عند معبر رفح.. الخارجون من غزة مرتاحون والعالقون ممتعضون

02 نوفمبر 2023
انتظار يطول في الجانب الفلسطيني من معبر رفح (أحمد حسب الله/ Getty)
+ الخط -

تجمّع الراغبون في مغادرة قطاع غزة عند معبر رفح الحدودي مع مصر، اليوم الخميس، كما كانت الحال أمس الأربعاء. وبينما يتمكّن الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في قائمة رسمية من المرور على دفعات، يرفع آخرون جوازات سفرهم الأجنبية من دون جدوى.

وقد فُتح المعبر أمام عمليات إجلاء محدودة لليوم الثاني على التوالي، بموجب اتفاق توسّطت فيه قطر ما بين إسرائيل ومصر وحركة "حماس" والولايات المتحدة الأميركية، بهدف السماح لعدد من حاملي جوازات السفر الأجنبية وعائلاتهم وبعض الجرحى من سكان قطاع غزة بالخروج من القطاع المحاصر.

وبدا الإحباط واضحاً على وجوه الذين لم يُسمح لهم بمغادرة القطاع المكتظ بالسكان، والذي يخضع لحصار كامل يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى قصف متواصل منذ نحو أربعة أسابيع، تحديداً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم بعد عملية "طوفان الأقصى".

غادة السقا من بين هؤلاء، وهي تحمل جواز سفر مصرياً، وكانت تزور أقاربها في قطاع غزة عندما بدأ العدوان عليه وأُغلق المعبر. تنتظر السقا في الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع ابنتها، راحت تبكي وتصرخ. وقالت بانفعال فيما دموعها تنهمر: "لماذا تفعلون هذا بنا؟ ترموننا في التهلكة؟ نحن شاهدنا الموت بأعيننا".

وأخبرت السقا أنها كانت تقيم مع إخوتها، لكنّ منزلهم تعرّض لأضرار بسبب غارة إسرائيلية أصابت منزلاً مجاوراً، واضطرت بالتالي للعيش مع ابنتها "في الشارع".

الصورة
انتظار في الجانب الفلسطيني من معبر رفح (أحمد حسب الله/ Getty)
من المتوقّع أن يتكرّر هذا المشهد عند معبر رفح على مدى أسبوعَين (أحمد حسب الله/ Getty)

وطالبت السقا بأن يسمحوا لهم بالعبور، مضيفة: "نحن لسنا بهائم. نحن سكان مصر في الأساس، ولسنا من سكان غزة. أتينا لأسبوع.. يقفلون علينا ولا يسمحون لنا بالمرور. بأيّ وجه حقّ يسمحون بعبور الأجانب من المعبر المصري ولا يسمحون للمصريين؟". وأشارت إلى أنّ بقيّة أولادها في مصر.

وعلى مقربة من غادة السقا وابنتها، بدا الناس منهكين على المقاعد. من بينهم أشخاص انحنوا وألقوا رؤوسهم على ركبهم. ومن جهتهم، غطّ أطفال كثر في النوم، أحدهم كان قد وضع إلى جانبه لعبة على شكل حصان صغير مكسور الساقَين.

نشرت سلطة الحدود الفلسطينية قائمة بأسماء الأشخاص الذين تمّت الموافقة على مغادرتهم، اليوم الخميس. وقد تضمّنت 596 اسماً مصنّفة بحسب الدول.

ومن بين الدول البالغ عددها 16 المدرجة في القائمة، حلّت الولايات المتحدة الأميركية في الصدارة مع 400 اسم، تبعتها بلجيكا مع 50 اسماً، واليونان مع 24، وكرواتيا مع 23، وهولندا مع 20، وسريلانكا مع 17.

وبالنسبة إلى الأشخاص المدرجة أسماؤهم في القائمة، فقد بدت عملية الإخلاء منظّمة مع سلسلة من عمليات التفتيش على جانَبي معبر رفح، فيما كان الارتياح ملموساً.

شمس شعث من الأشخاص المدرجة أسماؤهم في القائمة، وهي تحمل جواز سفر أميركياً. قالت إنّ الأخبار التي تنقلها قنوات التلفزة "لا تمثّل إلا خمسة في المائة ممّا عشناه في الواقع. ما ينقله التلفزيون لا شيء". وأضافت: "شاهدنا أشخاصاً تهجّروا من بيوتهم، وأشخاصاً يُتّموا، وأشخاصاً محروقين وأجسامهم مقطّعة". وتابعت: "أنا من الناس الذين راحت (دُمّرت) بيوتهم".

تفيد بيانات وزارة الخارجية المصرية بأنّه من المتوقع أن يغادر نحو 7000 شخص يحملون جنسيات أكثر من 60 دولة، فيما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أنّ العملية قد تستغرق وقتاً يصل إلى أسبوعَين.

وفي ما يتعلق بالذين تمكّنوا من العبور أمس الأربعاء، تمّ تداول أرقام مختلفة. وفي حين أفادت سلطة الحدود الفلسطينية بأنّ 345 شخصاً عبروا الحدود، قال مصدر حدودي مصري إنّ العدد بلغ 361 من حاملي جوازات السفر الأجنبية إلى جانب 46 مصاباً.

(رويترز)

المساهمون