نصحت الهياكل المهنية للصيادلة في تونس، بتنظيم تبرعات الأدوية لصالح الشعب الفلسطيني، ترشيدا لعملية شراء الأدوية وفقا للاحتياجات التي يحددها الهلال الأحمر التونسي بالتنسيق مع نظيره الفلسطيني.
وتسجّل الصيدليات في تونس إقبالا على شراء أصناف عديدة من الدواء، التي يعتقد المتبرعون أنها صالحة لتخفيف أوجاع المرضى والمصابين في غزّة، ويتم تقديمها للجمعيات الأهلية التي تشرف على تنسيق جمع التبرعات التي تستمر إلى منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أطلقت هيئات ومنظمات مدنية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر التونسي، حملات لجمع التبرعات المالية والعينية والأدوية والمستلزمات الصحية، من أجل تسيير قوافل إغاثية إلى قطاع غزة المحاصر.
وطالبت وزارة الصحة التونسية، الهيئات الطبية بتسخير كل الإمكانات المادية والبشرية واللوجستية لمؤازرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الوضع الصحي والإنساني القائم.
وقال رئيس نقابة الصيادلة، نوفل عميرة لـ"العربي الجديد" إن "جمع التبرعات من الأدوية والمواد الصحية يجب أن يخضع للترتيب المسبق مع الهياكل المهنية المتخصصة لضمان الجدوى وتجنّب الإسراف في شراء أدوية ومواد طبية لا تحتاجها المؤسسات الصحية في غزة التي ستصل إليها المساعدات المجمّعة من المتبرعين".
وأفاد عميرة بأن "منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني التي يتم التنسيق معها لإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية تطلب تبعات مجمّعة ومنظمة كميا ونوعيا وفق مواصفات معينة بما يسهّل توزيعها لاحقا"، مشيرا إلى أن "شراء الأدوية من قبل المتبرعين بطرق منفردة ليس له أي جدوى".
وأشار المتحّدث إلى أن "توصيات صدرت من الهيئات المهنية لفائدة الصيادلة بنصح المتبرعين بعدم اقتناء الأدوية بطريقة عشوائية وتوجيه الجهد نحو المساعدات المالية لفائدة الهلال الأحمر التونسي الذي يتولى اقتناء الأدوية وفق الحاجيات الحقيقية التي يحددها الهلال الأحمر الفلسطيني الذي يدرك الحاجيات الحقيقية للمستشفيات في غزة".
وتابع "شهدت الصيدليات منذ انطلاق العدوان الصهيوني على غزّة زيادة في الطلب على أصناف من الدواء على غرار الأدوية المسكنة للأوجاع والمضادات الحيوية الخاصة بالأطفال".
واعتبر عميرة أن "تعاطف التونسيين مع المصابين في الحرب يدفعهم إلى شراء مكثف للأدوية من أجل التبرع بها "، مشددا على أن التبرع بالدواء والمستلزمات الطبية يخضع إلى قواعد على مستوى التجميع من أجل تسهيل مراقبتها ومرورها عن طريق الهلال الأحمر المصري.
وأكد في سياق متصل أن "تبرعات الدواء تقدم وفق عناوين موحدة ومجمعة بكميات كبيرة، ما يجعل شراء الأدوية بطرق منفردة وكميات صغيرة إهدارا للجهد والمال".
ولاحظ الصيادلة بحسب المتحدث شراء بعض المتبرعين مكملات غذائية لتقديمها كتبرعات، لافتا إلى أن "التعاطف الشعبي التونسي مع الفلسطينيين يفسّر فوضى تبرعات الدواء التي تم رصدها"، معلنا "نجاح الهياكل المهنية للصيادلة في جمع ما قيمته 100 ألف دولار من التبرعات المالية ستخصص لشراء أدوية مجمعة من قبل المخابر أو الصيدلية المركزية التونسية"، معتبرا أن التبرع المالي هو الأنجع في هذه الظروف.
يذكر أن تونس أرسلت في 15 أكتوبر/تشرين الأول أول طائرة مساعدات تونسية إلى الشعب الفلسطيني، محملة بمواد غذائية وأدوية.