قضايا الهوية والأوقاف على طاولة الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا

05 أكتوبر 2021
الأوقاف الإسلامية في يافا قضية ملتهبة (Getty)
+ الخط -

انتخب أهالي يافا سبعة أعضاء جدد في الهيئة الإسلاميّة من بين 14 مرشّحا ومرشّحة، وكانت السيدة باكزة عاشور سكسك هي المرشحة الوحيدة التي فازت في الانتخابات، ليبقى تمثيل النساء أقل من الدورة السابقة، إضافة إلى فوز عيسى خيمل، والشيخ أحمد أبو عجوة، والشيخ أحمد أبو لسان، وبلال فرج، ومحمد أبو سيف، وعصام سطل.
وتعتبر الهيئة الإسلاميّة المنتخبة حديثة عهد نسبيًا مقارنة مع تاريخ مدينة يافا العريق، إذ بدأ تنظيم أهالي يافا المسلمين في أواخر الثمانينيات، حينما هبّوا لنصرة قضية استرجاع أوقافهم، ولو بشكل جزئي، وذلك بسبب تعنّت سلطات الاحتلال في ارجاع ما تم سلبه منذ عام النكبة، وبالفعل تم استرجاع الجوامع المنكوبة، مثل جامع حسن بك في حي المنشيّة، وجامع المحموديّة (الجامع الكبير) في البلدة القديمة، وجامع النزهة الكائن في جنوب حي النزهة، وتنظيف المقابر المنتشرة في المدينة وخارجها، بالإضافة إلى إبقاء الأوقاف الموجودة خارج حدود المدينة، والتي كانت تابعة لقرى يافا العديدة في الجهات الشرقيّة والشمالية.
واتخذت بعض النشاطات المعارضة لسياسات سلطات الاحتلال منحى خطيرًا، ووصلت أحيانا إلى التصادم مع قوات الاحتلال التي حاولت إخفاء الحقائق حول الأوقاف الإسلاميّة التي تقدّر بنحو سُدس مساحة فلسطين، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينيّة في العودة، وفي التملّك، وتجاهل القوانين الدوليّة منذ عام 1948 على حساب الشعب الفلسطيني.
ومع صعوبة قضايا الأوقاف الإسلاميّة، فضلا عن العديد من الأمور اليوميّة التي يعاني منها أهالي يافا، كان من المستحيل أن تناضل الهيئة الإسلاميّة وحدها، فقضيّة السكن تتطلب مجهودًا مشتركًا بين جميع أبناء المدينة، بالإضافة إلى أزمة تسرّب الطلاب من التعليم، وقضيّة الجريمة المنظّمة التي ما زالت تفتّك بالمجتمع الفلسطينيّ في يافا.
قبل أقل من سنتين، تم انتخاب لجنة الأوقاف لتدير ملف الأوقاف الإسلاميّة داخل مدينة يافا وخارجها، ويرأسها المحامي محمد دريعي، الذي كان رئيس الهيئة الإسلاميّة سابقًا. واستطاعت اللجنة قبل بضعة أسابيع، تحرير أرض في قرية صمّيل الواقعة شمالي مدينة يافا، والتي كانت مصادرة منذ النكبة، بالإضافة إلى تحرير أرض أوقاف بالقرب من مقبرة الشيخ مراد في حي أبو كبير المنكوب، ومخزن في حي رشيد المنكوب بالقرب من ميدان الساعة التاريخيّ.

وحول التعاون بين لجنة الأوقاف والهيئة الإسلاميّة المنتخبة، قال عيسى خيمل، العضو الجديد في الهيئة، لـ"العربي الجديد"، إن "الهيئة هي عنوان لعموم المسلمين في يافا، والعلاقة بينها وبين لجنة أمناء الوقف الإسلامي علاقة تعاون وتكامل تكون فيها الهيئة مرجعية للأعضاء الذين تم انتدابهم في لجنة الأمناء بكل ما يتعلق بقضايا الأوقاف والمقدسات في يافا". من جهته، أكّد رئيس لجنة الأوقاف الإسلاميّة محمد دريعي أن "العلاقة بين اللجنة والهيئة هي علاقة أخوة ومحبة وعمل مشترك، ويأمل أهالي يافا أن تكون الهيئة على قدر المسؤوليّة من أجل المجتمع اليافيّ الذي ما زال يعاني من سياسة الطمس والمحو، وعدم الاشتراك في القرارات المصيريّة التي تخص شؤون المدينة".

المساهمون