طلاب روسيا عائدون إلى جامعاتهم

05 فبراير 2021
داخل إحدى جامعات روسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي (ليف فلاسوف/ Getty)
+ الخط -

بعد تراجع ملحوظ في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في روسيا، والذي لم يتجاوز 20 ألف إصابة جديدة يومياً، وتخفيف الإجراءات الوقائية، يعود طلاب كبرى الجامعات الروسية إلى نظام الدراسة حضورياً، اعتباراً من يوم الإثنين المقبل، الموافق لـ8 فبراير/ شباط 2021. أمر لاقى ترحيباً من الطلاب، آملين بعودة جودة التعليم إلى ما كانت عليه قبل بداية الجائحة في مارس/ آذار من العام الماضي.  
ويأتي قرار وزارة التعليم والعلوم الروسية إلزامياً لكل الجامعات الخاضعة لها باستثناء قلة خاضعة للحكومة الروسية مباشرة، مثل جامعة موسكو وجامعة سانت بطرسبورغ والمدرسة العليا للاقتصاد وغيرها. لكن تمت توصيتها بالعودة إلى نظام التعليم حضورياً أيضاً. 
مع ذلك، شددت الوزارة على أنه يتعين على رؤساء الجامعات تجهيز المؤسسات التعليمية لاستقبال الطلاب مع الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وتقليص التواصل بين الطلاب قدر المستطاع، وضمان مراعاة الإجراءات الصحية، بما فيها ارتداء كمامات طبية والالتزام بالتباعد الاجتماعي وتوفير المعقمات وقياس درجة حرارة الحاضرين. وتم توجيه إدارات الجامعات لتكون مستعدة للعودة إلى نظام التعليم عن بعد في أي لحظة في حال تدهور وضع الوباء. 
في هذا الإطار، يشير رئيس اتحاد عموم روسيا للطلاب، أوليغ تسابكو، إلى أن الطلاب سعداء لاستئناف الدراسة حضورياً على الرغم من اعتيادهم على نظام التعليم عن بعد، مشيراً إلى أن وضع الطلاب الأجانب أسوأ من زملائهم الروس نظراً للقيود المفروضة على دخول روسيا. ويقول لـ"العربي الجديد": "صحيح أن بعض الطلاب قد يخشون نقل العدوى إلى ذويهم. لكن الجميع تعبوا، بالطبع، من نظام التعليم عن بعد، وخصوصاً أن هناك جامعات لم توفر المستوى الملائم من جودة التعليم خلال فترة الجائحة". 

مع ذلك، يلفت إلى مشكلة تتعلّق بالطلاب الذين يدرسون في مدن غير مدنهم وبعيدة، وقد يحتاجون إلى شراء تذاكر مرتفعة الكلفة للعودة، آملين أن ترد الجامعات قيمة تذاكر السفر لأبناء العائلات محدودة الدخل في حال اقتضت الضرورة ذلك.  
وعلى الرغم من استئناف الدراسة حضورياً في الجامعات الروسية، إلا أن غالبية الطلاب الأجانب لن يتمكنوا من الاستفادة من هذه الفرصة، إذ إن روسيا لم ترفع الحظر عن دخول الوافدين من غالبية الدول إلى البلاد. في هذا الإطار، يقول تسابكو: "لا تنظم وزارة التعليم والعلوم عملية الدخول إلى روسيا. هناك جهات أخرى مسؤولة عن ذلك، وما زالت هناك قيود على سفر رعايا العديد من الدول إلى روسيا. وبالتالي، لن يتمكن الطلاب من هذه الدول من الحضور حتى رفع القيود. وبهدف إلغاء هذه القيود في أسرع وقت، أعرب رؤساء الجامعات عن استعدادهم لتخصيص أقسام في سكن الطلاب لمتابعة أحوال الوافدين، وخصوصاً أن هناك دولاً يعدّ وضع الوباء فيها أفضل من بعض أقاليم روسيا نفسها". 
ويحذّر من أن إطالة أمد الوضع الراهن قد تؤدي إلى تراجع مكانة روسيا كوجهة للطلاب الوافدين، قائلاً: "في حال لم يتغير الوضع بحلول الربيع المقبل، ولم ير الطلاب المحتملون الجدد بوادر لتحسنه، فإنهم سيشعرون بخطر قضاء السنة الدراسية الأولى في بلدانهم، ما سيؤثر سلباً على جودة التعليم. وقد يختارون بلداً آخر بدلاً من روسيا أو جامعة في بلدهم".  
وعلى الرغم من مرور نحو عام كامل على بدء تفشي كورونا، إلا أنه لم يجرِ حتى الآن إدراج الطلاب ضمن الفئات المسموح لها دخول روسيا باستثناء الوافدين من عدد محدود من الدول. 

وكان وزير التعليم والعلوم الروسي، فاليري فالكوف، قد صرح، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأن نحو الثلث من أصل الـ300 ألف طالب أجنبي في الجامعات الروسية لا يستطيعون دخول روسيا.  
وفي هذه الأثناء، تواصل السلطات الروسية تخفيف إجراءات مكافحة كورونا على المستوى الداخلي، بما فيها إعادة افتتاح المتاحف والمكتبات، وزيادة الحد الأقصى للمشاهدين في المسارح ودور العرض، ورفع القيود عن عمل المطاعم والملاهي في موسكو خلال ساعات الليل.  
ويأتي تخفيف إجراءات مكافحة كورونا رغم اقتراب إجمالي عدد الإصابات في روسيا منذ بدء الجائحة من عتبة الـ4 ملايين، محتلة المرتبة الرابعة عالمياً مع بريطانيا بعد كل من الولايات المتحدة والهند والبرازيل. كما أودى كورونا بحياة أكثر من 74 ألف شخص في روسيا منذ بدء الجائحة، وسط آمال بأن يؤدي توسيع نطاق حملة التطعيم إلى تحسن الوضع.     

المساهمون