سادت حالة من الحزن صربيا، الخميس، غداة عملية إطلاق نار غير مسبوقة شهدتها مدرسة في بلغراد وأقدم فيها تلميذ يبلغ من العمر 13 عاماً على قتل ثمانية من رفاقه وحارس أمني.
واستُهلّت الفصول الدراسية في جميع مدارس هذا البلد البلقاني، بدقيقة صمت حداداً على ضحايا المجزرة.
بدوره، أعرب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي خاطب الأمة مساء الأربعاء، عن أسفه لـ"أحد أصعب الأيام في التاريخ المعاصر" لصربيا.
وأعلنت الحكومة حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من الجمعة. كما سيتمّ إلغاء أو تقليص عدد الاحتفالات والمناسبات المخطّط لها في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه أقلّ من سبعة ملايين نسمة.
وقالت ميليفا ميلاسوفيتش، وهي محامية متقاعدة تبلغ 85 عاماً، وتسكن قرب المدرسة حيث وقعت المجزرة، "بكيتُ طيلة نهار الأربعاء. كان ابني يرتاد هذه المدرسة".
في الأثناء، كانت مدرسة فلاديسلاف ريبنيكار الابتدائية الواقعة في حيّ فراكار بوسط بلغراد، مغلقة صباح الخميس. وكانت الشرطة لا تزال موجودة عند مدخل المؤسسة، بحسب وكالة فرانس برس.
وصباح الأربعاء، أطلق تلميذ يبلغ 13 عاماً من مسدّس من عيار 9 ملم النار في المدرسة، ممّا أسفر عن مقتل حارس الأمن وثلاثة تلامذة في الممرّات، قبل أن يتوجّه إلى فصل دراسي حيث أطلق النار أولاً على المعلّمة ثمّ على التلامذة.
تلميذان بحالة حرجة
وفي المجموع، قتل التلميذ سبع فتيات وفتى تراوح أعمارهم بين 12 عاماً و14 عاماً، إضافة إلى الحارس الأمني. وأُصيب ستّة أطفال ومعلّمتهم بجروح، ونُقلوا إلى المستشفى.
وصباح الخميس، أعلن مسؤولون في مستشفيين ببلغراد نُقل إليهما المصابون، أنّ تلميذين، هما فتى وفتاة، أصيبا بجروح خطيرة وما زالا في "حالة حرجة".
وكتبت صحيفة "فيسيرنجي نوفوستي" اليومية على صفحتها الأولى: "تحطيم الشبيبة خلال درس التاريخ"، بينما قالت صحيفة "داناس" إنّ "صربيا في حالة صدمة وحزن".
قبض على المهاجم بعد وقت قليل على وقوع المجزرة، في باحة المدرسة حيث كان ينتظر وصول الشرطة. وقال فيسيلين ميليتش قائد شرطة بلغراد إنّه هو من اتصل بالشرطة ليخبرها بما فعله للتو.
وأضاف ميليتش، للتلفزيون الوطني الصربي: "قال إنه أطلق النار على أشخاص في المدرسة وإنه (...) مريض نفسي يحتاج إلى أن يهدأ".
وتابع قائد شرطة بلغراد: "قال في إفادته (للشرطة) بشأن مسرح الجريمة: "كنت أنتظر هذا اليوم. هنا الظروف الفضلى لأنّني. يمكنني إنهاء كلّ شيء في يوم واحد". وأشار إلى أنّ الفتى وضع "قائمة بالأشخاص الذين كانوا يغضبونه أكثر من غيرهم".
"أهداف ذات أولوية"
وكان ميليتش أعلن في مؤتمر صحافي، الأربعاء، أنّ المهاجم الذي وُضع في مستشفى للأمراض النفسية، "استعدّ لإطلاق النار لمدة شهر"، وأنّه وضع مخطّطاً للمدرسة مع أسماء "الأهداف ذات الأولوية".
وقبض على والد مطلق النار، المالك الشرعي للسلاح المستخدم، وهو طبيب حسن السمعة وُضع قيد الحبس الاحتياطي لمدة 48 ساعة. كما تمّ اعتقال والدته.
وفي هذا البلد حيث تمّ تسجيل حوالى 765 ألف قطعة سلاح، بما في ذلك أكثر من 232000 مسدس، أعلنت وزارة الداخلية، الخميس، عن إجراء عمليات تفتيش منزلية للتحقّق ممّا إذا كان يتمّ الاحتفاظ بهذه الأسلحة وفقاً للقواعد.
وبعدما تجمّع آلاف الأشخاص الأربعاء، واصل السكّان الخميس تكريم الضحايا أمام المدرسة، حيث يضعون الزهور والألعاب والرسائل ويضيئون الشموع.
وتساءلت آنا دجوريتش (37 عاماً) وهي من سكّان بلغراد وكانت موجودة أمام المدرسة، "أين نحن كبشر، أين تعاطفنا؟ كيف فشلنا في رؤية المشكلة، سواء مع الشخص الذي فعل ذلك، ومع كلّ الأشخاص الآخرين الذين قادوا إلى ما حدث؟".
(فرانس برس)