- القضية التي هزت بلدية القديد بولاية الجلفة، تكشفت بفضل منشور على "فيسبوك" أدى إلى تحرير الضحية من سرداب أسفل منزل جاره، ما أثار جدلاً واسعًا ومطالبات بتشديد العقوبات.
- يعتقد أهالي المنطقة أن دوافع الخاطف ترتبط بالسحر والشعوذة، بينما يخضع الضحية حاليًا للعلاج والفحوصات الطبية للتأكد من سلامته وتقديم الدعم النفسي والطبي اللازم.
ما زالت تطورات قضية شاب الجلفة الذي عُثر عليه بعد 28 عاماً من الاختفاء مستمرة في الجزائر، إذ قرر وكيل الجمهورية إيداع ستة أشخاص، بينهم المتهم الرئيسي، رهن الحبس المؤقت، فيما تم إخضاع متهمين اثنين لإجراءات الرقابة القضائية، في واقعة غريبة هزّت بلدية القديد في ولاية الجلفة، جنوبي العاصمة.
وأفاد بيان لمجلس قضاء الجلفة، مساء أمس الخميس، بأنّ وكيل الجمهورية قرّر إيداع المتهم الرئيسي (61 عاماً)، في القضية السجن المؤقت إلى حين محاكمته، إذ وجّهت إليه تهم خطف شخص واستدراجه وحجزه بدون أمر من السلطات المختصة وخارج الحالات التي يجيزها القانون، والاتجار بالبشر مع توافر ظرف حالة استضعاف الضحية، بموجب قانون الوقاية من جرائم اختطاف الأشخاص، والوقاية من الاتجار بالبشر ومكافحته.
وأضاف البيان: "أنه تم حبس خمسة متهمين آخرين بعد استجوابهم، إذ تبين أنهم كانوا على علم بوجود الشخص المختطف في منزل المتهم الرئيسي طيلة هذه السنوات، دون إبلاغهم السلطات، وتقرر توجيه تهم عدم تبليغ السلطات المختصة بالجريمة. فيما تم وضع شقيقة المتهم الخاطف ومتهم ثامن قيد الرقابة القضائية".
شاب الجلفة.. ما قصته؟
وأثارت قضية اختطاف وإخفاء شاب الجلفة داخل منزل منذ إبريل/ نيسان 1996، جدلاً كبيراً داخل المجتمع الجزائري لغرابتها وغموض دوافعها وتفاصيلها، وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتشديد العقوبات على كل من يثبت تورطه في هذه الجريمة.
وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت، مساء الثلاثاء الماضي، تحرير شخص كان مخفياً لدى جاره في بلدية القديد بولاية الجلفة، وعثر عليه داخل سرداب صغير أسفل البيت الذي يقابل بيت عائلة الشاب المختطف. وتم كشف قضية شاب الجلفة بفضل منشور أحد النشطاء على "فيسبوك" أخبر فيه بوجوده في ذلك المكان إثر خلاف حول الإرث، ما دفع مصالح الدرك إلى اقتحام المنزل، إذ عثرت على الشخص المفقود (بن عمر عميرة) المفقود منذ 28 عاماً.
ويعتقد أهل المنطقة أنّ دوافع الخاطف ترتبط بالسحر والشعوذة. ويتداول هؤلاء أنّ الخاطف تمكّن من السيطرة على ضحيته بتلك الطرق، في حين أنّ شاب الجلفة قال بعد تحريره إنّه كان يشعر بأنّه مقيّد كلّما أراد التوجّه نحو الباب، وبأنّه غير قادر على الصراخ لطلب النجدة كلّما حاول القيام بذلك. يذكر أن الضحية يخضع حالياً للعلاج في المستشفى وتجري له الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من سلامته، والتكفل الطبي والنفسي بحالته، وفقاً لتوجيهات النيابة العامة للمصالح المختصة.