طفل يبيع المثلجات ضحية انتهاكات "الجيش الوطني" في رأس العين السورية

03 يوليو 2022
حقوق الأطفال السوريين منتهكة والأمان غائب (بكر القاسم/فرانس برس)
+ الخط -

يشتكي السكان في مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" السوري المعارض، شمال غربي محافظة الحسكة على الحدود التركية السورية، من أزمة انتشار السلاح، وتجول عناصر الفصائل العسكرية ضمن المنطقة، والتجاوزات والانتهاكات التي ترتكب من قبلهم.

ويوم أمس السبت، وقع طفل ضحية لإطلاق نار من قبل عناصر في حركة "ثائرون"، إذ أطلقوا عليه النار بعد رفضه إعطاءهم المثلجات بالمجان، وأصيب برصاصة في البطن، ونقل على أثرها للعلاج في ولاية أورفا جنوبي تركيا. 

وبيّن الناشط الإعلامي خالد الحمصي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الطفل حامد الخليف (لم يتبين عمره)، وهو بائع مثلجات على دراجة في رأس العين، تعرض لإطلاق نار من عناصر بـ"الجيش الوطني" بعد خلافه معهم على دفع ثمن المثلجات التي اشتروها منه، وألقت الشرطة العسكرية القبض على العناصر الثلاثة، فيما نقل الطفل إلى مستشفى تركي في مدينة جيلان بينار، المقابلة لرأس العين لتلقي العلاج".

ولم يصدر بعد توضيح من "الجيش الوطني" بشأن الحادثة، إلا أنّ رئيس فرع الشرطة العسكرية بمنطقة رأس العين الرائد علاء أبو عمر، أكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "العناصر الذين اعتدوا على الطفل موقوفون حالياً لدى الشرطة العسكرية، وسيتم تحويلهم إلى القضاء لينالوا عقابهم". 

بدوره، وصف مروان المحمد المقيم في رأس العين، لـ"العربي الجديد"، الأوضاع في المدينة بأنها "سيئة والأهالي بحالة توتر"، مشيراً إلى أنّ إطلاق النار على الطفل، أمس السبت، تزامن مع حادثة مقتل صائغ الذهب محمد إبراهيم البزر، قبل ثلاثة أيام، إذ شهدت المدينة احتجاجات للأهالي طالبوا فيها بضبط الأمن ووضع حد للفلتان والانتهاكات في المنطقة.

وشهدت رأس العين السورية، في 26 مايو/ أيار الماضي، اقتتالاً عشائرياً بين عشيرة العقيدات وقبيلة الموالي، إذ أقدم شخص من قبيلة الموالي ينتمي لـ"فرقة الحمزة" على قتل شخص من عشيرة العقيدات، لتنفجر الاشتباكات بين الطرفين وتسود حالة من التوتر والخوف بين السكان. 

ويقول مصدر خاص في مدينة رأس العين السورية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الناس هنا لا يدرون ما يفعلون، يطالبون بالأمان والبحث عن المجرمين واللصوص، وخرجوا بعد مقتل صائغ المجوهرات قبل أيام بتظاهرات للتعبير عن مطالبهم، لكن التظاهرات تعرضت للتشويش من قبل بعض الجهات"، من دون أن يسمّيها. 

وأضاف المصدر أنّ "هناك انتهاكات من قبل عناصر الفصائل العسكرية المنتشرة في رأس العين، فالمظاهر المسلحة واضحة والأشكال المقززة ظاهرة أيضاً، وإطلاق النار لأبسط الأسباب أيضاً منتشر ويثير خوف السكان".

وتابع أنّ "هناك فشلا من الناحية الأمنية بإدارة المنطقة، والغضب الشعبي ظاهر عند الناس"، مستدركاً بالقول إنّ "الوضع سابقاً كان أسوأ بكثير مقارنة بالواقع الحالي في عموم منطقة رأس العين، إذ كان حجم الانتهاكات والاعتداء على الناس والسرقات أكبر بكثير من الوقت الحالي".

وكان "الجيش الوطني" السوري سيطر على مدينة رأس العين، في أكتوبر/ تشرين الأول، خلال العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا، وكانت المنطقة تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد). 

المساهمون