قبول جامعي "أقل تعباً" للسوريين في تركيا

بفرح ورضا، يصف الطالب السوري محمد كعيكاتي قرار مجلس التعليم العالي في تركيا توحيد فحص قبول الأجانب في الجامعات الحكومية (يوس) بأنه "رائع ومفيد"، لأنه يخفف الأموال التي يدفعها هؤلاء الطلاب.
ويقول لـ"العربي الجديد" "كانت كل جامعة تحصّل رسوم امتحانها بمفردها، لكننا سندفع بعد توحيده في الموسم الدراسي المقبل رسماً واحداً قد يبلغ 100 ليرة تركية (6.06 دولارات)، في حين كانت تكاليف امتحانات كل من الجامعات العشرين المتاحة تتراوح بين 300 و1500 ليرة (18.18 دولاراً و90.94 دولاراً)
يضيف: "الفائدة الأهم من توحيد فحص يوس هو اختصار الزمن، فحتى عام 2021، كانت تستغرق الامتحانات بين شهرين وثلاثة أشهر، بحسب مواعيد كل جامعة، حيث يبقى الطالب مستنفراً، ويدرس كل تلك الفترة، لأنها كانت تعتمد كلها نماذج امتحانات خاصة بها. أما في عام 2022  فسيكون هناك نموذج يتيم للامتحان الذي يجرى في يوم واحد".
لكن قديمي استدرك بأن "فحص يوس الموحّد يلغي خيارات إعادة الامتحان في كل جامعة، ويخضع دخولها لمعدل الفحص، مع استبعاد الراسبين بالكامل، والذين لن يملكوا إلا خيار إعادة الفحص في العام الدراسي التالي".
أما الطالب السوري أحمد قديمي فيلفت إلى أن "القرار الجديد لن يجعل الطالب يسافر إلى أكثر من محافظة كي يقدم الفحص في كل جامعة على حدة، ويتكبد بالتالي مصاريف التنقل، ويواجه مشاكل التعب الجسدي والنفسي المرتبط بتكرار الدراسة من أجل التقدم إلى الامتحان في جامعة مختلفة".
وسيطبق امتحان "يوس" الموحّد بدءاً من العام الدراسي 2022 - 2023، لجميع الطلاب الأجانب المتقدمين للتسجيل في الجامعات التركية الحكومية، والذين أنهوا تعليمهم الثانوي في بلدانهم أو داخل البلاد. وهو استثنى الطلاب الأجانب الحاصلين على شهاداتهم الثانوية من مدارس السفارات في تركيا، ومؤسسات التعليم الخاصة الدولية المرخصة والمسجّلة ضمن نظام "موبيس" في وزارة التربية التركية. 

قضايا وناس

التحديثات الحية

طلاب سوريون... شهادات جامعات الشمال بلا اعتراف دولي

ويمكن الخضوع لامتحان "يوس" بإحدى اللغات التركية والألمانية والإنكليزية والفرنسية والروسية والعربية، في حين كان يقدّم باللغة التركية فقط في معظم الجامعات خلال السنوات السابقة.
ويقول مدرس "يوس" محمد الحشاش لـ"العربي الجديد": "ستحدد نتيجة امتحان يوس قبول الطلاب الأجانب في تخصصات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والحقوق واختصاصات كلية التربية وكل فروع الهندسة. أما بقية الاختصاصات فيمكن أن يفاضل الطالب الأجنبي بينها عبر شهادات أخرى مثل سات، أو من خلال نتائج الثانوية العامة فقط".
وفي شأن تلاميذ المرحلة الثانوية الأجانب في تركيا، يشرح الحشاش أنهم سيخضعون حصراً لامتحان القبول الجامعي بالنسبة للطلاب الأتراك "يكس"، وليس امتحان الطلاب الأجانب. أما الطلاب الأجانب المتخرجون من الثانويات التركية قبل العام الدراسي 2022 - 2023، فيحق لهم تقديم امتحان الطلاب الأجانب "يوس" وامتحان "يكس" حتى عام 2025، قبل أن يخضع تلاميذ الثانويات التركية لامتحان "يكس" فقط بدءاً من عام 2016. ويكشف الحشاش أن موعد الامتحان الموحّد للعام المقبل سيكون في 29 مايو/ أيار المقبل.
ويحدد الحشاش هدف القرار الأخير باستعادة النظام الذي طبقته تركيا قبل عام 2010، والذي يصفه بأنه "أفضل لأنه يلغي احتمالات الخطأ أو الأسئلة التعجيزية، أو حتى الفساد، فالفحص الموحّد للجميع والذي يجري في توقيت واحد وبأسئلة تخضع لمراقبة يقلل احتمال حصول أخطاء رغم أن نسبتها تناهز 5 في المائة فقط في بعض الجامعات".

ويرى أن "القرار الجديد سيعزز فرص الطلاب، لأنه يلغي حجز مقاعد أو ما يسمى حرق المقاعد الذي يلحظ حجز طالب واحد مقاعد في جامعات عدة في الوقت نفسه، ما يحرم بقية الطلاب من مقاعد في هذه الجامعات، علماً أن جامعات عدة كانت تضع الامتحان بنفسها وتشرف عليه وتملك وحدها قرار نجاح تلميذ أو رسوبه كانت تبيع المقاعد بالاتفاق مع مكاتب القبول الجامعي، وقد أغلق القرار الجديد هذا الباب بالكامل".
ويكشف رئيس تجمع الطلاب الأجانب في تركيا، عبد الله إرين، أن عدد الطلاب السوريين الذي يدرسون في الجامعات التركية وفقاً لأرقام مجلس التعليم العالي التركي يبلغ 37,326. ويشير إلى أن حوالى 1611 طالباً سورياً استفادوا من المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة.
وحول الطلاب الأجانب بتركيا، يشير إرين إلى أن عددهم زاد نحو عشرة أضعاف خلال عقد، وبات يتجاوز 200 ألف سنوياً بينهم حوالى 3500 ينالون منحاً دراسية تركية مجانية.

لجوء واغتراب

التحديثات الحية

مهن السوريين... فرص للعمال "المؤهلين أقل" في تركيا

وكان الطلاب السوريون حرموا في قرار صدر العام الماضي من ميزات الأقساط الجامعية المنخفضة التي شملتهم منذ عام 2014.
ورغم أن الحكومة لم تحدد سقفاً ثابتاً لرسوم الجامعات الحكومية، بادرت بعضها إلى رفع أقساط  الطلاب السوريين بعدما كانت دأبت في الأعوام السابقة على تخصيص مبالغ مخفّضة لهم من أجل تشجيعهم على الدراسة، والتي تراوحت بين 300 و800 ليرة (18.18 و48.50 دولاراً). وجعلت الجامعات هذه المبالغ بين 8 آلاف ليرة (485 دولاراً) لاختصاص الهندسة، وصولاً إلى نحو 60 ألف ليرة (3637 دولاراً) لاختصاصات كليات الطب. وتختلف الأقساط بالنسبة إلى السوريين بحسب عمادة الكليات التي منحها المرسوم الحكومي حرية منحهم تخفيضات.