استنفر المجتمع المدني ومواطنون في محافظة قبلي بالجنوب التونسي، من أجل إنقاذ طبيب بقسم "الكوفيد" من مواجهة القضاء بتهمة إصدار شيكات دون رصيد بعد أن بادر هذا الأخير لإصدار شيكات شخصية كضمان لاقتناء أجهزة تنفس لفائدة المستشفى الذي يعمل فيه لإنقاذ مرضاه من فيروس كورونا.
وخلال الأيام الأخيرة، أعلن مواطنون والمجتمع المدني في محافظة قبلي ( جنوب غرب تونس) عن مبادرة لجمع تبرعات بهدف أداء شيكات بقيمة 192 ألف دينار (69.276,61 دولارا أميركيا) أصدرها رئيس قسم الكوفيد بالمستشفى الجهوي بمحافظة قبلي من أجل التسريع باقتناء أجهزة تنفس يحتاجها المرضى هناك من المصابين بفيروس كورونا.
وقال الدكتور خالد البدوي الطبيب بقسم الكوفيد بمستشفى قبلي، إنّ زميله الدكتور محمد النوري الذي يرأس قسم الكوفيد بالمستشفى كان يواجه القضاء بسبب شيكات دون رصيد أصدرها لتسريع اقتناء أجهزة تنفس لفائدة المرضى في الجهة.
وأضاف البدوي لـ"العربي الجديد"، إن قسم الكوفيد في مستشفى قبلي كان يشهد ضغطا على أجهزة التنفس بعد زيادة العدوى بفيروس كورونا في المنطقة، إذ بلغ القسم يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي طاقته القصوى ما دفع رئيس القسم إلى بحث حلول لزيادة عدد الأجهزة في ظرف وجيز لمنح حق الحياة لكل المصابين.
وأكد المتحدث أن اقتناء أجهزة جديدة كان يحتاج وفق الإجراءات الإدارية الروتينية إلى 3 أسابيع، وهو ما دفع رئيس القسم للإسراع باقتناء أجهزة إضافية من أحد المزودين الخواص مقابل إصدار شيكات خاصة به كضمان.
وتابع البدوي، أن الشركة المزودة عادت بعد أسبوع لطلب أداء الأجهزة خوفا من تباطؤ السلطات المحلية في دفع مستحقاتها، ما وضع رئيس القسم الذي أصدر شيكات الضمان أمام خطر المساءلة القضائية والسجن لعدم امتلاكه المبلغ المطلوب.
وأفاد خالد البدوي أن رئيس قسم الكوفيد كان ينوي بيع ممتلكات خاصة لتوفير المبلغ المطلوب قبل أن يتحرّك المجتمع المدني لجمع المبلغ عبر التبرعات من المواطنين.
وأشار في سياق متصل، إلى أن تحركات المجتمع المدني ونشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي أحرجت الحكومة التي أعلنت اليوم الأربعاء عن تكفّل رئاسة الحكومة بأداء المزود وتسوية الوضعية المالية لرئيس قسم الكوفيد.
وأكد مدير ديوان وزير الصحة منير الرمضاني، أن الوزارة قررت التكفل بأجهزة التنفس التي اقتناها طبيب الإنعاش الدكتور محمد النوري لفائدة مستشفى قبلي.
وقال منير الرمضاني في تصريح لإذاعة محلية، إن ما قام به الدكتور النوري حركة نبيلة والوزارة لا تسمح بتحمل الإطارات الطبية للعبء، مشددا على أن الشراءات من مهام الوزارة التي وضعت استراتيجية كاملة في هذا الغرض.
ولاقت مبادرة رئيس قسم الكوفيد بمستشفى قبلي استحسانا كبيرا من نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، معتبرين أن إنسانيّته تفوّقت على كل الحسابات رغم المخاطر التي واجهها.