"غرينبيس" تتّهم البلدان العربية في "كوب 27" بتعطيل مكافحة تغيّر المناخ

18 نوفمبر 2022
أحمد الدروبي: الدول العربية عطّلت أيّ تقدّم للتقليل من مخاطر تغيّر المناخ (تويتر)
+ الخط -

اتّهمت منظمة "غرينبيس" البيئية غير الحكومية، في جلسة عُقدت اليوم الجمعة على هامش مؤتمر "كوب 27" الذي يُعقَد في مدينة شرم الشيخ المصرية، الدول العربية بـ"تعطيل" الحدّ من مخاطر تغيّر المناخ، وسط مطالبات بدور أكبر للشباب في المفاوضات.

وقال مدير الحملات الإقليمية في المنظمة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحمد الدروبي إنّ مجموعة الدول العربية المشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 27) "صبّت كلّ طاقتها على تعطيل أيّ تقدّم حقيقي في مجال تقليل المخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ".

أضاف الدروبي: "كذلك عرقلت الوفود العربية الاتفاق على نصّ يحدّد 1.5 درجة مئوية كحدّ أقصى للاحترار، وكانت شرسة في معارضتها لأيّ لغة تتحدّث عن التخلّي التدريجي عن الوقود الأحفوري".

من جهتها، طالبت عضو وفد "غرينبيس" المشارك في مؤتمر "كوب 27" هاجر البلتاجي، بـ"السماح لأفكارنا (الشباب) المبدعة وقدراتنا المثابرة وجهودنا المستمرة بالمساهمة في تحقيق الأفضل لمستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة".

وعلى الرغم من اعتراف الدروبي بدعم الدول العربية فكرة تأسيس صندوق تعويضات عن الخسائر والأضرار المناخيّة، رأى أنّه كان يتوجّب على الدول العربية أن تؤدّي "دوراً ريادياً في المناداة بمصلحة" الشعوب والمجتمعات في الدول النامية.

وفي هذا الإطار، حثّت المديرة التنفيذية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "غرينبيس" غِوى نكت، في تقرير للمنظمة الأسبوع الماضي، "الوزراء والقياديين والوفود المجتمعة (في كوب 27) على الاستماع إلى ممثّلي المجتمعات والدول الأكثر تضرّراً من تغيّر المناخ (...) وتجاهل منصات الشركات التجارية العملاقة".

وكانت مجموعات رقابية قد أفادت بأنّ المدافعين عن استخدام الوقود الأحفوري في النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف أغرقوا اجتماعات مؤتمر المناخ مع حضور أكثر من 600 ممثّل لكبرى الشركات الملوّثة للبيئة في العالم، بزيادة نسبتها 25% مقارنة بالحضور في النسخة السابقة من المؤتمر أي "كوب 26" الذي عُقد في مدينة غلاسكو الاسكتلندية في العام الماضي.

ومن مفارقات مؤتمر "كوب 27" كان قيام مصر، البلد المضيف، بإعلان خطط جديدة لشركة "توتال إنرجي" العملاقة في مجال الطاقة، "للإسراع في تنفيذ مشروعات البحث والتنقيب وإنتاج البترول والغاز" في البلد العربي الأكبر لجهة عدد السكان الذي يتخطّى 104 ملايين نسمة. وقد أعلنت مصر استراتيجيتها للإسراع في الوصول بمساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة إلى نسبة 42% في مصادر الطاقة بالبلاد بحلول عام 2030.

وفي سياق متصل، قال الدروبي إنّه "بدلاً من التركيز على وضع آلية التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، تراهن الدول العربية النفطية على تكنولوجيات غير مثبتة وغير مجرّبة مثل تثبيت وتخزين الكربون"، مشيراً إلى أنّ ذلك "يخدم مصالح هذه الدول النفطية الغنية فيما يغفل الأثر السلبي لهذا التوجّه على جيرانها الأكثر عرضة لآثار الأزمة". وتخوّف الدروبي من مبادرات الشرق الأوسط التي تقدّم "حلولاً كاذبة"، مؤكداً أنّ "هدفنا هو الصفر الحقيقي وليس الصفر الصافي"، في إشارة إلى تقليل الانبعاثات الضارة.

ومن المغرب، قالت ناشطة المناخ فاطمة الزهراء طريب: "نحن الشباب العربي مستاؤون من موقف المجموعة العربية في المفاوضات، ولكنّنا ما زلنا نأمل وندفع نحو اتّخاذ موقف مغاير وجريء حتى اللحظات الأخيرة".

(فرانس برس)

المساهمون