد الجالية، مقدراً عددها بأكثر من 1500".
وأكّد في سياق متصل أنّ "الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس، كانت صعبة جداً على أبناء الجالية بعد بدء العمليات العسكرية الروسية، التي كانت استهدفت القواعد العسكرية القريبة من المطارات في عدد من المدن التي يقطنها تونسيون".
وأشار المتحدث في السياق ذاته، إلى أنّ "الجمعية تقوم بدور تنظيمي مهم من أجل الإطلاع على وضع الجالية وربط الصلة بينهم، وتوفير المعطيات الحينية بشأن رحلات الإجلاء". وأشار إلى أنّ "التمثيليات الدبلوماسية التونسية في كلّ من موسكو وبولندا تسعى إلى التنسيق مع التونسيين الراغبين في العودة".
وطالب طارق العلوي، بضرورة إرسال طائرات تونسية لإجلاء الجالية ولا سيما الطلبة، خاصة مع الارتفاع الكبير لأسعار تذاكر الرحلات الجوية في الأيام الأخيرة، وهو ما من شأنه أن يعرّض الطلبة وعدداً من أفراد الجالية إلى صعوبات مالية".
ودعا رئيس جمعية الجالية التونسية في أوكرانيا إلى الالتزام بتوصيات وزارة الداخلية الأوكرانية وعدم مغادرة المبيتات الطلابية أو مساكنهم الخاصة، مؤكداً أنّ التواصل في ما بينهم عبر المجموعات الفيسبوكية أو عبر باقي التطبيقات، من شأنه أن يخفّف من حالة الهلع والقلق النفسي الذي يسيطر على كلّ المقيمين هناك.
كما شدّد على ضرورة تدخّل الدولة لإجلاء رعاياها العالقين والحفاظ على سلامتهم، خاصة وأنّ عمليات الاجلاء تأخّرت بعض الشيء وفق تقديره.
من جانبه، قال مدير الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية محمد الطرابلسي، أنّ خلية الأزمة المنعقدة اليوم الخميس، تعطي الأولوية المطلقة لسلامة الرعايا التونسيين في أوكرانيا وتبحث إمكانيات الإجلاء.
وأفاد في تصريح لإذاعة محلية، أنّ خلية الأزمة لم تناقش التداعيات الاقتصادية وتأثير الارتفاع الكبير لأسعار القمح والمحروقات على تونس، مشدداً على أنّ سلامة التونسيين هي المحور الرئيسي لعمل خلية الأزمة.