استمع إلى الملخص
- نظم الطلاب حراكاً رافضاً للعلاقات الأكاديمية مع إسرائيل، ووقع أكثر من 1300 طالب وخريج عريضة تطالب بوقف هذه العلاقات، معتبرين المحاضرة انتهاكاً للمبادئ الأكاديمية.
- ألغت الجامعة المحاضرة استجابة للرفض الطلابي، وسط تزايد المبادرات المطالبة بوقف العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، مع استمرار المعارضة الشعبية والطلابية للتطبيع الأكاديمي.
أثارت دعوة جامعة مغربية لمحاضر إسرائيلي لإلقاء محاضرة في مدرسة العلوم الطبية، اليوم الثلاثاء، غضب طلاب هذه المؤسسة التي توصف بأنها من جامعات النخبة، وسط استياء مناهضي التطبيع في المغرب.
وعبّر طلاب جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، في بيان لهم، عن صدمتهم من الإعلان عن تنظيم محاضرة في مدرسة العلوم الطبية اليوم الثلاثاء، حضورها إجباري للطلاب، سيلقيها مايكل برونشتاين، وهو محاضر إسرائيلي الجنسية يعلن دعمه للاحتلال والفصل العنصري وجرائم الإبادة في مواقع التواصل الاجتماعي.
ودان طلاب الجامعة ما وصفوه بالتجاهل الصارخ لرئاسة الجامعة لمواقف الطلبة الثابتة والواضحة من التعامل مع إسرائيل، والتي سبق لهم أن عبروا عنها قبل أشهر في عريضة وقع عليها أكثر من 1300 طالب وخريج لمطالبة الجامعة بقطع علاقاتها بإسرائيل.
طلاب جامعة مغربية يستنكرون
وأبدى الطلاب رفضهم استقبال المحاضر الإسرائيلي في جامعتهم، مدينين ما وصفوه باستهتار الجامعة بآراء طلابها ورغبتهم المشروعة في وقف التعامل مع إسرائيل، معتبرين خطوة تنظيم هذه المحاضرة "انتهاكاً صارخاً لكل المبادئ والأخلاقيات التي يجب أن تقوم عليها مؤسسة التعليم العالي"، ومحملين رئاسة الجامعة وهيئاتها التقريرية "مسؤولية هذا التمادي".
وقال الطلاب إنهم عبّروا على مدى الأشهر الماضية عن استنكارهم الشديد للعلاقات التي تجمع جامعتهم بالجامعات الإسرائيلية، حيث وقعت اتفاقيات مع جلّ الجامعات الإسرائيلية وأحدثت منصباً داخلها لمكلف بالعلاقات مع إسرائيل.
من جهة أخرى، أكد الطلاب عزمهم على الاستمرار في حراكهم الرافض لأي علاقات أكاديمية مع إسرائيل داخل جامعتهم، إلى حين وقف كل العلاقات المشينة مع إسرائيل ومع كل الجهات الداعمة للاحتلال والتمييز العنصري وجرائم الحرب.
إلى ذلك، دفع الرفض الطلابي المعبر عنه مسؤولي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إلى إلغاء المحاضرة التي كان سيلقيها المحاضر الإسرائيلي اليوم. وفيما يلقي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بظلاله على الجامعات المغربية، توالت في الآونة الأخيرة مبادرات يقودها طلاب وأساتذة تطالب بوقف علاقات جامعاتهم بجامعات الاحتلال، كان آخرها توجيه ما يقارب 1300 من طلبة وخريجي جامعة محمد السادس التقنية رسالة إلى إدارة الجامعة، تطالب بقطع العلاقات مع شركائها الإسرائيليين.
وانطلق مسار التطبيع الأكاديمي في المغرب في فبراير/ شباط 2021، حين اتفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية، وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية في البلدين، وهو ما قوبل في حينه بمعارضة شديدة من الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع. ورغم تلك المعارضات، وقّع وزير التعليم العالي المغربي ونظيرته الإسرائيلية في مايو/ أيار 2022، اتفاقية التعاون الأولى بين الجامعات ومراكز الأبحاث.
وفي الإطار، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد "، إن "رئاسة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات أبانت عن استهتارها بمشاعر طلابها وعائلاتهم وبمشاعر الشعب المغربي الذي ما انفك يخرج في مسيرات ووقفات دون توقف منذ عام لإدانة مجازر الاحتلال الصهيوني في حق عشرات الآلاف من الأطفال الذين مُزِّقَت أشلاؤهم وكذا آلاف النساء والشيوخ في غزة وعموم فلسطين وفي لبنان وغيرهما من الشعوب العربية".
واتهم ويحمان رئاسة جامعة محمد السادس وإدارتها بـ"الإمعان في احتقار مشاعر المغاربة ومطالب 1300 من طلابها الذين وقعوا عريضة قطع كل أشكال العلاقة مع كيان الاحتلال والإبادة في تل أبيب وجميع مؤسساته"، معتبراً أن "سلوك إدارة ورئاسة هذه الجامعة واستفزازها للشعور الوطني لدى المغاربة لا يمكن أن يقابله إلا ما يماثله من الاحتقار من الشعب".
وأضاف: "نضم صوتنا في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين إلى كل الأصوات للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة ومحاسبته على كل هذا الصلف ليلتحق بأمثاله إلى مزبلة التاريخ كما اندحر إليها عميد كلية العلوم بالدار البيضاء الذي تجرأ على الكوفية الفلسطينية قبل شهور. كما نعبّر عن تضامننا مع الطلبة وعائلاتهم الذين ندعوهم إلى مزيد من الاحتجاج والصمود حتى إطاحة هذه الإدارة المتصهينة".
ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، بدا التضامن والتأييد الشعبيان في المغرب لافتين من خلال وقفات ومسيرات نظمت يومياً في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.