عام على زلزال المغرب... آثار مستمرة وجهود لتحسين البنية التحتية

07 سبتمبر 2024
ذكرى عام على زلزال الحوز، 5 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تداعيات زلزال الحوز والجهود الحكومية**: زلزال بقوة 7 درجات ضرب المغرب في 8 سبتمبر 2023، مسبباً 2960 قتيلاً و6125 مصاباً. الحكومة أطلقت برامج إعادة الإعمار بميزانية 2.84 مليار درهم، واستحدثت وكالة متخصصة لإعادة البناء.

- **ابتكارات هندسية لمقاومة الزلازل**: المهندسان أسامة حميش وياسين لبيوي قدما اختراعاً لعوازل زلزالية لتحسين مقاومة المباني للهزات الأرضية، مما يقلل من الأضرار المحتملة.

- **توصيات مستقبلية وأهمية البحث العلمي**: دعا المهندسان إلى دمج أنظمة العزل الزلزالي في تصميم المباني، وأكد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء على أهمية البناء المضاد للزلازل وتكثيف البحث العلمي.

لا تزال تداعيات زلزال الحوز المدمر الذي ضرب مدناً مغربية قبل عام، تلقي بظلالها على الحياة الشعبية في المغرب، بينما تتواصل الجهود لتحسين واقع البنية التحتية بشكل يمكّنها من مواجهة الهزات الأرضية.

ويكشف المهندسان أسامة حميش وياسين لبيوي، وهما من خريجي المدرسة المغربية لعلوم الهندسة، عن نتائج أبحاثهما لتزويد المملكة، للمرة الأولى، بعوازل أرضية تهدف إلى تحسين مقاومة المباني للزلازل والهزات الارتدادية.

وفي 8 سبتمبر/ أيلول 2023، ضرب زلزال بقوة 7 درجات مدناً، بينها مراكش والحوز وشيشاوة وورزازات (شمال)، وتارودانت (وسط)، مخلفاً 2960 قتيلاً و6125 مصاباً، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقاً لوزارة الداخلية.

وبعد 19 يوماً، استحدثت الرباط وكالة متخصصة لإعادة الإعمار، وأطلقت في 15 فبراير/ شباط الماضي "البرنامج الاستعجالي لمكافحة آثار البرد بالمناطق المتضررة من الزلزال"، و"برنامج تأهيل الغابات وتهيئة الأحواض المائية"، بميزانية 2.84 مليار درهم (284 مليون دولار).

وبحسب إحصائيات رسمية، بلغ عدد المتضررين من الزلزال 2.8 مليون نسمة، فيما بلغ عدد القرى المتضررة 2930 قرية. وفي ما يتعلق بالمساكن التي انهارت، فقد بلغ عددها 59 ألفاً و675، 32% منها تهدمت كلياً، فيما تهدمت المساكن الأخرى جزئياً.

وأخيراً، أعلنت الحكومة المغربية استمرار أعمال البناء في 49 ألفاً و632 منزلاً متضرراً، فيما أكملت ألف أسرة إعادة بناء منازلها، بعد عام على وقوع زلزال الحوز. جاء ذلك خلال الاجتماع الحادي عشر للجنة الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، ترأسها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وفق بيان لرئاسة الحكومة.

ودعت اللجنة إلى ضرورة حث باقي الأسر المتضررة على تسريع أعمال إعادة بناء منازلها وتأهيلها، حتى يتسنى لها الاستفادة من باقي دفعات الدعم. وقال البيان إن 57 ألفاً و805 عائلات استفادت من 20 ألف درهم (ألفي دولار) دفعة أولى لإعادة بناء منازلها وتأهيلها، وذلك بقيمة مالية تقدر بـ 1.2 مليار درهم (120 مليون دولار).

وأشار إلى استفادة 97% من الأسر المتضررة من الدعم، وقد تلقت 20 ألفاً و763 أسرة الدفعة الثانية، واستفادت 8813 أسرة من الدفعة الثالثة، و939 أسرة من الدفعتين الرابعة والأخيرة.

ووفق بيان سابق للحكومة، ستستفيد كل أسرة من الأسر المتضررة من 4 مراحل من الدعم، بلغت قيمتها إجمالاً 140 ألف درهم (14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت بشكل تام. بينما تبلغ قيمة الدعم 80 ألف درهم (8 آلاف دولار) لتغطية أعمال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئياً.

إحدى المتضررات من زلزال الحوز، 27 أغسطس 2024 (فرانس برس)
إحدى المتضررات من زلزال الحوز، 27 أغسطس 2024 (فرانس برس)

وقال حميش إن "الفكرة جاءت انطلاقاً من الحاجة الماسة لتحسين الأمان وديمومة البنية التحتية لمواجهة الزلازل". أضاف: "نحن في أمسّ الحاجة إلى مشاريع واختراعات للوقاية من الزلازل وإنقاذ أرواح المواطنين، خصوصاً بعد زلزال الحوز المدمر، حيث ازداد الاهتمام بالهياكل المقاومة للزلازل".

وبشأن هدف المشروع، أكد حميش أن "هدفنا الرئيسي تطوير عوازل زلزالية تناسب الظروف الجيولوجية في المغرب، وتوفر حلولاً فعالة لتحسين مقاومة المباني للهزات الأرضية". وفي ما يتعلق بالخطوات المنجزة، أوضح: "اشتغلنا على عمليات حسابية ديناميكية تهدف إلى تصميم العوازل الزلزالية لكل مناطق المغرب".

وتابع قائلاً: "هذه العوازل الزلزالية تعمل على امتصاص وتشتيت الطاقة الزلزالية الناجمة عن الهزات الأرضية، ما يسمح بانتقال الطاقة للمبنى، ويقلل من الاهتزازات والأضرار المحتملة". ورأى أن الهدف من الاختراع "تحسين أمان المباني وزيادة ديمومة البنية التحتية، وتقليل تكاليف البناء والصيانة، من خلال تقليل كمية الحديد مقابل زيادة الفعالية والأمان".

من جهته، أعرب لبيوي عن أمله "استثمار الاختراع الجديد في عمليات إعادة الإعمار بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز، واستعماله أيضاً في المشاريع المقبلة بالبلد من أجل مبانٍ آمنة". ودعا "المستثمرين إلى دمج هذه التقنية في تصاميم مشاريعهم العمرانية، لأنها تعطي قيمة مضافة وتحقق الأمان".

كذلك أوصى بـ"دمج أنظمة العزل الزلزالي في تصميم المباني لضمان أمان وديمومة البنية التحتية، وتقليل تكاليف البناء والإصلاح بعد الزلازل". واقترح "إعادة النظر في النصوص القانونية التقنية المتعلقة بالبناء لتتمكن من مواكبة آخر البحوث العلمية والاختراعات في مجال العزل الزلزالي".

إلى ذلك، قال مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور، إن "أهم وسيلة لتفادي خطر الزلازل هو البناء المضاد لها". أضاف: "بوجود أو غياب توقعات بشأن حدوث زلازل، يعتبر البناء السليم المضاد للزلازل هو الأنجع لأخذ الاحتياطات اللازمة دائماً". وشدد على أهمية "الاجتهاد والاطلاع على الأبحاث العلمية والمنشورات، وتكثيف البحث العلمي في مجال الوقاية من مخاطر الزلازل".

(الأناضول)

المساهمون