العالم شهد بداية أكثر دفئاً على الإطلاق لشهر يونيو... ما علاقة ظاهرة "إل نينيو"؟

15 يونيو 2023
شبان يقفزون في بحيرة جنوبيّ فنلندا هروباً من حرارة يونيو (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت سجلات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية المتخصصة في رصد تغير المناخ، أن  بدايات يونيو/ حزيران الجاري، شهدت أعلى متوسط على الإطلاق لدرجات الحرارة العالمية لهذه الفترة من السنة، مشيرة إلى أن تجاوز المعدلات القياسية السابقة "بفارق كبير" قد يكون ناجماً عن ظاهرة "إل نينيو" المناخية.

وقالت نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس الأوروبية، سامانثا بورغيس، في بيان الخميس: "لقد شهد العالم للتو أكثر بداية شهر يونيو/ حزيران دفئاً على الإطلاق، بعد شهر من مايو/أيار كان أكثر برودة بمقدار 0,1 درجة مئوية فقط من الرقم القياسي"، وفقاً لما أفادت به وكالة "فرانس برس".

وتشير كوبرنيكوس، التي يرجع تاريخ بعض بياناتها إلى عام 1950، إلى أن "متوسط درجات حرارة الهواء السطحي العالمية للأيام الأولى من شهر يونيو/ حزيران كانت الأعلى في تاريخ سجلات" الخدمة الأوروبية لمثل هذه الفترة من السنة، و"بفارق كبير".

ما هي ظاهرة "إل نينيو" المناخية؟

تعرف "إل نينيو" بكونها ظاهرة مناخية طبيعية ترتبط عموماً بارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف في بعض أنحاء العالم وبأمطار غزيرة في مناطق أخرى. وتحدث في فترة تراوح بين 4 و12 عاماً، قد تتمخض عن موجات جفاف وحر لافح وحرائق في آسيا وأستراليا وشرق أفريقيا، وتساقط أمطار غزيرة وفيضانات في أميركا الجنوبية.

وسبق أن دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر من تشكّل ظاهرة إل نينيو المناخية هذا العام، ما قد يدفع درجات الحرارة إلى معدّلات قياسية جديدة.

ويعتبر الخبراء أن ظاهرة إل نينيو مرتبطة بنظيرتها النينيا، مع فرق أن الثانية تحدث تبريداً واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، مقترنة بتغيرات في دوران الغلاف الجوي فوق المنطقة المدارية، أي في الرياح والضغط وسقوط الأمطار. وعادة ما تكون لها آثار على الطقس والمناخ. 

وسبق للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن توقعت بنسبة 60% تكوّن ظاهرة إل نينيو بين مايو/ أيار ويوليو/ تموز 2023، وفرصة بنسبة 80% لتكوينها بين شهري يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول 2023.

وبينت أن ظاهرتي النينيو والنينيا هما عاملان دافعان رئيسيان طبيعيان لنظام المناخ في الأرض. ولكن جميع الظواهر المناخية التي تحدث بشكل طبيعي تحدث الآن على وقع تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية، والذي يفضي إلى تفاقم الطقس المتطرف ويؤثر بدورة الماء.

نتائج متوقعة

وعلّق نائب مدير مختبر علوم المناخ والبيئة، فرنسوا ماري بريون، رداً على أسئلة وكالة "فرانس برس"، بأن هذه النتائج "ليست مفاجئة بسبب المنحى التصاعدي السائد" في درجات الحرارة، و"كنا نعلم أنه عند تسجيل ظاهرة إل نينيو، يحصل ازدياد في معدلات الحرارة ببضع عشرات الدرجات".

تأتي هذه السجلات في وقت بدأ رسمياً تسجيل ظاهرة "إل نينيو" الجوية، المرتبطة عموماً بزيادة درجات الحرارة العالمية، وفق خدمة كوبرنيكوس. وأعلنت هذه الخدمة أخيراً أن سطح المحيطات شهد هذا العام أحرّ شهر مايو/ أيار على الإطلاق.

وأضاف فرنسوا ماري بريون: "إذا كان هذا العام حاراً بشكل خاص، فهذا ليست له دلالة خاصة بالضرورة، ولكن ما له هذه الدلالة هو بالطبع هذا الاتجاه الثقيل الذي يُظهر زيادة في درجات الحرارة بنحو عُشرَي درجة مئوية في كل عقد".

المساهمون