فُقِدَ الاتصال بمركب هجرة سرية قبالة السواحل اليونانية، وذلك بعدما انطلق من لبنان بحراً باتجاه إيطاليا، ويضمّ مجموعة كبيرة من المهاجرين، بحسب ما يؤكد شبان من مدينة طرابلس، شمالي لبنان.
وتعمّ في طرابلس حالة من الامتعاض والغضب تُرجمت بقطع معتصمين بعض الطرقات في المدينة، اليوم الخميس، اعتراضاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وتفاقم الأزمة المعيشية التي تدفع بالمواطنين، الشباب والعائلات، إلى سلك طريق الهجرة رغم مخاطرها، بحثاً عن حياة كريمة بعيداً عن الذلّ في بلادهم، مشددين على أن حتى السفر الشرعي ليس متاحاً في ظلّ أزمة جوازات السفر، والمواعيد التي تعطى بعد أشهر طويلة لطالبيها.
ولم تندمل بعد جراح أهالي الشمال الذين ما زالوا ينتظرون انتشال جثث الضحايا الذين غرقوا في 23 إبريل/نيسان الماضي قبالة طرابلس، ويقدر عددهم بما يزيد عن 30 شخصاً، وكذلك المركب الغارق في عمق البحر، ومعرفة حقيقة ما حصل تلك الليلة وأدى إلى غرق الزورق الذي كان على متنه أكثر من 80 شخصاً، وذلك في وقتٍ عجزت غواصة الإنقاذ التي أتت من إسبانيا، بتبرّع من مغتربين لبنانيين في أستراليا، عن تنفيذ مهمتها، التي اقتصرت على تصوير الزورق، من دون سحبه، وغادرت بعد عدم تمكنها من انتشال الضحايا الذين تحللت جثثهم.
وناشد النائب في البرلمان اللبناني أشرف ريفي، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، السلطات الإيطالية والمالطية المساعدة في إنقاذ المركب الذي تعطّل بعشرات المهاجرين قرب المياه الإقليمية المالطية والإيطالية.
وقال ريفي: "اللبنانيون الفارّون من الانهيار مهدّدون بمأساةٍ جديدة في عرض البحر، فالرجاء من الدول الصديقة للبنان المساعدة العاجلة".
من جديد نناشد السلطات الإيطالية والمالطية المساعدة في إنقاذ مركب تعطَّل بعشرات المهاجرين قرب المياه الإقليمية المالطية والإيطالية.
— General Ashraf Rifi (@Ashraf_Rifi) September 22, 2022
اللبنانيون الفارّون من الإنهيار مهدّدون بمأساةٍ جديدة في عرض البحر، فالرجاء من الدول الصديقة للبنان المساعدة العاجلة.
وتنتشر ظاهرة الهجرة غير النظامية في لبنان، ولا سيما في شمال البلاد، مع ارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة وغياب المسؤولين تماماً عن أوضاع أبناء المدينة، التي تعاني أيضاً من انقطاع الكهرباء والمياه منذ مدة طويلة، علماً أنها تضمّ كبار الأغنياء من السياسيين، على رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وفي سياق الهجرة السرية من الشمال أيضاً، أعلن الجيش اللبناني أمس أنه نتيجة عملية رصد ومتابعة لمحاولة تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة سرية مقابل بلدة العريضة في عكار، تمكنت القوات البحرية من الوصول إلى المركب المستعمل للتهريب على بُعد 6 أميال بحرية عن الشاطئ.
وتبين بحسب الجيش أن المركب أصيب بعطلٍ في وقتٍ سابقٍ وعلى متنه 55 شخصاً، بينهم امرأتان حاملان وطفلان، كما أن ربانه غادر على متن زورق قبل وصول الجيش، وقد قامت القوات البحرية بسحب المركب نحو الشاطئ، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.
وقد تبين أن المركب أصيب بعطل في وقت سابق، وعلى متنه ٥٥ شخصًا بينهم امرأتان حاملان وطفلان. كما أن ربانه غادره على متن زورق قبل وصول الجيش.
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) September 21, 2022
قامت القوات البحرية بسحب المركب نحو الشاطئ، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/BAefjUNAHT
ويشير مصدر مسؤول في الجيش اللبناني، لـ"العربي الجديد"، إلى أن لا معلومات لديهم حتى اللحظة عن المركب الذي كان متجهاً إلى إيطاليا وهو غير العملية التي أحبطت مقابل بلدة العريضة في عكار. وبحسب المعتصمين في طرابلس، فإن المركب الذي يعتصمون لأجله انطلق من المدينة، وفقد الاتصال به قبالة السواحل اليونانية.