عشرات آلاف الطلاب في الداخل الفلسطيني غير جاهزين للطوارئ

07 نوفمبر 2023
لا مساحات آمنة في مدارس الداخل الفلسطيني (إنزو توماسيلو/Getty)
+ الخط -

كشفت نتائج مسح أولي تم إجراؤه داخل السلطات المحلية العربية في الداخل الفلسطيني، حول استعداد جهاز التعليم العربي لحالات الطوارئ أن غالبية المدارس غير مستعدة للتحول إلى أسلوب التعلم عن بعد.
ونشرت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في الداخل الفلسطيني بالتعاون مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، في بيان، ملخصاً لنتائج المسح الذي جرى خلاله فحص وتسجيل الاحتياجات المستعجلة لجهاز التعليم في البلدات العربية لغرض التعاطي الصحيح مع حالة الطوارئ، وتقليل الأضرار التي يمكن أن تلحق بالطلاب في مختلف المستويات التعليمية بسبب هذه الحالة.
وجاء في البيان: "تم إجراء المسح في الفترة بين 13 و19 أكتوبر/ تشرين الأول، في 45 محلية عربية يبلغ عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة، وتضم نحو 250 ألف طالب، ويعتمد بشكل أساسي على البيانات التي تم جمعها من أقسام التعليم عبر استبيان تمت صياغته بمشاركة رؤساء السلطات المحلية وخبراء ومهنيين ومديري أقسام التعليم في السلطات المحلية العربية.
اتضح من نتائج المسح أن مدارس 89 في المائة من البلدات المستطلعة غير مستعدة لحالات الطوارئ، وأن 11 في المائة فقط من السلطات المحلية أكدت وجود استعداد مناسب بالمدارس لحالات الطوارئ. هناك نقص كبير في المساحات الآمنة في المدارس، ويبلغ حجم النقص مساحة إجمالية تقدر بـ85 ألف متر مربع، وهناك أكثر من مائة مدرسة ومؤسسة رياض أطفال في جميع البلدات المعنية غير محمية على الإطلاق".
يضيف بيان لجنة متابعة قضايا التعليم العربي: "بمقارنة هذا الرقم مع التوجيهات الصادرة عن مدير عام وزارة التربية والتعليم بشأن حماية المؤسسات التعليمية، والتي يبلغ بموجبها معيار الحماية نصف متر مربع لكل طالب، يتبين أن هناك ما لا يقل عن 170 ألف طالب عربي يفتقرون إلى أي حماية. النقص في الواقع أكبر، وأعداد الطلاب العرب غير المحميين أعلى لأن هذه الخريطة لا تشمل جميع الطلاب العرب في جميع السلطات والمؤسسات التعليمية، وأخطر المعطيات قائمة في منطقة النقب، وتشير معطيات من 8 بلديات عربية إلى أن النقص الإجمالي في المساحات المحمية لديها يزيد عن 35 ألف متر مربع، أي أن أكثر من 70 ألف طالب يفتقرون إلى الحماية".

140 ألف طالب عربي في الداخل الفلسطيني بلا أجهزة كمبيوتر للتعلم عن بعد

وتناول المسح أوضاع البنية التحتية والتجهيزات اللازمة لتكنولوجيا التعلم عن بعد، مشيراً إلى أنه "منذ أزمة كورونا، يعاني جهاز التعليم العربي من نقص حاد لم تتم معالجته بشكل كامل من قبل وزارة التربية والتعليم، على الرغم من إضافة 3 دفعات جديدة إلى جهاز التعليم منذ الأزمة، ما أدى إلى زيادة الاحتياجات. ما لا يقل عن 140 ألف طالب في المجتمع العربي، يشكلون نحو 25 في المائة من إجمالي الطلاب العرب، ليس لديهم أجهزة كمبيوتر للتعلم عن بعد، وفي كثير من الحالات، هناك أسر تضم أكثر من طالب لا تمتلك أي أجهزة كمبيوتر، كما أفاد نحو 50 في المائة من السلطات المحلية التي شملها الاستطلاع بنقص حاد في المعدات المصاحبة لأجهزة الكمبيوتر، مثل الكاميرات والميكروفونات وغيرها".
وتابع البيان: "أوضح مديرو أقسام التعليم في العديد من البلدات أن هناك أحياء كاملة من دون إنترنت، أو تعاني من مشكلات في البنية التحتية للإنترنت، ومرة أخرى نظهر أصعب الأوضاع في النقب، حيث نحو 42 في المائة من إجمالي الطلاب في البلدات المستطلعة التي تضم نحو 47 ألف طالب، ليس لديهم أجهزة كمبيوتر أو تجهيزات مناسبة للتعلم عن بعد".

في ضوء هذه المعطيات، أوصت نتائج المسح بتعزيز حلول الحماية المتاحة للمؤسسات التعليمية في المجتمع العربي بشكل عام، ومنطقة النقب بشكل خاص، مع وجوب تزويد المدارس ورياض الأطفال غير المحمية بحلول مؤقتة، بما في ذلك الملاجئ المتنقلة، إضافة إلى البدء الفوري بعملية توزيع أجهزة كمبيوتر وتجهيزات للتعلم عن بعد على عشرات آلاف الطلاب العرب الذين يفتقرون إليها.
وأكدت النتائج ضرورة توفير حلول مؤقتة فورية لمشكلة ضعف البنية التحتية لشبكة الإنترنت في البلدات العربية، وتوفير حلول مؤقتة فردية للاتصال بالإنترنت في المناطق التي تفتقر إلى البنى التحتية للاتصالات.
وتوجهت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في الداخل الفلسطيني برسائل بشأن هذه المعطيات إلى كل من وزير التربية والتعليم يوآف كيش، وقائد الجبهة الداخلية رافي ميلو، كلّ بحسب القضايا الواقعة ضمن صلاحياته ومسؤوليته، طالبين توفير الحلول المؤقتة، والعمل على الحلول الدائمة بعيدة المدى للنواقص الخطيرة التي كشف عنها المسح.

المساهمون