فاكهة التين... تحتوي على الألياف والمعادن ومتعددة الفوائد للصحة

حاصبيا

عمر يحيى

avata
عمر يحيى
08 سبتمبر 2022
+ الخط -

تكثر مواسم الخير في صيف لبنان، وتكاد فاكهة التين بأنواعها الأطيب والأفضل والأندر. ويعود سبب تميّز القليل من المناطق اللبنانية بالتين إلى التربة وخصائصها. وتعد سمعة تين بلدة كفرحمام (قضاء حاصبيا في جنوب لبنان) جيدة، وبات الأمر معروفاً في مختلف الأراضي اللبنانية كونه الأطيب والأغلى، وتحديداً التين البيّاضي أو القراوي (وهو من أنواع التين ذات الثمار الصغيرة وطعمه حلو وسمي بالبياضي لبياض ثمره من الداخل)، ويفضّل المستهلكون تناوله أخضراً أو مجففاً للونه الأشقر وقلبه العسلي وحلاوته، وهذا ما يميزه عن باقي أنواع التين من بقراتي وعسيلي وشتوي وحمّيري وسوّادي وكعب الغزال.
منذ ساعات الفجر الأولى، ينطلق المهندس الزراعي قاسم فارس وزوجته إلى بستانهما لجني المحصول، كون قطاف التين يجب أن يكون قبل اشتداد الحرّ. ويقول: "التين البياضي معروف صحياً وغذائياً وفوائده كثيرة، وهو غني بالفيتامينات. والأكثر فائدة هو التين المجفّف، وعليه طلب محلّياً وخارجياً، وهناك صعوبة في تصريف الإنتاج. لذلك، يبقى الأكثر طلباً في السوق هو التين المجفّف لأنه يبقى من الموسم إلى آخر من دون حاجة إلى حفظه في الثلاجة، ويمكن صناعة المربى منه".
وتقول زوجته أم فارس: "يبدأ جني التين منتصف شهر يوليو/ تموز، ويُقطف مرتين في الأسبوع، وهو فاكهة لذيذة سواء كانت خضراء أو مجففة، ونقطفه قبل طلوع الشمس، ثم نعود ونضعه على شباك فوق أسطح المنازل تحت أشعة الشمس حتى يجفّ، ويمكن أكله في وقت لاحق مجفّفاً أو صنع المربى مع إضافة الجوز واللوز والسمسم، كلّ بحسب ذوقه".
ويشكو فارس الغياب التام للدولة ووزارة الزراعة في ما يتعلق بالمزارع، "وما تراه هو جهد فردي من المزارع"، مشيراً إلى أن "التّين شجرة مباركة والتربة المفضّلة لها هي تلك البنية المتوسطة الطينية الرملية الدافئة والخصبة وجيدة البناء والصرف، وتتحمل العطش وتقاوم الجفاف لقدرتها على امتصاص الرطوبة من التربة مهما كانت نسبتها منخفضة، وتحتاج إلى حرارة عالية نهاراً ورطوبة معتدلة ليلاً. وتساهم هذه العوامل في تعديل جودة ونوعية الثمار وزراعتها على علوّ يتراوح ما بين 300 و800 متر عن سطح البحر وحتى أكثر، والأمراض التي تصيب شجرة التين هي الأنتراكفوز (لفحة) أو لسعة الشمس وغيرها من الفطريات، كذلك حلزون التّين ودودة الساق وهذه الإصابات مرهونة بتقلب المناخ".
ويتوجه أبو أحمد عبد الرحيم مرعي كل صباح إلى شجرة التين الشتوي أمام منزله ويتناول عدة أكواز قبل تناول فنجان القهوة. ويقول إن "التين البيّاضي هو الأفضل ويصبح لونه أبيض عندما يجفف، ومنهم من يصنع مربّى أكواز التين أو التين المعقود". 

من جهته، يقول أبو حسام سويد: "ورثنا التين عن أهلنا وأجدادنا ونسعى للحفاظ على هذا الإرث، وخصوصاً أن التين من أجود وأفضل أنواع الفاكهة الصيفية. لكن في ظل الأزمات المتلاحقة في لبنان والمنطقة تراجع مستوى التصدير". ويشير إلى أن التجار "يشترون المواسم من المزارعين بأبخس الأسعار، ويبيعونه بأغلى الأسعار، فالمزارع لا أحد يسأل عنه وهو يعتمد على نفسه".
وهذا ما يؤكده حسيب عبد الحميد، ويقول: "هناك معاناة في الكلفة، خصوصاً هذه الأيام، فأحيانا يفرض الطقس على المزارع حراثة بساتين التّين عدة مرّات، وهناك آفة جديدة يعاني منها مزارعو التّين ألا وهي الخنزير البرّي الذي يقوم بتكسير أشجار التّين وأغصانها كي يأكل ثمرها، ما يشكل خسارة كبيرة للمزارع، فيلجأ المزارع لطرق بدائية نسبياً لإبعاد الخنازير عن البساتين عبر تعليق عبوات بلاستيكية فارغة على الشجر علّ صوتها يبعد تلك الخنازير".

