يعلم الجميع بقصص الكلاب التي تنقذ حياة الأشخاص من الغرق، وتساهم في العثور على المفقودين والمصابين، وتصد الحيوانات البرية المفترسة، وتحذر من اندلاع حرائق. وتتعدد القصص التي تضيف إليها أبحاث حديثة أمثلة تؤكد توفير الكلاب قدرات على إنقاذ الناس من الانتحار.
ينقل تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" عن دراسة أجرتها جامعة ولاية نورث داكوتا الأميركية لاستكشاف النظرية الشخصية للانتحار، أنه "يمكن توقع هذا التصرف من خلال الشعور بعدم الانتماء، وتشكيل عبء على الآخرين، واليأس من تغيير الظروف السائدة".
وتشير الدراسة التي شملت 269 مشاركاً بينهم 187 يملكون حيوانات أليفة، إلى أن "الكلاب الأليفة قد تؤثر بقوة على عوامل الانتحار وتقللها، لأن أصحابها ينظرون إليها باعتبارها مخلوقات يحبونها وتوفر رفقة مثالية لهم. ويعني ذلك أن امتلاك أي شخص حيوانا أليفا يزيد إحساسه بالانتماء ويقلل رغبته في الانتحار. كما أن رعاية هذا الشخص حيوانا أليفا تجعله يشعر بالمسؤولية وبوجود هدف، ما يزيل اعتقاده بأنه عبء".
وعموماً، أشارت نتائج الدراسة إلى أن احتمالات السلوك الانتحاري انخفضت لدى الأفراد الذين تربطهم علاقة قوية بحيواناتهم الأليفة، لكن بعضهم لم يُظهروا فوائد كبيرة لامتلاكهم هذه الحيوانات في تقليل الميول الانتحارية، لأنهم يتجنبون أصلاً العلاقات الحميمة معها.
وخلال تسلمه جائزة "غولدن غلوب" لأفضل ممثل عام 2009، اعتراف الممثل الأميركي ميكي رورك بأن الآثار العلاجية لعلاقته مع كلابه، جعلته يتجنب الانتحار قبل فترة طويلة من تكريمه.
وكان نقاد توقعوا في الثمانينيات من القرن العشرين أن يتحول رورك إلى نجم مطلق، لكن حياته الشخصية تأثرت بإدمانه على المخدرات فاختفى طويلاً من عالم السينما. ثم أعاد المخرج روبرت رودريغيز إحياء مسيرة رورك عام 2003، وجعله يقدم بعد عامين عرضاً ذكّر المشككين بأنه لا يزال قوة لا يستهان بها.
وخلال تلك المرحلة من حياة رورك تطلب الأمر وجود كلب ساعده في تخطي مرحلة الاكتئاب التي عاشها في التسعينيات حين تخلى عنه أصدقاؤه. ويروي رورك أن "الأمور ساءت لدرجة أنني ذهب يوماً إلى خزانة مع كلبي بو جاك، وأغلقت الباب للانتحار بجرعة زائدة من المخدرات، لكنني غيّرت رأيي حين نظرت في عيني بو جاك الذي أنقذ حياتي".
وفي احتفال جائزة "غولدن غلوب"، قال رورك: "أشكر كل كلابي. عندما كنت بمفردي كانوا كل ما لدي، وهم المعنى الحقيقي للعالم بالنسبة لي".