غزيو الأردن... قلق وخوف وفخر ودعوات

21 نوفمبر 2023
يعلم الجميع أن معاناة الغزيين لا توصف (ليث الجنيدي/ الأناضول)
+ الخط -

يعيش نحو 350 ألف غزي في الأردن، في ظل العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع، معاناة لا توصف وقلقاً مستمراً وألماً لا يتوقف، فالأهل والقلوب في غزة والأجساد في الأردن، والدعاء إلى السماء.
يقول جهاد أبو طعيمة، الذي يعيش في مدينة الزرقاء، لـ"العربي الجديد": "نعيش في قلق وخوف دائمين على غزة وسلامة سكانها وصمود المقاومة، وهما يتضاعفان على الأهل، ووالدي يقطن في خانيونس في المنطقة الشرقية، وتحديداً في ضاحية بني سهيلة. في بداية الأحداث كانت الاتصالات ممكنة مع والدي وأقاربي في غزة للاطمئنان على سلامتهم وصحتهم، لكن المعطيات تغيّرت بعد ذلك، ولم أستطع التواصل مع والدي إلا مرة واحدة بسبب انقطاع شبكة الاتصالات والإنترنت والتيار الكهربائي".
ويُشير أبو طعيمة إلى أن منسوب القلق يزداد بسبب القصف العدواني على مناطق قريبة من مسكن والده حيث استهدف مستشفى ناصر ومنازل. يضيف: "لا أحد خارج غزة يمكنه أن يشعر بما يشعر به سكانها مهما كان قريباً منهم، فهم يعيشون تفاصيل المعاناة اليومية. نحن في الأردن قلوبنا في غزة، ووالدي، وهو قطعة من قلبي، يعيش وسط العدوان والعجز العربي والدولي. أفكر دائماً هل هو حي؟ هل جرح؟ وهل يجد الماء والطعام ويحصل على مساعدات؟ هذا وضع مؤلم خصوصاً أن الكثيرين قتلوا وشرّدوا، واستهدفت المدارس والمستشفيات بالقصف. ما يخفف عنا قليلاً أن المقاومة تدافع عن الوطن وشرف الأمة".
ويشدد على أن "شعب غزة حرّ ولا يريد مساومات ومفاوضات، بل أن يتحرر مثل كل شعوب العالم، ويعيش حياة كريمة كما كل البشر، كما لا يريد هذا الشعب أن يستمر العالم وإسرائيل في محاولة إذلاله. الوضع صعب في غزة، ونحن خارج القطاع لا نملك إلا الدعاء والتضامن مع الأهل. تحاول بعض الدول العربية مثل الأردن المساعدة، لكن ما فعلته حتى الآن غير كافٍ في ظل عدوان تجاوز كل الأعراف الإنسانية، وانتهك كل القوانين الدولية".

ويقول محمد أبو الخير، الذي يسكن في العاصمة عمان، لـ"العربي الجديد": "لم أستطع التواصل مع غزة منذ أسبوع، علماً أن إجراء الاتصالات أمر صعب منذ بدء العدوان، إذ دمرت شبكة الاتصالات الأرضية بالكامل، أما الهواتف الخليوية فلا يستطيع أصحابها شحنها بسبب عدم وجود كهرباء. وفي حال تمكن أحدهم من شحن هاتفه عبر مولدات الكهرباء الخاصة فإنه يحافظ عليه لإجراء اتصالات حيوية ومهمة. السيئ أن ما يحدث جريمة بشعة تكشف مجدداً وحشية الاحتلال، وكل ما نريده أن نطمئن على أهلنا في غزة، وقد فقد غالبية أهل غزة في الأردن أحبة وأعزاء لهم في القطاع، وما يعزيهم أنهم شهداء ماتوا دفاعاً عن وطنهم، وأنهم أحياء عند ربهم".

الأعلام الفلسطينية حاضرة في تظاهرات الدعم (آني سكاب/ فرانس برس)
الأعلام الفلسطينية حاضرة في تظاهرات الدعم (آني سكاب/ فرانس برس)

ويتابع: "الغزيين في الأردن وفي أي مكان في العالم يشعرون بالعجز والألم، فهم لا يستطيعون أن يقدموا لأهلهم في القطاع أي مساعدة. وندعو فقط أن يخفف الله عنهم مصابهم ويُهلك أعداءهم وينتقم ممن يدعمونهم أو يصمتون عن عدوانهم. الدول العربية تدعي أنها عاجزة عن اتخاذ أي خطوة حقيقية لحماية قطاع غزة، ووقف جرائم القتل التي يرتكبها الاحتلال والذي لم يترك مستشفى أو مدرسة إلا قصفها. وحالياً كل الموجودين في القطاع محاصرون، ولا ماء ولا كهرباء، والغذاء شحيح، وعلى العالم المنافق والمنظمات الدولية الرهينة للولايات المتحدة أن تعترف بأن إيصال الأغذية والأدوية إلى سكان القطاع لا يحصل إلا بإذن من الاحتلال".
بدورها، تقول هديل شاهين، لـ"العربي الجديد": "الوضع مأساوي في غزة، وما يجري جرائم حرب بشعة"، وتسأل: "ألسنا محسوبين على البشر؟ لماذا كل هذا القهر والعدوان على غزة؟ وهل يجوز بحسب الاتفاقات الدولية قتل الناس العزل في بيوتهم والمستشفيات والمدارس؟".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتوضح أن "غالبية الفلسطينيين الذين نزحوا عام 1967 من قطاع غزة إلى الأردن فقدوا أعزاء أو أقرباء، وهم يحاولون بشكل دائم الاتصال بأقاربهم في القطاع من دون أن يستطيعوا الوصول إليهم. وحالياً لا نملك إلا الدعاء بالنصر والصبر لكل من في غزة، والتمسك بأمل أن ينتهي العدوان الصهيوني الأميركي في أقرب وقت، وينتقم الله من كل من ألحق آذىً بفلسطين وأطفالها".
وتدعو هديل الدول العربية إلى مساعدة أهل غزة، وتطالب مصر بفتح معبر رفح لإيصال ما يحتاجه أهل غزة من غذاء ودواء، وتعلّق بالقول: "تدعم الولايات المتحدة والدول الغربية إسرائيل بأسلحة ومعدات، في حين تعجز دول الأمة العربية عن إيصال الماء والغذاء لأهل غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة لا مثيل لها في التاريخ".

المساهمون