الصورة
قطاف التين (العربي الجديد)
يعملان بحب (العربي الجديد)

ويقول عبد الحميد: "أسعاره دون المستوى، لا تتناسب والكلفة التي يتكبدها المزارع، إذ إن سعر كيلو التين البياضي، وهو الأجود أقلّ من دولارين، فيما يبيعه التاجر بنحو خمسة دولارات".
من جهته، يقول علي طه: "أفضل تين في الشرق الأوسط هو تين كفرحمام لكنه يباع بأسعار زهيدة، ولا أحد يهتم، فلا معامل للتعليب أو التوضيب ونعتمد على أنفسنا، في حين يمتص التاجر دم المزارع". وعلى الرغم من ذلك، يقول طه: "هذه الزراعة تطورت كثيراً، وتتجه الغالبية نحو زراعة التين. فعلى سبيل المثال، سأقوم بإزالة كرم الزيتون وزراعة التين مكانه، وخصوصاً أن التربة عندنا صالحة للتين". 

الصورة
قطاف التين (العربي الجديد)
تعد مربى التين (العربي الجديد)

إلى ذلك، تلفت سارة القادري (أم محمد) إلى أنها المرة الأولى التي تصنع فيها مربّى التيّن الشتوي على موقد الحطب "بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. أقطف من شجرة التين الشتوية هذه وأضعها في وعاء كبير فوق موقد الحطب لأنه يحتاج لساعات كي ينضج، وتوفيراً للغاز، وكذلك يصبح طعمه أطيب وألذّ". 
إلى ذلك، تقول الأخصائية الغذائية مايا حمود لـ "العربي الجديد" إن "التين الأخضر مفيد لصحّة القلب والعظام والعضلات والأعصاب والبصر والأمعاء والبشرة، ويقي فقر الدم ويحسن الهضم، كما أنه غني بالنحاس الذي يعزّز الأيض وإنتاج الطاقة". كما تؤكد أن "التّين الأخضر مهم جداً لصحة الأطفال وتعزيز النمو وتقوية المناعة لديهم والوقاية من فقر الدم، ويحمي أيضاً من التقوّس والكساح (ليونة العظام وضعفها عند الأطفال)".

وتوضح حمود أن "التين الأخضر يحتوي على الألياف والنحاس والزنك والحديد وغيرها، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة مثل البوتاسيوم والمغنيزيوم". تضيف أن "كل 20 غراما من التين المجفف يحتوي على 60 سعرة حرارية، وكلّ كوب منه يوفّر 50 في المائة من احتياجات الجسم اليومية من مضادات الأكسدة، وهو غني بالسكريات البسيطة الطبيعية، ويحتوي أيضاً على حمض الكلوروجينيك الذي يحسّن مستوى السكّر لدى مريض السكّري من النوع الثاني، ويساعد في تحسين أداء هرمون الإنسولين لدى مريض السكري".

الصورة
قطاف التين (العربي الجديد)
تعد نكهة التين مميزة (العربي الجديد)

وعن مضار التين، تقول حمود إن "الإفراط في تناوله قد يسبب زيادة في الوزن ومشاكل في الجهاز الهضمي كالنفخة وآلام في المعدة وإسهال وليونة". وتنصح بتناول كميات معتدلة من التين من دون مبالغة خلال اليوم، وتحضير مربّى التين بطريقة صحّية وبأقل سعرات حرارية، واستبدال السكّر خلال فترة الطهي بسكّر محلّى بديلٍ خالٍ من السّعرات".

دلالات

ذات صلة

الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة
لبنان (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

تتكرّر حوادث التحرش والاغتصاب في لبنان، وبرزت معلومات حول توقيف مدير مدرسة وأستاذ رياضة وموظف أمن، بتهمة تحرش بقاصرات في إحدى المدارس في بلدة كفرشيما
الصورة

سياسة

أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بـ"عملية هجومية" في جنوبيّ لبنان بأكمله.
الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
المساهمون