ضحايا انفجار وتسرب الغاز في الجزائر: سلسلة حوادث مفجعة للقاتل الصامت

تزايدت حوادث انفجار وتسرب الغاز في الجزائر في الفترة الأخيرة، سواء داخل المنازل أو المحال التجارية، وبات الإعلان عن سقوط ضحايا شبه يومي، ناهيك عن حالة الهلع والخوف في صفوف المواطنين، على الرغم من حملات التوعية والخطة الحكومية التي أطلقت منذ أكثر من عام، لتركيب أجهزة إنذار مبكرة تساهم في الحد من هذه الحوادث.

وفي السياق، أعلنت مصالح الدفاع المدني، الأربعاء، عن ثلاث إصابات في انفجار غاز في عمارة سكنية بمدينة عنابة، زوال اليوم. وأكد بيان لمصالحها أن فرقها تدخلت اليوم في ثماني حوادث تخص تسربات للغاز، كان آخرها إنقاذ أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 13 و47 سنة، أصيبوا بالاختناق بمدينة قسنطينة شرقي البلاد. وأطلقت بالموازاة حملة توعية للوقاية من أخطار أحادي أكسيد الكربون لفائدة المحال التجارية لبيع أجهزة التدفئة ولواحقها، والتأكيد على ضرورة التثبت من التجهيزات المباعة للمواطنين.

ومساء أمس الثلاثاء، أصيب تسعة أشخاص نتيجة انفجار للغاز في حادثين منفصلين في ولاية تيبازة، قرب العاصمة الجزائرية، إذ انفجرت قارورة غاز داخل محل للمأكولات السريعة ببلدة أحمر العين متبوعة بحريق، مخلفة إصابة سبعة أشخاص بحروق، وحالة من الهلع وسط السكان، نتيجة شدة الانفجار، كما حدث انفجار قارورة للغاز في مطبخ شقة سكنية في بلدة حجرة النص بذات الولاية، أدى إلى إصابة شخصين بحروق.

قبل ذلك، كان حي القصبة الشعبي وسط العاصمة الجزائرية شهد قبل أيام انفجارا للغاز داخل مطبخ بمنزل، خلّف إصابة امرأة وطفلة بحروق من الدرجة الثانية، وشهدت مدينة سيدي بلعباس غربي الجزائر حادثا مماثلا، عندما انفجرت قارورة للغاز بوتان داخل منزل، بسبب تسرب للغاز لم ينتبه إليه أفراد العائلة، ما أحدث حالة من الهلع، وأدى إلى إصابة شخصين. كما أدى تسرب للغاز إلى انفجار داخل شقة سكنية في منطقة قصر البخاري، 220 كيلو متر جنوبي العاصمة الجزائرية، ما أسفر عن إصابة امرأة تبلغ من العمر 37 عامًا بحروق من الدرجة الأولى، تم نقلها إلى المستشفى.

والاثنين الماضي، كانت مصالح الدفاع المدني قد أعلنت إصابة شخصين في حادث انفجار غاز داخل شقة في عمارة بمدينة معسكر غربي الجزائر، خلّف الحادث ضحيتين نتيجة إصابتهما بحروق من الدرجة الثانية.

زيادة حوادث انفجار وتسرب الغاز في الجزائر

قضايا وناس

التحديثات الحية

الجزائر: حادث انفجار جديد بسبب تسرب الغاز

وقال عضو في جمعية حماية المستهلك حمزة بلعباس لـ"العربي الجديد"، إن "جزءا من هذه الحوادث يرتبط بأجهزة الطبخ والتدفئة التي تعمل بالغاز، والتي قد تكون بها عيوب أو غير أصلية ولا تطابق المعايير، ما يتسبب في تسرب الغاز أو الانفجار، لكن في جزء آخر فإن السبب يعود للإهمال وعدم إتقان تركيب أنابيب الغاز أو استخدام أنابيب غير آمنة، أو منتهية الصلاحية، مثل الأنابيب البلاستيكية".

وقبل ما يقارب عامين، ونتيجة لحوادث مماثلة، كانت الحكومة الجزائرية قد قررت في شهر يناير/ كانون الثاني 2023، وضع خطة لتركيب ستة ملايين كاشف لتسربات الغاز مجانا، إذ كلف مجلس الوزراء شركة توزيع الكهرباء والغاز "سونلغاز" بتزويد بيوت المواطنين بأجهزة إنذار صوتي وضوئي في حال تسرب غاز أكسيد الكربون، بهدف خفض هذه الحوادث، كما تقرر إلزامية إدراج مسألة تزويد المنازل بأجهزة الإنذار في دفاتر شروط إنجاز المشاريع السكنية مستقبلا، ووضع تدابير تمنع المساس بأنظمة التدفئة وتعديل أنابيب الغاز بعد استلام المساكن. وأعلنت الحكومة الجزائرية إلى غاية ربيع العام الجاري، تزويد أكثر من خمسة ملايين شقة سكنية بهذه الأجهزة، بمعدل جهازين في كل بيت، من أجل التنبيه لخطر القاتل الصامت والحد من الوفيات التي تنتج من التسربات.