فيضانات البرازيل.. ارتفاع عدد القتلى إلى 136 ونزوح 340 ألف شخص

11 مايو 2024
غمرت المياه الشوارع بعد هطل أمطار غزيرة في كانواس، 10 مايو 2024 (ماتيوس بونومي/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات في ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية إلى 136 قتيلاً و125 مفقودًا، مع نزوح حوالي 340 ألف شخص وتدمير أو إتلاف أكثر من 85 ألف منزل، مما يعكس حجم الدمار الهائل.
- السلطات تواجه تحديات كبيرة في الاستجابة للكارثة، بما في ذلك تعبئة العسكريين لتوزيع المساعدات والإمدادات الضرورية، وسط توقعات بمزيد من الأمطار الغزيرة وتأثيرات سلبية على القطاع الزراعي والاقتصاد.
- تسلط الكارثة الضوء على تأثير تغير المناخ وظاهرة إل نينيو في تفاقم الكوارث الطبيعية، مع التأكيد على الحاجة الماسة لتعزيز الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ والتأقلم مع تداعياته لتجنب مزيد من الدمار في المستقبل.

ارتفعت حصيلة فيضانات البرازيل اليوم السبت، إلى 136 شخصاً، في حين لا يزال 125 في عداد المفقودين، بحسب ما أفاد الدفاع المدني في ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية. كما ذكر أنّ العواصف والفيضانات التي تجتاح الولاية التي يقطنها نحو 10.9 مليون نسمة والواقعة في أقصى الجنوب، أدت إلى نزوح حوالي 340 ألف شخص.

وكانت حصيلة سابقة تشير إلى مقتل 126 شخصاً. ومع تجدد الأمطار تخشى السلطات من استمرار ارتفاع عدد ضحايا فيضانات البرازيل، في وقت من المتوقع أن تشهد المنطقة تساقطات غزيرة طيلة فترة نهاية الأسبوع. وتمّ وضع أكثر من 71 ألف شخص في الملاجئ، حيث عملت السلطات على طمأنتهم على خلفية ورود تقارير عن سرقات وأعمال عنف. وهطلت أمطار جديدة الجمعة في الولاية خصوصاً في عاصمتها بورتو أليغري، حيث توقع المعهد الوطني للأرصاد الجوية تسجيل متساقطات "غزيرة ومستمرة" طوال نهاية هذا الأسبوع وبداية المقبل.

فيضانات البرازيل.. مخاوف من انزلاقات التربة

وحذرت خبيرة الأرصاد الجوية كاتيا فالينتي من مخاطر حدوث انزلاقات للتربة في الشمال خصوصاً، موضحة "هذا أكثر ما يقلقنا في الوقت الحالي". في هذا الوقت، قامت السلطات بتعبئة آلاف العسكريين لتوزيع أطنان من المساعدات، إضافة إلى فرشات وغيرها من الإمدادات من أنحاء البلاد كلها.

علوم وآثار
التحديثات الحية

وفي العاصمة الإقليمية، تبقى المياه المعبّأة نادرة رغم مرور الشاحنات التي تحمل صهاريج المياه ليل نهار، وقيامها بتزويد الملاجئ والمستشفيات والمباني حتى الفنادق بها. وعلى الرغم من الأمطار المتوقعة، يسعى بعض السكان إلى العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية. فقد أُعيد فتح بعض المتاجر، في حين بدأت المياه تنحسر ببطء من بعض الأحياء. كما أنّ بعض الشوارع في كل أنحاء المدينة تشهد حركة مرور كثيفة نظراً إلى أنّ المياه لا تزال تغمرها.

وقد أدّت هذه الفيضانات العنيفة إلى إتلاف أو تدمير أكثر من 85 ألف منزل. وفي السياق، قدّر حاكم الولاية إدواردو ليتي أنّه سيتعيّن "نقل مناطق كاملة" في بعض البلدات المدمّرة جراء المياه. وقدّر الخميس تكلفة إعادة الإعمار بنحو 19 مليار ريال (3,4 مليارات يورو). كما تعهّدت الحكومة الفيدرالية الخميس تخصيص حوالي تسعة مليارات يورو لإعادة إعمار المنطقة المنكوبة.

مناخ "أكثر تطرّفاً" 

من جهة أخرى، ضربت الكارثة الطبيعية القطاع الزراعي الذي يعدّ محرّك الاقتصاد المحلّي والوطني. فقد غمرت المياه حقولاً وآلات ومزارع للماشية ومستودعات بات يتعذّر الوصول إليها. وفي حقول الأرز المحيطة ببورتو أليغري، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأنّه بات من غير الممكن الوصول إلى المحاصيل بسبب ارتفاع منسوب المياه.

ويعدّ الأرز أحد المحاصيل الرئيسية في هذه الولاية الواقعة في أقصى جنوب البلاد، كما أنّه غذاء أساسي على طبق البرازيليين. وأفاد دانيال دالبوسكو الذي يملك 300 هكتار من الأراضي في إلدورادو دو سول غرب بورتو أليغري، بخسارة حقول أرز مزروعة غمرها "حوالي مترين من المياه". وأشار المزارع نفسه إلى أنّ جيرانه "فقدوا ما بين 40 و50 هكتاراً... هذا معقّد جداً".

بدورها، قالت كلير نوليس المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، الجمعة إنّ فيضانات البرازيل كانت نتيجة ظاهرة الاحترار المناخي المقترنة بظاهرة إل نينيو المناخية الطبيعية. وأشارت خلال مؤتمر صحافي في جنيف إلى أنّه "حتى لو تضاءلت ظاهرة إل نينيو، وهو ما سيحدث بالتأكيد، إلّا أنّ الآثار طويلة المدى لتغيّر المناخ ستكون محسوسة. كلّ زيادة طفيفة في درجة الحرارة تعني أنّ مناخنا سيصبح أكثر تطرّفاً". وحذرت من أنّ "مناخنا ينشط"، مضيفة أنّ الفيضانات الشديدة وموجات الحرارة القاسية ستستمرّ في الازدياد.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون