يُعدّ مرض شيخوخة الأطفال والمعروف أيضاً بمتلازمة "بروجيريا جيلفورد هاتشينسون"، من بين الاضطرابات الوراثية الصبغية النادرة، التي تتسبب في ظهور أعراض الشيخوخة في سن مبكرة جدًا على الصغار، وقد تبدأ من عمر السنتين، وهو ما يثير مخاوف الوالدين.
إزاء هذه الحالة يشعر بعض الآباء والأمهات بالاستياء وتنتاب بعضهم مشاعر الصدمة من تغير شكل أبنائهم، خاصة أنهم ولدوا بشكل طبيعي، لكن خلال العام الأول، تظهر عليهم علامات تطرح أكثر من تساؤل.
ما هو مرض شيخوخة الأطفال؟
تُعرّف الدكتورة لمى وردة أخصائية طب أطفال على موقع "صحتك"، مرض الشيخوخة المبكرة عند الأطفال بأنه إحدى المتلازمات الوراثية النادرة، والتي يتسبب بها وجود عيوب جينية متوارثة، وأعراضها تشابه، عند تطور العلامات الكاملة للمتلازمة، الأعراض التي يعاني منها البالغون في أعمار متقدمة جداً.
ما هي أعراضه؟
"أسباب جينية"
توصل الباحثون إلى وجود جين واحد متحور مسؤول عن مرض شيخوخة الأطفال المبكرة، ويعمل هذا الجين، المعروف باسم lamin A (اختصاره LMNA)، على تكوين بروتين ضروري لتجميع مركز (نواة) الخلية معًا. فعندما يكون هذا الجين معيبًا، يعتقد الباحثون أن الطفرة الجينية هي ما يجعل الخلايا غير مستقرة، وبالتالي تتسبب في حدوث التقدم في السن فتظهر الشيخوخة المبكرة.
ويوضحون أيضا أنه يؤثر على حيوان منوي واحد أو بويضة واحدة قبل الحمل مباشرةً، وقد لا يكون أي من الوالدين حاملاً لهذا المرض، وبذلك تكون الطفرات في جينات الطفل جديدة.
مضاعفات وموت مبكر
بحسب موقع "صحتك"، فإن الأطفال المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة أكثر عرضة لتصلب حاد في الشرايين. وهذه حالة تكون فيها جدران الشرايين والأوعية الدموية التي تحمل المغذيات والأكسجين من القلب إلى بقية الجسد متيبسة وضعيفة وغالبًا ما تعيق تدفق الدم.
ويموت أغلب الأطفال المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة بسبب مضاعفات ذات صلة بتصلب الشرايين بما في ذلك:
- مشكلات بالأوعية الدموية التي تمد القلب، مما يؤدي إلى حدوث أزمة قلبية.
- مشكلات بالأوعية الدموية التي تمد الدماغ، والتي تؤدي إلى حدوث سكتة دماغية.
- التهاب المفاصل.
- قصر النظر.
- تزايد مخاطر السرطان.
التشخيص وسبل علاج شيخوخة الأطفال
يُشخص الأطباء شيخوخة الأطفال استناداً إلى بعض علامات وأعراض المرض التي تكون ظاهرة، وللتأكد منها يطلب الطبيب إجراء اختبارات وراثية، حيث يمكن أن يؤكد الاختبار الجيني لجين LMNA تشخيص المرض.
ورغم أنه لا يوجد إلى الآن علاج للشيخوخة المبكرة، لكن قد تساعد المراقبة المنتظمة لأمراض القلب والأوعية الدموية على إدارة حالة الطفل المريض.
تقول الطبيبة لمى: "غالبا ما تتسبب الحوادث الوعائية الدماغية والسكتات القلبية، بتحديد عمر المريض الذي لا يتجاوز في العادة 13-20 سنة في أحسن الحالات، وللأسف الشديد لا يوجد علاج شاف للحالة إلا بالتعامل مع بعض الأعراض فقط لا غير".
لكن قد تعمل بعض طرق العلاج على تخفيف بعض العلامات والأعراض أو تأخير ظهورها:
- تناول الأسبرين منخفض الجرعة، للوقاية ومنع الأزمات القلبية والسكتة الدماغية.
- تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول أو المضادة للتجلط للمساعدة في منع الجلطات الدموية، كما قد يناقش الطبيب خيار استخدام هرمون النمو للمساعدة في زيادة الطول والوزن.
- العلاج الطبيعي والوظيفي في حالات تيبس المفاصل ومشكلات الورك بما يساعد الطفل على البقاء نشيطًا.
- خلع الأسنان الأولية، حيث قد تبدأ الأسنان الدائمة للطفل في النمو قبل سقوط الأسنان اللبنية. وقد يعمل هذا الحل على منع التزاحم المفرط للأسنان ويساعد على تحقيق التموضع الصحيح للأسنان الدائمة.
نصائح وإرشادات
قدّم موقع "صحتك" نصائح وإرشادات للتخفيف من شدة المرض، ومساعدة حامله على الاندماج وهي كالتالي:
- الحرص على شرب كمية كافية من المياه بانتظام، خاصةً في الطقس الحار.
- تقديم وجبات متكررة وصغيرة لمساعدة الطفل على زيادة تناول السعرات الحرارية.
- إتاحة الفرصة للنشاط البدني المنتظم بالتنسيق مع الطبيب المعالج.
- استعمال الأحذية المبطنة أو بطانات أحذية لضمان شعور الطفل بالراحة.
- الحرص على استخدام الكريمات الواقية من الشمس مع عامل الحماية.
- التأكد من حصول طفلك على آخر تطعيمات الأطفال.
- إتاحة الفرص التعليمية للطفل لحضور المدرسة حسب مرحلته العمرية المناسبة.