تفتقر مخيمات النازحين شمال غربي سورية، إلى شبكات الصرف الصحي وهذا يجعل تصريف المياه التي تستخدم في غسل الأواني والألبسة والاستحمام صعباً للغاية، وخاصة في فصل الشتاء، كما تنتج عن تجمّعها حول الخيام روائح كريهة، وتتحوّل إلى بيئة خصبة للحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة.
مخيم "جبالا" قرب قرية كللي في ريف إدلب الشمالي، واحد من هذه المخيمات، إذ تتفاقم معاناة النازحين فيه لاعتمادهم على حفر مجار سطحية مكشوفة بين الخيام، كما أنهم باتوا يغسلون الملابس والأواني بعيداً عن أماكن السكن بسبب صعوبة تصريف المياه التي تحمل الكثير من الأوساخ.
السبعينية زهور فارس الإبراهيم، النازحة من قرية جبالا والتي تقيم في المخيم، تقول لـ"العربي الجديد"، إن معاناتها قد تضاعفت في فصل الشتاء، كونها متقدمة في العمر وحركتها صعبة، وتشير إلى أنها تتخوف من الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية بسبب هذه المياه.
وتضيف: "أغسل الملابس والصحون على باب خيمتي، وأتخلص من الماء برميه من مكاني إذا كان قليلاً، وأنقله عدة أمتار إذا كان كثيراً"، وتؤكد أن انتشار مياه الصرف الصحي بين الخيام يزعجها، وكثيراً ما تتعثّر به عندما تزور جيرانها.
أما يونس الإبراهيم، المقيم في المخيم منذ عامين، فيقول لـ"العربي الجديد": "نضع الماء المستعمل في وعاء قرب الخيمة، وكلما امتلأ نقلناه لحفرة أو مكان يمكن أن يمتصه. لا توجد شبكة صرف صحي في الخيمة والوضع مأساوي بسبب تجمع المياه وانتشار الروائح الكريهة. نعاني منها شتاء لاختلاطها بمياه الأمطار وصيفاً لانتشار الحشرات".
وتعدّ الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإغاثية غير كافية لتلبية حاجة جميع مخيمات إدلب من شبكات الصرف الصحي، وبالرغم من تنفيذ الكثير من المشاريع إلا أنه ما زالت هناك مئات المخيمات العشوائية غير المخدمة، ما يسبب آثاراً سلبية وأضراراً صحية لسكان تلك المخيمات.
وبحسب فريق "منسقو استجابة سورية"، فإنّ عدد المخيمات الكلي في إدلب وحدها بلغ 1293 مخيماً، تتوزّع على شكل شريط قرب الحدود السورية - التركية، من بينها 393 مخيماً عشوائياً، ويقطنها مليون و43 ألفاً و689 شخصاً.