طرقات أفغانستان: إنّه الجحيم

01 مارس 2021
بعض العناصر الأمنية متهمون بتلقي الرشاوى (وكيل كوسار/ فرانس برس)
+ الخط -

في 20 فبراير/ شباط الماضي، أنهت نقابات النقل البري وأصحاب الشاحنات إضرابها عن العمل بعدما وعدتها الحكومة الأفغانية باتخاذ إجراءات صارمة للحدّ من معاناتها. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية اعتقال وإقالة المئات من عناصر الشرطة الضالعين في الفساد، وخصوصاً العاملين منهم على امتداد الطرقات الرئيسية. لكن بعد مضي يومين فقط، قتل سائق برصاص رجال الأمن في إقليم غزنة وسط البلاد، ما أجبر السائقين وأصحاب الشاحنات على الإضراب عن العمل مرة أخرى. إلا أن تجديد الحكومة وعودها جعلهم يتراجعون مرة أخرى. ويواجه السائقون وأصحاب الشاحنات والنقل البري والمارة مشاكل عدة بسبب انعدام الأمن وسوء معاملة الشرطة ورجال الأمن، بالإضافة إلى وعورة الطرقات والحرب المتواصلة بين الحكومة وحركة "طالبان". في هذا السياق، يقول مندوب نقابة الحافلات الجماعية سيد عبد الرحمن آغا، لـ "العربي الجديد"، إن إنهاء الإضراب بعد ثلاثة أسابيع تقريباً لا يعني أن مشاكلنا انتهت؛ فالسير على الطرقات في بلادنا ليس سهلاً بسبب فقدان الأمن، موضحاً أنه في كل إقليم عدد من الحواجز الأمنية، وعند كل حاجز يأخذ رجال الأمن من السائقين وأصحاب الحافلات الأموال. وفي حال رفضوا، يُشتمون ويضربون وأحياناً يقتلون.

وفي 25 شهر فبراير/ شباط الماضي، تم اغتصاب طفلة (10 سنوات) على الطريق الرئيسي بين قندهار وكابول في إقليم زابل (جنوب أفغانستان) من قبل أحد عناصر الشرطة الأفغانية. ويقول الناشط والإعلامي عزيز أحمد تسل لـ "العربي الجديد"، إن الطرقات الأفغانية لم تكن آمنة في أي وقت، وكان اعتداء الشرطة على السائقين وعامة المواطنين أمراً روتينياً، إلا أن الاعتداء الجنسي يعدّ سابقة، ولا بد للحكومة التصدي ومعاقبة الجاني. 
من جهته، يقول أحد السائقين تاج محمد، لـ "العربي الجديد"، إن المشكلة الرئيسية تتعلّق برجال الأمن والشرطة أنفسهم، الذين يأخذون الأموال من السائقين وأصحاب السيارات والحافلات الجماعية، مشيراً إلى انتشار صور على وسائل التواصل الاجتماعي، لسائقين يعطون الدواجن ومحتويات أخرى لرجال الشرطة في مقابل السماح لهم بالمرور. وتؤكد وزارة الداخلية أنها اتخذت خطوات جادة في هذا الإطار، وأن وزير الداخلية مسعود أنداربي يراقب القضية عن كثب، وقد أقال عدداً من المسؤولين على الحواجز الأمنية على الطريق الذي يربط العاصمة بالأقاليم. ويقول الناطق باسم الداخلية طارق آرين، لـ "العربي الجديد"، إن الحكومة تتخذ كل الخطوات اللازمة من أجل إحلال الأمن على امتداد الطرقات الأفغانية وإنها تعمل من أجل ذلك بالتنسيق مع وزارة المواصلات. كذلك يشير إلى أن الداخلية الأفغانية اعتقلت 186 من العناصر الأمنية المتهمة بأخذ الرشاوى بالإضافة إلى الأموال من السائقين، أو ممارسة الضغوط عليهم. علاوة على ما سبق، ثمة مشكلة أخرى هي وجود الألغام على امتداد الطرقات، والتي يزرعها طرفا النزاع رغم تحميل الحكومة المسؤولية لطالبان. قبل أيام، انفجر لغم أرضي في سيارة في منطقة تونو في إقليم ننجرهار (شرق أفغانستان)، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين. ويقول أحد سكان المنطقة ويدعى أجمل خان لـ "العربي الجديد"، إن طالبان زرعت الألغام على امتداد الطريق لقطعها على قوات الجيش، إلا أن الجميع تحولوا إلى ضحايا للألغام. 

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي 26 من الشهر الماضي، انفجر لغم أرضي في سيارة في مديرية غرم سير في إقليم هلمند الجنوبي، كانت قد انطلقت  من مدينة لشكر كاه (عاصمة ولاية هلمند) إلى مديرية غرم سير، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر. بالإضافة إلى ما سبق، تكثر الحوادث المرورية على امتداد الطرقات الرئيسية. وأعلنت وزارة الصحة الأفغانية أنه خلال الأحد عشر شهراً ما بين 20 مارس/ آذار 2020 إلى 9 فبراير/ شباط الماضي وقعت 491 حادثة مرورية في أرجاء مختلفة من البلاد، ما أدى إلى مقتل 177 شخصاً وإصابة آخرين. إلى ذلك، تقول الناطقة باسم الوزارة معصومة جعفري إن الأرقام الموجودة لدى وزارة الصحة محزنة جداً، إذ تشير إلى ارتفاع نسبة الحوادث المرورية في أرجاء مختلفة من البلاد. تضيف أن من بين القتلى 25 امرأة ومن بين المصابين 1903 نساء، كما كان للأطفال نصيبهم، وخصوصاً في أقاليم كندوز وبروان وهلمند وننجرهار وهرات. 

حوادث مرورية
أعلن رئيس إدارة المرور الأفغانية نور الله مراد، في وقت سابق، أن الشوارع الرئيسية التي تربط العاصمة الأفغانية كابول بجنوب البلاد وشرقها وشمالها تشهد معظم الحوادث المرورية. ويلفت إلى أن وعورة الطرقات والسرعة الفائقة وعدم مراعاة قوانين المرور تعد عوامل رئيسية لارتفاع نسبة الحوادث المرورية.

المساهمون