في مشهد يعكس حجم الغليان في الجامعات الفلسطينية، تحوّلت وقفة في رام الله، وسط الضفة الغربية، ضد الاعتقالات السياسية، مساء الخميس، إلى هتافات متناقضة بين مشاركين من الحركات الطلابية في جامعة بيرزيت هتفوا مطالبين السلطة الفلسطينية بوقف الاعتقالات، وآخرين من حركة الشبيبة الطلابية، الذراع الطلابية لحركة فتح في الجامعة، هتفوا ضدّ حركة "حماس" في قطاع غزة وطالبوا بإجراء انتخابات في جامعات قطاع غزة.
وكانت الحركات الطلابية في جامعة بيرزيت قد دعت لوقفة على ميدان المنارة، مركز مدينة رام الله، لرفض الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وجاء في النصّ المنشور على صفحة القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، الإطار الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والموقّع بشعارات ست كتل طلابية: "ندعوكم للمشاركة في المظاهرة المندّدة بالاعتقال السياسي الذي تمارسه أجهزة السلطة بحق أبناء شعبنا واستشهاد الشاب أمير اللداوي في مدينة أريحا نتيجة ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية، لنرفع صوتنا من أجل زملائنا المعتقلين سياسياً، ولنرفض ما حصل بحق الشهيد أمير اللداوي".
وتحوّل المشهد إلى ما يشبه حشدين متقابلين، بعدما رفع كلّ فريق شعارات مختلفة، حيث حمل نشطاء الشبيبة الطلابية، الإطار الطلابي لحركة فتح، لافتات كتب عليها: "لماذا تمنع حماس الكوفية في غزة؟"، و"أين حق الانتخابات في المجالس المحلية في غزة؟"، و"أين حق الانتخابات في نقابات غزة؟"، و"أين صندوق الاقتراع في جامعات غزة؟"، و"نعم لارتداء الكوفية في الضفة وغزة".
فيما رفع الطلبة الآخرون صور الطلبة يوسف دراغمة ومحمد أيمن وعبد الله سرور، وهم طلبة من جامعة بيرزيت معتقلون لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وكُتب على الصور "لا للاعتقال السياسي".
وامتازت المسيرة التي انطلقت بعد وقفة وسط رام الله، بتداخل الهتافات على الجانبين، حيث هتف نشطاء الحركات الطلابية بعدة هتافات، أبرزها: "يسقط يسقط الاعتقال"، و"حرية حرية" و"اعتقال ليش ليش مرة السلطة ومرة الجيش"، و"يا حرية وينك وينك سجن أريحا بيني وبينك"، و"يللي بتسألني شو صار، السلطة اغتالت أمير، السلطة اغتالت نزار"، و"سلطتنا سلطة عتلات قتلوا أمير وقتلوا بنات"، و"زينة شباب فلسطين على أريحا ودوها"، و"لابس بدلة وعامل عسكر يسقط يسقط حكم العسكر".
أمّا نشطاء حركة الشبيبة الطلابية، فهتفوا: "غزة بدها حرية، غزة بدها انتخابات في الجامعات في الجامعات"، و"يا حماس خايفة من الكوفية ليش"، و"في غزة بدنا نعيش"، و"منعوا كوفية أبو عمار" و"يللي بتسأل عن حرية أسأل غزة هالأبية".
وفي حين رفض ممثّلون عن حركة الشبيبة الإدلاء بتصريحات لـ"العربي الجديد" خلال الوقفة، قال الطالب أحمد الخاروف، من القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوقفة نظّمت "تضامناً مع الطلبة المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، سواء في سجن أريحا أو لدى جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في رام الله".
وتابع الخاروف: "نريد إيصال رسالة أن لا للاعتقال السياسي في شقّي الوطن، نحن دائماً أصحاب صوت حق، وجامعة بيرزيت التي هتفت اليوم للشهيد محمد عباس (استشهد برصاص الاحتلال أول أمس)، في مخيم الأمعري، جنوب رام الله، تهتف اليوم رافضة لكل أشكال الاضطهاد التي يتعرّض لها أبناء شعبنا".
وتحدث الخاروف عن يوسف دراغمة، وهو طالب في سنته الدراسية السادسة ومن أبرز المعتقلين من طلبة الجامعة واعتقله الاحتلال عدة مرات، وقال: "إنّ السلطة الفلسطينية تعرقل مسيرة دراغمة التعليمية باعتقاله وتحويله إلى سجن أريحا، وهو يتعرّض الآن لأقسى أنواع التعذيب في سجن أريحا، وتهمته أنه طالب ينتمي لأحد الألوان السياسية المعارضة لنهج السلطة الفلسطينية".
من جهته، قال منسّق كتلة الوحدة الطلابية، الإطار الطلابي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وليد حرازنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ رسائل الطلبة الموجّهة للسلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية تتلخص "بأن تتوقف عن ملاحقة النشطاء والكوادر الطلابية، وأن تتحمل مسؤوليتها عن استشهاد الشاب أمير اللداوي في مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا، بعد ملاحقة مركبته، وأن تكفّ يدها عن مواكب الأسرى المحررين وجنائز الشهداء".
وحول الاعتقالات السياسية بين طلبة الجامعة، قال حرازنة إن "ذلك لم يحصل لمرة واحدة، بل هو حدث متكرّر على مدار سنوات ماضية ولا يزال مستمرا".
وكانت جامعة بيرزيت قد أكّدت، الثلاثاء الماضي، رفضها أي اعتداء أو اعتقال سياسي بحق طلبتها، وقالت في بيان مقتصب، إنها ترى بهذه الخطوة "انتهاكاً لحقوق الطلبة".
وجاء في البيان: "كانت الجامعة قد تابعت – وما زالت تتابع – قضية الاعتقالات السياسية الأخيرة التي طاولت 6 من طلبتها، حيث عمل محامي الجامعة على متابعة ملفات الطلبة في النيابة العامة. كما تواصلت الجامعة مع عدد من المؤسسات القانونية والحقوقية لضمان سرعة الإفراج عن الطلبة المعتقلين".