مصطفى صيام طبيب فلسطيني مُحرر: الموت أهون من التعذيب في سجون الاحتلال

28 مايو 2024
الاحتلال الإسرائيلي دمّر مستشفى الشفاء في غزة، 11 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الطبيب الفلسطيني مصطفى جواد صيام تعرض لتعذيب جسدي ونفسي شديد خلال اعتقاله لمدة 54 يومًا بسجون الاحتلال الإسرائيلي، ويخضع الآن لعلاج مكثف بسبب آثار التعذيب.
- صيام وصف الظروف داخل السجون بأنها "صعبة للغاية"، مشيرًا إلى تعرض أسرى من مختلف الأعمار، بما في ذلك الأطفال والمسنين، لأنواع مختلفة من التعذيب.
- الوضع في قطاع غزة يتدهور، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 117 ألف فلسطيني، مما يستدعي ضرورة التدخل الدولي لوقف العنف.

تعرض الطبيب الفلسطيني مصطفى جواد صيام لجميع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة اعتقاله، حيث لم يتوقع أن يتم اعتقاله من مستشفى الشفاء بمدينة غزة في مارس/ آذار الماضي أثناء اقتحام الاحتلال لـ "مجمع الشفاء الطبي"، وأن يكون على قائمة الأسرى ويواجه تهماً "لا أساس لها من الصحة".

ومطلع إبريل/ نيسان انسحب الجيش الإسرائيلي من مشفى "الشفاء" بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفاً دماراً هائلاً وعدداً كبيراً من الجثث ومقابر جماعية، واعتقال فلسطينيين بينهم أطباء، ويرى صيام (30 عاماً) الذي أمضى 54 يوماً في المعتقلات، أن الموت كان أهون عليه مما تعرض له من تعذيب نفسي وجسدي على يد الجيش الإسرائيلي.

سجون الاحتلال.. تعذيب وانتهاكات

ومنذ الإفراج عن صيام في 10 مايو/ أيار الجاري، يخضع لعلاج مكثف في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، نتيجة آثار التعذيب الذي تعرض له خلال فترة الاعتقال، وتظهر على ملامح الطبيب علامات الضعف والوهن الشديدين جراء قلة الطعام والمعاناة التي تعرض لها في المعتقلات الإسرائيلية، حيث لم يعش صيام أي نوع من الراحة، وواجه تعذيباً نفسياً وجسدياً، بالإضافة إلى قلة الطعام والماء وعدم النوم وظروف اعتقال سيئة للغاية، مشيراً إلى وجود أسرى صغار ومسنين في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا علاقة لهم بشيء، ويتعرضون لأنواع مختلفة من التعذيب دون مراعاة لأعمارهم.

يقول صيام: "الموت أهون علينا من التعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية"، مضيفاً: "اعتقلت أثناء أدائي عملي (..) بالإضافة إلى اعتقال الكثير من الأشخاص من مختلف الأعمار، بما فيهم مسنون"، متابعاً "تعرضنا للتحقيق وواجهنا أنواعاً كثيرة من التعذيب الجسدي والنفسي، ووجهت إليّ تهم خاطئة (لم يذكرها) وتم ترحيلنا إلى إسرائيل". ويلفت صيام إلى أنه كان يمارس عمله ولا علاقة له بأي شيء آخر، وأن ما حصل له من فصول التعذيب لا يمكن أن تذكر لسوئها، موضحاً أن المعتقلين من قطاع غزة يتعرضون دائماً للضرب وأيديهم مقيدة وأعينهم مغماة، ويطلق الجيش الكلاب عليهم، ويقدم لهم طعاماً قليلاً وسيئاً، ومبيّناً أن ظروف الاعتقال "صعبة للغاية".

المعتقلون من قطاع غزة يتعرضون دائماً للضرب وأيديهم مقيدة وأعينهم مغماة، ويطلق الجيش الكلاب عليهم

 وخلال الشهور الماضية، أطلق الاحتلال سراح عشرات المعتقلين على دفعات متباعدة، غالبيتهم يعانون من تردّي أوضاعهم الصحية، ووفقاً لشهادات المفرج عنهم سابقاً، يتعرض المعتقلون لـ"ضرب وتعذيب وإهانات واستجواب من الجيش الإسرائيلي طوال فترة الاعتقال".

ومنذ أن بدأت العملية البرية في القطاع في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقاً عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.

ومنذ 7 أكتوبر تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أميركي خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، كما تتجاهل إسرائيل قراراً من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، وكان آخرها أمر الوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح الجمعة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون