صغار غزة في انتظار الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال

13 سبتمبر 2024
في مركز تطعيم ضدّ شلل الأطفال في مدينة غزة، 10 سبتمبر 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اختتام الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة:** انتهت الجولة الأولى بتطعيم 560 ألف طفل من أصل 640 ألف مستهدف، بنسبة 87%، واستمرت 12 يوماً في مختلف محافظات غزة.
- **التحديات والنجاحات المحققة:** حققت الحملة هدفها بتطعيم أكثر من 90% من الأطفال المستهدفين، رغم الظروف الصعبة، وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن تقديره للفرق الصحية والعائلات.
- **التحديات المستقبلية والظروف الإنسانية:** استمرار الحملة مرهون بالهدن الإنسانية، حيث دعا ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة إلى توسيع نطاق الهدن لضمان وصول المساعدات.

اختُتمت الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، أمس الخميس، مع إنجاز المرحلة الثالثة منها في الشمال (محافظة غزة ومحافظة شمال غزة)، بعد مرحلتَين أولَيَين في الوسط (محافظة دير البلح)، والجنوب (محافظة خانيونس ومحافظة رفح). وقد أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الجمعة، أنّ أكثر من 560 ألف طفل تلقّوا جرعتهم الأولى من اللقاح المضاد لشلل الأطفال من بين أكثر من 640 ألفاً دون العاشرة من العمر.

وبذلك تكون حملة التطعيم الطارئة قد اجتازت نصف الطريق، في انتظار انطلاق الجولة الثانية من عمليات التطعيم واختتامها في الأسابيع المقبلة، ثمّ إعلان قطاع غزة "منطقة محصّنة ضدّ شلل الأطفال". لكنّ ذلك يبقى مرهوناً بمدى التزام إسرائيل بالهدن الإنسانية، ولو أتت متقطّعة وفي مناطق محدّدة، ولا سيّما في ظلّ رفضها لأيّ وقف لإطلاق النار، إذ تصرّ على المضيّ في حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف بها قطاع غزة وأهله منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبعد إعلان منظمة الصحة العالمية، على لسان ممثّلها في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن، أمس الخميس، أنّها حقّقت الهدف المأمول من الحملة من خلال تطعيم أكثر من 90% من أطفال غزة، وهي النسبة المطلوبة لتطويق المرض الفيروسي الذي بدأ يتفشّى في القطاع، فإنّ التحدي الراهن يقضي بتزويد الفلسطينيين الصغار بالجرعة الثانية من اللقاح المضاد لشلل الأطفال، بعد تلقّيهم الأولى في الأيام الماضية.

وفي تدوينة نشرها غيبريسوس على موقع إكس، اليوم الجمعة، عبّر عن تقدير منظمته لكلّ الفرق الصحية التي أجرت "هذه العملية المعقّدة". أضاف: "نحن ممتنّون جداً للعائلات التي منحتنا ثقتها وتعاونت معنا". وإذ شدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أنّ "هذا نجاح هائل، وسط واقع حياة مأساوي يتكرّر يومياً في كلّ أنحاء قطاع غزة"، كتب "تخيّلوا ما يمكننا تحقيقه مع وقف لإطلاق النار".

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان أصدرته مساء اليوم الجمعة، انتهاء الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال "في المحافظات الجنوبية" (في محافظات قطاع غزة الواقع جنوبي الأراضي الفلسطينية)، التي أتت في ثلاث مراحل على مدى 12 يوماً. وقد غطّت تلك المراحل محافظات قطاع غزة الخمس بالشكل الآتي، المرحلة الأولى في محافظة دير البلح (وسط) والثانية في محافظة خانيونس ومحافظة رفح (جنوب) والثالثة في محافظة غزة ومحافظة شمال غزة (شمال). أضافت أنّ الجولة الأولى انتهت بتطعيم نحو 560 ألف طفل من الأطفال المستهدفين (من عمر يوم واحد وحتى عشرة أعوام)، مشيرةً إلى أنّ نسبة التطعيم بلغت نحو 87% في حين أنّ النسبة المنشودة نحو 90%.

