عيد الميلاد الشرقي من دون مظاهر احتفالية في فلسطين ودعوة إلى وقف الحرب على غزة

07 يناير 2024
احتفال ديني في كنيسة المهد بمناسبة عيد الميلاد الشرقي (عصام الريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

وسط غياب للمظاهر الاحتفالية على خلفية الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر، يحلّ عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الشرقي في فلسطين.

وفي هذا الإطار، قال بطريرك المدينة المقدّسة وسائر فلسطين، كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، إنّ الكنيسة تحتفل بطريقة بسيطة ومتواضعة بعيد الميلاد، بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، داعياً حكام العالم إلى وقفها. جاء ذلك في عظة ألقاها بمناسبة عيد الميلاد، في خلال ترؤسه قداس منتصف ليل السبت-الأحد في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم جنوبيّ الضفة الغربية المحتلة.

وأكد ثيوفيلوس الثالث أنّ احتفالات هذا العام تجري "ببساطة وتواضع من دون مظاهر احتفال"، مشيراً إلى "ضحايا الحرب المدمّرة في غزة".

أضاف ثيوفيلوس الثالث أنّ الكنيسة "تناشد حكام العالم الذين لديهم القوة والمقدرة لوقف الأعمال الحربية العدائية من أجل حماية كلّ نفس بشرية". وتابع: "هذه الحرب التي ارتقى ضحاياها الألوف من المدنيين، وجلّهم من الأطفال والنساء، دُمّرت في خلالها أحياء سكنية برمّتها ومدارس ومستشفيات ودور عبادة ومراكز ثقافية وآثار تاريخية، لتكون شاهداً على مدى الشر الذي يستطيع أن يقوم به الإنسان الظالم".

تجدر الإشارة إلى أنّ 22 ألفاً و835 فلسطينياً استشهدوا وأُصيب 58 ألفاً و416 آخرون بجروح منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب البيانات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد. ومع مرور ثلاثة أشهر على هذا العدوان، يتأكد أنّه سبّب كارثة إنسانية غير مسبوقة، إلى جانب كلّ الدمار والخسائر الأخرى التي خلّفها.

عيد الميلاد: الشعائر الدينية فقط

وقد توجّه بطريرك المدينة المقدّسة وسائر فلسطين بالدعاء لـ"رعايا الكنيسة في غزة (...) ولكلّ من هم في ضيق بسبب الحرب المشتعلة". ومضى قائلاً: "دعواتنا لربنا العليّ القدير في هذا اليوم المبارك ليرفع الظلم والعذاب والآلام عن أهلنا في غزة ويمنحهم الأمان والسلام... نتوجّع لوجعهم ونتألم لآلامهم".

وأوضح ثيوفيلوس الثالث أنّ "من هذا المنطلق، أتت دعوتنا إلى اقتصار عيد الميلاد على الشعائر الدينية فقط في رسالة وحدة وتكاتف، ليس فقط لأهلنا وإخواننا وأخواتنا المعذّبين في غزة، بل لشعوب العالم بأنّنا شعب واحد يعيش الآلام والآمال نفسها".

وتمنّى بطريرك المدينة المقدّسة وسائر فلسطين أن "يحصد الشعب الفلسطيني ثمرة نضال طويل للوصول إلى دولة فلسطينية حرّة ومستقلة".

وقد حضر قداس عيد الميلاد رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري ممثلاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسفير الأردن لدى فلسطين عصام البدور مندوباً عن ملك الأردن عبد الله الثاني، إلى جانب شخصيات رسمية ودينية وأعضاء في السلك الدبلوماسي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

بدورها كانت الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي قد اقتصرت احتفالات عيد الميلاد على الطقوس الدينية وقداس منتصف ليلة 24-25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في كنيسة المهد، تضامناً مع قطاع غزة المحاصر والمستهدف والفلسطينيين فيه.

وفي هذا السياق، كانت كنائس القدس قد أعلنت إلغاء الاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كذلك الأمر بالنسبة إلى بلدية رام الله ومجلس كنائسها وبلدية بيت لحم. وفي بيان صحافي، أفادت بلدية رام الله ومجلس كنائسها بأنّه "احتراماً للدماء الزكية التي سالت من الشهداء، وتنديداً بهذا العدوان، فقد تقرّر إلغاء كلّ احتفالات عيد الميلاد المجيد التي تُقام سنوياً في المدينة، واقتصارها على الخدمات الكنسيّة بالصلوات والدعاء لأهلنا في قطاع غزة، ولأرواح شهدائنا، ولشفاء الجرحى، والمكلومين".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون