فلسطين: مطالبات بحماية الأسرى من كورونا

03 يناير 2021
عدد الأسرى المرضى في زيادة لتجمّعهم بالآلاف(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

 

حذّر ممثّلون عن فصائل فلسطينية، اليوم الأحد، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تعرّض الأسرى الفلسطينيين للخطر داخل السجون، بفعل تفشي فيروس كورونا، مطالبين بضرورة توفير اللقاحات اللازمة لحمايتهم.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، أمام مقرّ مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، غربي مدينة غزة، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية ومتضامنين مع الأسرى.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، ممثلاً عن الفصائل، إنّ "خيارات المقاومة ما زالت حاضرة حتى تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية"، مؤكداً على ضرورة إنهاء معاناة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وتوفير اللقاحات اللازمة لحمايتهم.

وأوضح المدلل خلال كلمته أمام مقرّ المؤسسة الدولية أنّ تفشي الفيروس سريع بين الأسرى، وأنّ عدد الأسرى المرضى في زيادة لتجمّعهم بالآلاف، دون وجود وسائل وقائية أو مستلزمات علاجية أو مطهّرات، علاوة على منع دخول الأطباء، وعدم وجود العلاجات وعدم توفير اللقاحات.

وأضاف: "ما يزيدنا قلقاً هو ازدياد أعداد الإصابة بفيروس كورونا يوماً بعد يوم، في حين يمنع ضباط الأمن الإسرائيليون توفير اللقاحات، ما يزيد الخطر على حياتهم"، مضيفاً "الاحتلال يريد قتل أسرانا داخل السجون".

 

اعتصام لحماية الاسرى من كورونا-غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وشدّد المدلل على أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم متعدّدة ضد الأسرى بشكل يومي، وعلى وجه التحديد بحق الأسرى المرضى، في الوقت الذي ما زالت عيادات السجون الإسرائيلية تعتبر محطة من محطّات التعذيب.

وطالب المدلل الشعب الفلسطيني "بالاعتصام أمام المؤسسات الدولية وفي الميادين تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين، وبهدف فضح ممارسات الاحتلال، مع الأخذ بالاعتبار التوصيات الطبية".

وأضاف أنّ العالم تصل إليه رسائل الأسرى الذين يؤكّدون تعرّضهم لمزيد من الأمراض بدون أي رعاية طبية، مطالباً السلطة الفلسطينية بالتفاعل دبلوماسياً مع قضية الأسرى، وتقديم المسؤولين الإسرائيليين الرافضين لتوفير اللقاح إلى المحاكم الدولية، كما طالب منظمات حقوق الإنسان بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال والنساء.

ودعا المدلل منظمات حقوق الإنسان بالتدخل لإنقاذ المرضى من الفيروس، وأن تقوم منظمة الأمم المتحدة، والصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، والمندوب السامي، بإرسال مندوبيهم للسجون والأطباء والمختصّين، والضغط على الاحتلال لتوفير اللقاحات، خاصة في ظلّ وجود أسرى ما زالوا يُضربون عن الطعام بسبب تواصل اعتقالهم الإداري.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتة تُحمِّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى في السجون، إلى جانب الهتافات المُنادية بإنهاء معاناة الأسرى، ومن بينها "الحرية الحرية لأسرى الحرية"، "يا أسرانا يا أبطال أنتم شعلة النضال"، "الحرية جاية جاية ليل السجن اله نهاية، يا أمم يا متحدة وينك وينك لازم تخجل منا عينك، "طلع الصوت من مجدو سور السجن بدنا نهده".

من جانبه، أوضح ممثّل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، نشأت الوحيدي، أنّ الوقفة تأتي للتأكيد على دور المؤسسات الدولية في ضرورة توفير الحماية اللازمة للأسرى، خاصة في ظلّ إصابة العشرات منهم بالفيروس.

 

اعتصام لحماية الاسرى من كورونا-غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وأشار الوحيدي خلال حديثٍ مع "العربي الجديد" على هامش المؤتمر، إلى أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس التعتيم على أعداد المصابين، إلى جانب التعتيم على كل ما يجري داخل السجون.

وأضاف أنّه تمّ تنظيم الوقفة، ضمن سلسلة من الوقفات التي تنفذها اللجنة أمام مقرّات المؤسسات الدولية. إذ تمّ تنظيم، الأسبوع الماضي، وقفة أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب تقديم مذكّرة حول أوضاع الأسرى لكلّ المنظمات الدولية والحقوقية، لكن اللجنة لم تتلق أي ردّ بحسب الوحيدي، وأضاف أنّ "الرد الحقيقي يكمن في توفير الحماية اللازمة للأسرى وحمايتهم من الممارسات الإسرائيلية بحقهم".

في الوقت ذاته، حذّرت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، اليوم الأحد، مجدداً من خطورة تفشي فيروس كورونا بين الأسرى الفلسطينيين، خصوصاً في ظلّ الاكتظاظ الكبير في السجون، ووجود مئات الأسرى المرضى وكبار السن.

وأشارت وزيرة الصحة في بيان صحافي، إلى أنّ جميع السجون الإسرائيلية معرّضة لتكون مراكز للوباء، ما يعني أنّ جميع الأسرى معرّضون للإصابة بشكل كبير بالفيروس، ما يعرّضهم للخطر، خصوصاً الأسرى المرضى منهم وهم 700 أسير، وخصوصا المرضى المزمنين ومرضى السرطان وكبار السن.

يأتي ذلك في ظلّ ارتفاع عدد الإصابات بين صفوف الأسرى بفيروس كورونا في قسم 3 في سجن "النقب" الصحراوي.

 

وحمّلت وزيرة الصحة الفلسطينية، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة الأسرى في سجن "النقب"، لا سيما أنّ السجن وحسب معطيات نادي الأسير، يقبع فيه ما يزيد على 1200 أسير، بينهم كبار في السّن ومرضى.

وجدّدت الكيلة مطالبتها للمجتمع الدولي بضرورة الضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسرى المرضى وكبار السّن بشكلٍ عاجل، وضرورة وجود لجنة طبية محايدة للإشراف على نتائج عينات الأسرى وأوضاعهم الصحية.

من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، اليوم الأحد، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد": "إنّه تمّ تسجيل 6 إصابات جديدة بفيروس كورونا في صفوف الأسرى في قسم 3 في "النقب"، وبذلك يرتفع عدد الأسرى المصابين في هذا القسم، إلى 31 إصابة".

 وأكّد النادي أنّ حالة من القلق الشديد تسود أوساط الأسرى في سجن "ريمون"، بعد الإعلان عن إصابة عدد من السجّانين العاملين داخل أقسام الأسرى بفيروس كورونا.

وأوضح نادي الأسير أنّ إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسرى المصابين إلى قسم 8 في سجن "ريمون"، لافتاً إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة حول الأوضاع الصحية للأسرى المصابين.

واعتبر نادي الأسير أنّ استمرار ظهور إصابات جديدة بين صفوف الأسرى، ينذر بتصاعد الخطورة على حياة ومصير الأسرى في سجون الاحتلال، وذلك بما تُشكّله بنية السجون من بيئة خصبة لانتشار عدوى الفيروس، خاصة مع انعدام الإجراءات الوقائية الحقيقية واللازمة داخل أقسام الأسرى، و استمرار الاحتلال في حملة التحريض، وفرض مزيد من السياسات العنصرية ضد الأسرى.

وطالب نادي الأسير مجدداً، المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة الضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى، وكبار السّن منهم، ووقف عمليات الاعتقال اليومية، والسماح بوجود لجنة طبية محايدة للإشراف على الأسرى صحياً، وضمان توفير الإجراءات الوقائية اللازمة داخل أقسام الأسرى.

يُشار إلى أنه يقبع في قسم 3، 73 أسيراً، وهو قسم من 18 قسما في سجن "النقب الصحراوي"، والذي يقبع فيه ما يزيد عن 1200 أسير.

وسُجّلت 165 إصابة بين صفوف الأسرى بفيروس كورونا منذ بداية انتشار الوباء، كان أعلاها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 في سجن "جلبوع".

على صعيد منفصل، أعربت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية في بيان لها، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، اليوم الأحد، عن قلقها من تردّي الوضع الصحي للأسير، جمال عمرو (49 عاماً)، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، في ظلّ المماطلة المستمرة لإدارة معتقل "نفحة"، في تقديم العلاج اللازم له والاستهتار بحالته الصحية.

وأوضحت الهيئة أنّ الأسير عمرو، يواجه أوضاعاً صحية سيئة للغاية، وهو بحاجة ماسة لرعاية طبية حثيثة، فهو يشتكي من أورام في الكبد والكلى، ومن مشاكل في المعدة والأمعاء وحرقة في البول، ومؤخراً أصبح الأسير يعاني من مشاكل في الأعصاب وفي كثير من الأحيان يداه ترتجفان، كما يعاني أيضاً من مشاكل حادة في الأسنان.

وأضافت الهيئة، أنّ إدارة سجن "نفحة" تماطل لعلاجه وتتعمّد إهماله طبياً، فهو يعاني من هذه المشاكل الصحية منذ عام 2018، لكن لغاية اللحظة لم يتم إجراء الفحوص الطبية للأسير عمرو وتشخيص حالته كما يجب، وتكتفي إدارة المعتقل بإعطائه المسكنات فقط بدون علاج.

والأسير عمرو معتقل منذ عام 2004 ومحكوم بالسجن المؤبد، وهو أب لثلاثة أبناء.

 

المساهمون