وقد حيّا وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان جميع أفراد "طواقم وزارة الصحة وأونروا ومنظمة الصحة العالمية ويونيسف وشكرهم، مبيّناً أنّهم "واصلوا العمل طوال أيام الحملة لتطعيم أطفالنا ضدّ مرض شلل الأطفال، رغم الظروف الحرجة من جرّاء عدوان الاحتلال المتواصل". أضاف أبو رمضان: "أهلنا في المحافظات الجنوبية (محافظات قطاع غزة) أثبتوا للعالم أجمع حرصهم الكبير ووعيهم بأهمية التطعيم، وقد واجهوا أصعب الظروف في التنقّل لإيصال أطفال شعبنا إلى مراكز التطعيم". ورأى أنّهم بذلك "يؤكّدون من جديد إيمان الفلسطيني بالحياة وحرصه على صحته وصحة أبناء شعبنا".

ووفقاً لبيان وزارة الصحة الفلسطينية، فإنّ الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة سوف تبدأ بعد مدّة تتراوح ما بين أسبوعَين وأربعة أسابيع، من أجل تزويد الصغار الذين تلقّوا جرعتهم الأولى من اللقاح بجرعة ثانية.

تجدر الإشارة إلى أنّ ممثّل منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة كان قد أشار في إفادة، أمس الخميس، إلى أنّ عدد أطفال القطاع الذين تقلّ أعمارهم عن عشرة أعوام والذين تستهدفهم حملة التطعيم، المقدَّر بنحو 640 ألفاً، "أتى على الأرجح مبالغة في تقدير شريحة السكان المستهدفة". لكنّ بيبركورن دعا، في كلّ الأحوال، إلى توسيع نطاقات الهدن لتشمل "منطقة أوسع بكثير"، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بإقامة ممرّات إنسانية مناسبة لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها.

وتأتي النتائج الإيجابية للجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة لتشجّع الجهات المعنيّة لتمضي قدماً بهذه المهمّة الكبرى التي بدأ تنفيذها في الأول من سبتمبر/ أيلول 2024. وتلك الجهات هي منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وشركاؤها، بالتعاون مع زارة الصحة الفلسطينية.

ولا يُعَدّ شلل الأطفال التهديد الصحي الوحيد الذي يواجهه أطفال قطاع غزة المحاصرون والمستهدفون بحرب إسرائيلية منذ أكثر من 11 شهراً، فثمّة أمراض مختلفة تهدّدهم، ولا سيّما الجلدية منها وتلك المرتبطة بسوء التغذية، بسبب ظروف الحياة المتدهورة. لكنّ هذا المرض الفيروسي المعدي، الذي رُصدت الإصابة الأولى به في القطاع بعد 25 عاماً على اجتثاثه، يمثّل خطراً داهماً.

يُذكر أنّ تحليل عيّنات من مياه الصرف الصحي أُخذت من دير البلح في وسط قطاع غزة وخانيونس في جنوبه، في يونيو/ حزيران الماضي، قد بيّن وجود فيروس شلل الأطفال من النمط 2 فيها، بحسب ما أفادت النتائج الصادرة في يوليو/ تموز الذي تلاه. وهو ما دعا الأمم المتحدة، بمختلف وكالاتها المعنيّة، ووزارة الصحة الفلسطينية، إلى الاستنفار من أجل تنفيذ حملة التطعيم الطارئة. وبعدما نجحت منظمة يونيسف في إدخال 1.26 مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال إلى القطاع المحاصر، في أغسطس/ آب الماضي، بعد عرقلة طالت من قبل سلطات الاحتلال، حُدّد موعد الحملة الطارئة في الأول من سبتمبر الجاري، لتنتهي الجولة الأولى منها في 12 منه.

المساهمون